“العشق المشبوه” يهز تركيا… فهل “يزلزل” العرب؟
تاريخ النشر: 01/10/14 | 13:20الجميلة توبا يبوكستون المعروفة عربياً بـ “لميس”، وصاحب النظرات الحاسمة أنجين أكيوريك المعروف بـ”كريم”، في عمل واحد. لقاؤهما بالنسبة الى عشاق الدراما التركية، حدثٌ مُنتظَر. سنواتٌ خلت حين أطلّت بيوكستون للمرة الأولى على العرب. كان ذلك في “سنوات الضياع”، مقدِّمة مع يحيى (بولنت إينال) حكاية عشق هتفت القلوب لها، وملايين تمنّوا لو أنهم أبطالها. هذه الممثلة ساحرة. فيها من الحضور ما يكفي لتقنعنا بالحب، وإن بدا في الواقع “مثالياً” لا يتحقق. دورها في “عاصي” لم يكن الأفضل، كذلك في “بائعة الورد”، لكن جمهورها يلحقها أينما حلّت. في “العشق المشبوه”، ظهرت كأنّها أمام مجد مُستعاد.
أكيوريك أو كريم، أدّى بدور واحد ما يمكن لممثل آخر أن يُنجزه على مدى سنوات. أربعة رجال انقضّوا على فاطمة (الجميلة بيرن سات) يحاولون اغتصابها. لم يقترب كريم، لكنه لم يحل دون قذارة الجريمة. الجميع ثمل، والليل صريع الشهوة. حياة فاطمة أمست دماراً، وإنما الوقت طبيب البشر. أُغرمَت بكريم بعدما طاب القلب تدريجياً من هول الصدمة (تطلّب الأمر نحو 100 حلقة)، وأدركت أنّه لم يمسّها، لكن ندمه وعشقه لها جعلا صمته تخاذلاً يُغتَفر.
نعود الى “العشق المشبوه”، ويبدو متوقَّعاً أن يحتل المرتبة الأولى في تركيا، لما يمثله البطلان في الذاكرة والحضور. تصف الصحافة المسلسل بأنّه “هزّ تركيا”. دراميته تنحو في اتجاه التصاعد التشويقي، ملحَقاً بالبناء العاطفي. الحدث المفاجئ يصنع الحب، من غير أن يتضارب المساران. لا سلطة لعاطفة على ظرف، ولا الظرف يقلل من شأن العاطفة. المسلسل عن بائعة المجوهرات الثرية أليف (بيوكستون) العائدة من إيطاليا الى تركيا للاحتفاء بعيد ميلادها مع والدها صاحب النفوذ أحمد. اضطراره المغادرة قبل انتهاء الحفل، يقلب سياق التطورات، وحياة أليف جذرياً. رصاصة تخترق سيارته وترديه قتيلاً، فيتسلّم المحقق عمر (أكيوريك) القضية.
خيوط ودٍّ تظهر، فالمرء عند الانهيار يحتاج الأمل الأول. تكشف التحقيقات تورّط الوالد بعلامات استفهام معقَّدة، مما يعرّض أليف لتهديدات متواصلة، ويجعلها تخضع لمطالب رجال المافيا، خوفاً على شقيقتها من الذهاب ضحية أطماعهم وحقدهم في حال قررت المواجهة. تفضي التطورات نحو طريق مسدودة، فلا يبقى أمام أليف سوى اللجوء الى عمر. ينشأ حبٌ يتبادله الممثلان بشغف بلوغ الذروة، وإشباع نهم مُشاهد يترقَّب أن يُبهَر.
فازت “أو أس أن” المشفرة بحقوق عرض المسلسل المُتوقَّع أن يحقق نسبة مشاهدة قد تكون الأعلى عربياً، لا سيما بعد خفوت وهج الدراما التركية، كون الإقبال على شراء الأعمال الضخمة ذات الأسماء اللامعة يتراجع، لما تمرّ به المنطقة من موت هو الأعنف.