ارجوكم …أخرجوا (تراب الوطن) من عنق الزجاجة و(ادخلوا) التاريخ بعدها…

عشية الانتخابات المصرية تساقطت دموع الفرحة وارتجف ذقني وانا اشاهد مجرى الانتخابات المصرية ، ثم هبطتُ على سجادة صلاتي من غير وعي .. انتفضت من الفرحة، وأنا أرددّ بصورة هستيرية ..(أحمدك وأشكرك يا رب..أحمدك وأشكرك يا رب..) ..أخيراً لقد مننت علينا بنصرك العظيم المؤزر ،الذي طالما انتظرناه ، أخيرا أدخلتنا موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية من أوسع أبوابها، وظفرنا بتوفيقك ورضاك وبدعاء الصالحين المرابطين الصابرين من عبادك القانتين وهي التجربة الديموقراطية– وكيف لا وانا ارى اصطفاف طوابير الناخبين المصريين , وبصفوف ممدودة امام لجان الانتخابات للاقتراع بصوت نظيف طاهر , ينتظرون دورهم بكل صبر , غير مزاحمين , رغم اعدادهم الالفية , مما ذكرني بالغنوة المصرية المشهورة ” زحمة يا دنيا زحمة ” , فقد تعبت يد المصور من ثقل الكاميرا وهو يصور امتداد الصفوف التي ليس لها نهاية , والكاميرا تتنقل على وجوههم ,والكل تجمعهم البسمة , والتفاؤل , والأمل والكرامة , ومصر فوق الجميع .

ويتفق الجميع ان قرار الاغلبية سوف يجمعهم , تحت مظلة القانون , لا رشوة ولا فساد ولا تحت الطاولة ولا فوقها ..

وبعد فرز النتائج وصعود المرشحين مرسي من الاخوان المسلمين , ويقابله الفريق احمد شفيق , استحقرت الاعلام المصري , كله بدون استثناء , وتأكدت ان ما قيل عن 60 بالمئه من ملكية القنوات المصرية هي بملكية رجال اعمال ومتنفذين عملوا في خدمة النظام المصري لما لهم من مصالح واهداف , والباقي هي قنوات تابعة للحكومة المصرية , وضيوف الحلقات , كثر والكل يتفق على ان مرشح الاخوان المسلمين يجب عليه التنازل لصالح حمدين لاسقاط شفيق , وهنا ايضا تذكرت مقطع من احد المسرحيات الكوميدية ,شفيق يا راجل ,,, كلمة تنازل تصلح فقط قبل المعركة الانتخابية وليس بعد المعركة الانتخابية , هذا اولا . وثانيا , لماذا لا يتنازل مثلا حمدين للمرسي ابو الفتوح ,؟؟ وحتى في بلادنا الصغيرة ,ولدي في صفحتي بعض من الكاتبين والاعلاميين الشرفاء الذي بدأت اشكك في مهنيتهم ومصداقيتهم ,فهم يتهكمون على مرشح الاخوان المسلمين , وكل ذلك بسبب علمانيتهم. وسؤالي لهم: اكثر من 52 سنة الاحزاب البعثية الاشتراكية , وحزب الوطني الحاكم الفاسد المنحل ألم تكن….احزاب متحررة , لا انتماء ديني , الوطن للجميع , فلماذا لا تقبلون في الاغلبية المليونية للشعب المصري ؟؟ كلها اسئله عليها اشارات تعجب واستفهام اعطوهم حاكم يخدم مصر وليس تحت حكم المرشد ,ولكن على العلمانيين اعطاء الاخوان المسلمين فرصتهم ,بدون تعد سافر على الديموقراطية, وكل مبادرة لتفشيل الاخوان المسلمين بالصعود للرئاسة هي حرث في ماء ونفخ في رماد. ولكي يفهم الجميع , فشاكلة الحركة الاسلامية كلهم محاضرين جامعيين واطباء ومفكرين وعلماء ولديهم فكر عميق بالانتماء والولاء وحب الوطن , وانا جدا استمتع ببرغماتية وفكرها , وعليه علينا ان نحترم قرار الشعب المصري !!!!

رسالتي الاخيرة لمن يهاجمون حركة الاخوان المسلمين , اقول ارجوكم …أخرجوا (تراب الوطن) من عنق الزجاجة و(ادخلوا) التاريخ بعدها… وبالعامية ” بدل ما تسمع عنه الافضل ان تسمع منه”….