إبراهيم وتد من جت – “من الزراعة إلى الهايتك”
تاريخ النشر: 27/09/14 | 11:22ابراهيم، كان طالبا متفوقا في المدرسة، ولم يلهيه تفوقه على ان يكون طالبا فعالا في مدرسته ومجتمعه. عمل ابراهيم بضع سنين في مجال الزراعة مع والده، وقرر الالتحاق بكلية الهندسة ليلتحق بالمجال الذي يحبه ويهواه، وبالرغم من العقبات والصعوبات التي واجهها ابراهيم في شبابه على غرار كل شاب عربي يسكن في هذه البلاد، دفعه اصراره وطموحه لتحقيق حلمه والدخول الى المجال الذي اراده من اوسع ابوابه ليثبت لنفسه وللآخرين ان مع وجود الارادة الصادقة فان السماء هي الحدود… إبراهيم عفيف وتد , ا 33 عام , تعلم في كلية الهندسة بئر السبع, يعمل منذ 8 سنوات بشركة Amdocs كمتخصص وخبير في مجال برمجة الحاسوب
كيف وصلت الى هذه المرحلة؟
بعد ما انهيت المرحلة الثانوية عملت بالزراعة مع والدي لمدة سنتين, وفي ذات الوقت اعمل كتقني حواسيب تطوعا من منطلق حبي لهذا المجال, واحسست بصعوبة العمل فكنت اخرج للعمل صباحا واعود للبيت بعد مغيب الشمس, فقررت تعلم برمجة حواسيب كوني احب هذا الموضوع, والحمد لله تخرجت من الكلية بدرجة تفوق, وقبل التخرج بشهرين قدمت طلب عمل لشركة “امدوكس” واجتزت جميع الاختبارات بنجاح, وخلال اشتراكي في دورات الاستكمال في الشركة، اخذوا عني انطباعا جيدا في الشركة حيث ابتعثوني الى جنوب افريقيا وبدأت العمل كمبرمج عادي… وخلال سنتين حصلت على ارتقاء لمبرمج خبير، وبعد أربع سنوات حصلت على ارتقاء لمدير فريق عمل. في السنة السابعة عرضوا علي ان أتقدم لمدير مشروع ولكني رفضت لأنه يحتاج الكثير من الوقت وقد يسلب هذا مني الوقت الذي اخصصه لعائلتي, فاخترت منحى اخر لأصبح متخصص خبير (מתמחה ותיק). وما زلت حتى هذا اليوم اشغل هذا المنصب.
هل تعتقد حسب تجربتك ان هناك صعاب وتمييز عنصري للعرب في الشركات؟
“السماء هي الحدود”… هكذا بدء ابراهيم حديثه وتابع – كان زملائي في الكلية يقولون لي ان كوني عربيا لن أتقدم ولن اصل بعيدا. ولكن بسبب اصراري ومثابرتي لم أر اي وجود لأية حدود للتقدم, والحمد لله لم يحبطني كلامهم بل زادني إصرارا للتقدم ووصلت الى هذه المرحلة.
عقبات واجهتك في حياتك؟
أكبر عقبة هي عدم تشجيع بعض الاشخاص من حولي بحجة التمييز العنصري في الشركات والجامعات.
يوجد الكثيرون في البلدة متعلمين وأصحاب رؤوس أموال, لماذا حتى الان لم يقيموا مشروع لحل مشكلة البطالة في البلدة؟
يوجد إمكانيات لعمل الكثير من المشاريع ولكن يد واحدة لا تصفق, وحتى الان لم يبادر احد لجمع أصحاب الكوادر لبدء مشروع كهذا, لقد حاولت مساعدة الكثير من الشباب العرب للانخراط في العمل بالشركة وقمت بتقديم طلب من اجل التبرع بالحواسيب للمدارس. والحمد لله تمت المصادقة عليها.
من هو الانسان الناجح في نظرك؟
الانسان الناجح في الحياة هو الانسان ذو اهداف يسعى لتحقيقها دائما، فهو الانسان المبتكر والمتميز ذو الارادة القوية والطامح دائما نحو الافضل.
ما رأيك بالوضع في جت؟
الوضع في جت بحاجة الى تحسين وتغيير ، وهذا يبدأ بحب البلد والانتماء لها، وان نكون يدا واحدة لصنع هذا التغيير.
كيف ترى نفسك بعد 10 سنوات؟
سوف اكمل العمل في الشركة حتى جيل معين لأن الانسان يصل مرحلة يرى انه يجب ان يغير روتين حياته. بعدها ان شاء الله انوي المشاركة الفعالة لتحسين وضع البلد بقدر المستطاع .
انت تقول انك تريد تحسين وضع البلد بقدر المستطاع, ما هي الصفات التي تراها يجب ان تكون في قادة البلد ؟
الانسان القائد بنظري هو الانسان ذو الاخلاق الحميدة ، رزين العقل والتفكير، المحب لبلده، معطاء، فعال، يتحمل المسؤولية.
حسب اخر بحثين اجريا في إسرائيل فان نسبة العرب الذين يعملون في شركات الهايتك تتراوح بين 2.5-3 % , ما هو السبب بذلك؟
من وجهة نظري السبب الأول هو عدم تعلم طلابنا العرب موضوع الهندسة كونهم لا يتلقون توجيهات ونصائح ومعلومات كافيه حول مجالات التعليم في المعاهد العليا، لذلك هم يتوجهون لموضوع الطب او مواضيع اخرى معروفه لديهم. والسبب الثاني هو نسبة العرب الضئيلة التي تتقدم للعمل في هذا المجال بسبب الاعتقاد بأن هناك تمييز ضد العرب.
في تحقيق اجراه برنامج “البرنامج” فان اغلب العاملين في شركات الهايتك يصلون جيل 42 وبعدها يحالون للتقاعد, هل هذا صحيح ؟ وماذا تقول للشباب الذين ينوون تعلم البرمجة ؟
هذه حقيقة موجودة, بجيل معين اذا بقي الشخص في نفس المجال فلن يتقدم, فالشركة تحيله للتقاعد لأنه براتب عامل قديم يمكنهم جلب اثنان او ثلاثة مبرمجين متخرجين حديثا. ولكن الجيل ليس رادعا للاستمرار في العمل اذا كان العامل محب لعمله معطاء قديرا مهنيا متميزا في عمله ومبتكرا فهذا دافع للشركة للاستفادة من خدماته.
واود ان اقول لكل شاب لديه الدافع وحب لهذا الموضوع الاقدام والاصرار للانخراط في هذا المجال وعدم التردد رغم العقبات والصعوبات .
نلاحظ بالفترة الاخيرة تراجع الشباب اخلاقيا واجتماعيا، ما هو سبب وضع الشباب في يومنا هذا؟
الابتعاد عن الدين وتقليد الغرب بالأمور السلبية، عدم تلقي التوجيه الصحيح والتهيئة للحياة المستقبلية ، وعدم استغلال القدرات الكامنة بالشكل والصحيح .
رسالة للشباب
لكي يرتقي مجتمعنا الاسلامي على كل فرد الارتقاء بنفسه اولا بالحفاظ على الدين والتحلي بالأخلاق الحميدة، وثانيا التسلح بالعلم والتعليم بالطموح والارتقاء نحو الافضل من اجل التميز.