الأنشطة الرياضية تساعد على زيادة ارتباط البنات بآبائهن

في وقت يسعى فيه كثير من الآباء إلى توطيد علاقاتهم بشكل أكبر ببناتهم عبر طرق مختلفة ومتفاوتة، أشارت دراسة حديثة إلى أن بمقدور الآباء تحقيق تلك الغاية بطريقة بسيطة للغاية تتمثل في ضرورة بحثهم عن الأمور المرحة ليقوموا بها سوياً.

وحين سأل الباحثون الآباء والبنات، ممن شاركوا في تلك الدراسة، عن أكثر التجارب التي تؤثر بعلاقاتهم بطريقة لافتة، تبين لهم أن البنات يقدرن على ما يبدو المشاركة بنفس أنواع الأشياء التي يقوم بها الأولاد عادةً مع آبائهم مثل ممارسة الألعاب، القيام بالمشاريع، العمل سوياً أو القيام برحلة خارج المنطقة.

وقال الباحث الرئيسي بالدارسة، مارك مورمان، وهو أستاذ متخصص في مجال الاتصالات بكلية بايلور للفنون والعلوم في واكو بولاية تكساس الأميركية، إن الجانب الذكوري – الأنثوي بعلاقة الأب والبنت يمكن أن يشكل تحدياً بالنسبة لكثير من الآباء.

ومعروف أن الرجل يقترب عادةً من غيره من الرجال عن طريق قيامهم ببعض الأمور سوياً، مثل لعب مباراة أو مشاهدة التلفاز، بينما تميل السيدات لتكوين علاقات من خلال الدخول في محادثات من القلب إلى القلب ومشاركة التفاصيل المتعلقة بيومهن. وبينما ينجذب الرجل للنشاطات، فإن المرأة عادةً ما تتواصل من خلال الحوار.

واتضح أن الآباء والبنات الذين يجدون وسيلة لردم تلك الفجوة يميلون لأن يكونوا أكثر قرباً عن هؤلاء الذين لا يجدون تلك الوسيلة. وتبين من خلال النتائج التي خلص إليها الباحثون في هذا الصدد أن الأنشطة الرياضية هي أكثر الأمور التي أجمع عليها المشاركون فيما يتعلق بدورها في زيادة درجة القرب في العلاقة بين الآباء والبنات.

وقالت بيجي دريكسلر، أستاذ علم النفس المساعد في كلية طب وايل التابعة لجامعة كورنيل في نيويورك، إن أهمية العلاقة بين الأب والابنة لم تأخذ ما تستحقه من قبل على صعيد الأبحاث، مضيفةً:” كان يقتصر دور الأب منذ سنوات على تجهيز ابنته لكي يسلمها إلى عريسها. وبدا واضحاً أن العلاقة لم تُدرَس بما تستحقه من عمق”.

واشترك في تلك الدراسة، التي تم نشرها مؤخراً في مجلة الاتصالات البشرية، 43 أباً و43 ابنة، تراوحت أعمار الآباء ما بين 45 و 70 عاماً، والبنات لم ينقصن عن 22 عاماً.

كما تحدث عدد كبير من الآباء والبنات عن أن الزواج هو ثاني أكثر نقاط التحول، التي تمت الإشارة إليها، بحيث تبين أنه إما أن يُحدِث قرباً أكبر بين الأب والابنة أو أن يولّد شعوراً بالبُعد.