في ذلك المساء
تاريخ النشر: 26/05/12 | 7:59في ذلك المساء تعَلَّمْتُ كيف أحْسِنُ الإصْغاء للشَّبَهَيْنِ،لَهُمْ ولي،كَيْ أعي ما يقولُ الآخَرُ،لِيَجْمُلَ هَمْسُ ما يَضِجُّ بِهِ عَقْلي.
***
في ذلِكَ المَساء شُبِّهَ لي أنّي رَأيتُني أهْمِسُ موجَعا في أذُنَيْ فاطِمَة:
يا فاطمة!
سَنُعَوِّدُ الأطْفالَ مِنْ يَوْمِنا وفي كُلِّ غَدٍ أن يَصيروا ما لَمْ نَصِرْهُ.
***
في ذلِكَ المَساء شُبِّهَ لي أنّي أبْصَرْتُ طائِرَ الرَّماد وقد انْتَفَضَ على ذاتِهِ،عمّا هُوَ فيه وما هُوَ حَوْلَهُ,وَراحَ يَبْحَثُ عَنْ بَصيصِ نورِ حَياةٍ لا يَزالُ يومِضُ في عَيْنَيْ فاطِمَة.
***
في ذلِكَ المَساء تأمَّلْتُ عالَمي الصَّغيرَ والكبير،فأصابَني حُزْنٌ أشَدُّ مِنَ الحزن,إذْ لَمْ يَبِنْ قَمَرٌ وَلَمْ تَظْهَرْ نُجوم.
***
في ذلِكَ الْمَساء سألْتُ نَفْسي،مِراراً وَتَكْراراً:
كيْفَ أغالِبُ وَجَعي وثَمَّة مَنْ لا يَكِفُّ عَنْ إشْعالِ جُرْحي!