إسرائيل توظف صور”سلفي” لتعميم كراهية العرب
تاريخ النشر: 26/09/14 | 14:39تستمر اسرائيل في إيجاد طرق جديدة لتعميم كراهية العرب وتعزيز الحقد تجاههم. يلبس الجلّاد عباءة الضحية وينقل إلى العالم مغالطات وأكاذيب غالباً ما يصدّقها الغرب، إذ يكاد عصرنا يكون حول “الدعاية”، لا أكثر ولا أقل. اسرائيل تتقن الدعاية، وتتقن تحويل الحقد إلى استثمار.
وقد وصل الحد بالاحتلال أن يوظّف صور “السلفي” (الموضة الرائجة حالياً) لتعميم كراهية العرب والفلسطينيين خاصةً. تقف فتاتان اسرائيليتان بنظاراتهما الشمسية وابتسامتيهما الخبيثتين لالتقاط صورة “سلفي”. الشعر مصفف والماكياج كامل وتحملان بأظافرهما مطلية ورقة تقول: “كراهية العرب ليست عنصرية، إنّها من قيمنا”.
في صورة أخرى، تقف أربع نساء اسرائيليات في مكتب والخزائن وراءهن. كلّ منهن تحمل ورقة: “شعب اسرائيل يريد الانتقام”. تظهر صور أخرى جنوداً اسرائيليين في ملابسهم العسكرية، يحملون أيضاً شعارات من هذا النوع. “لنرش الرصاص رشاً، هذا كل ما في الأمر”، تقرأ أحد لافتاتهم.
وقد انتشرت هذه الصور عبر صفحة على الفيسبوك تحت عنوان “شعب اسرائيل يريد الانتقام”، بسبب مقتل ثلاثة مراهقين اسرائيليين، الحادثة الّتي أشعلت اللهيب على غزة وجعلت سكانها أسيري نيران العدو.
ليست هذه الصفحة الأخيرة، هناك صفحة أخرى “الثأر من العرب” تروج أيضاً لهذه الصور و”السلفي”. انتشرت هذه “الكراهية” عبر شبكة الانترنت بسرعة لكي تحصد إحدى الصفحات أكثر من 40 ألف “لايك”. فعلى ما يبدو، الشعور الاسرائيلي العارم لهذا الصيف هو الكراهية، ومتى كان غير ذلك؟
فبنما تجد الاسرائيليات الوقت لتصفيف الشعر والاعتناء بالأظافر، تجد الأمهات الفلسطينيات أنفسهن مبللات بالدمع، ليس امامهن غير الشكوى إلى الله. كراهية الجلاد للضحية، في أفضل حالاتها، ليست أكثر من تعبير عن مرض النفس البشرية ونزعتها إلى الاستقواء.
صورة “الاسرائيليات” وسيلة لتخبرنا أن أشكال الوحوش تأتي بأبهى الحلل أحياناً. حجارة الفلسطينيين ودموعهم صادقة وأكثر من مؤلمة، لكنها لا تصلح كسلعة إعلانية في عالم صمّ آذانه عن الحق. وبين كل تلك الأكاذيب عن الحضارة والتطور، تلبس صورة الوحش ثوباً جديداً وشعر مسرّح ويصوّر الفلسطيني كالهمجي. الفلسطينيون الذين يُقتلون كل يوم، لم يعتدِ عليهم أحد، إنّهم يقتلون أنفسهم. كم انت مخادع أيّها العالم!