حب الخير دليل الإيمان
تاريخ النشر: 01/10/14 | 15:48تعتبر مكارم الأخلاق من ثمرات الإيمان وصورته العملية، وسمة من سماته، ومقصداً لتحقيق مضمون غاية الشريعة الإسلامية، فالأخلاق في الإسلام صرح عظيم وبناء قويم، وتهذيب للنفس، وتزكية للبدن، وسمو للروح يحلق بها في سماء الصفاء والعطاء والتضحية، حتى يصير المسلم بأقواله وأفعاله قرآناً يدب على الأرض.
إن من أعظم القربات وأجل الطاعات للمسلم هي محبة الخير وبذل المعروف وتقديم النصيحة للناس، فقد روى انس بن مالك – رضي الله عنه -، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” (متفق عليه)، فإن هذا الحديث العظيم يرسخ فيه النبي صلى الله عليه وسلم مفهوماً عظيماً وخلقاً كريماً ألا وهو محبة الخير للناس، فلا يكتمل إيمان المسلم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه، فما أجمل أن نرى تطبيقَ هذا الحديث واقعاً في المجتمع، من خلال الإيمان الحي الذي ينبض في قلوب الشباب الذي يسعى لتطبيق تعاليم الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم –، الذي زرعها في قلوب الصحابة الكرام – رضي الله عنهم -، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث يزيد بن أسد – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أتحب الجنة، قلت: نعم، قال: فأحب لأخيك ما تحب لنفسك”.
أيها الشباب..
كونوا سباقين إلى فعل الخيرات والأعمال الصالحة مع أنفسكم بإخلاص النوايا لله تعالى، والإكثار من القربات والأعمال الصالحة، والتزود بالنوافل، ومع أهلكم وجيرانكم وأرحامكم وعامة المسلمين بالمحبة والاحترام والمساعدة، فحب المسلمين والنصح يبتغي فيها الإنسان الأجر والثواب من الله تعالى، فحاولوا قدر المستطاع إسعاد الآخرين، وبادروهم بالكلام الجميل، وأفرحوهم حتى ولو كنتم أحزاناً، واستحضروا النوايا الصالحة في ذلك، واستمروا في تقديم العطاء والخير ولا تنتظروا رد الشكر من الناس.
كم يسعد القلب عندما تمتلئ قلوب الشباب بالخير والإيمان، فيحبون لغيرهم ما يحبون لأنفسهم، فيسعدون ويعطون أملًا لللأمة ويصبحون عمادًا لنهضتها وسرًا لقوتها، وأساسًا لتطورها، لأنهم في ذلك يطبقون وصيةً عظيمةً من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أحد العلماء: من صفة المؤمن الكامل أن يحب لأخيه الخير كما يحب لنفسه، ويكره الشر لأخيه كما يكرهه لنفسه، فمن أراد الإيمان الكامل فهذا سبيله، والذي يعين على ذلك مخالفة النفس في هواها، وتحمل الأذى من الغير ودفع الشخص أذاه عن غيره، وهذا هو السبيل الموصل إلى ذلك.
أيها الشباب..
هذه كلمات قليلة فيها المحبة والنصيحة، كونوا مبادرين إلى الخير محبين له باذلين للمعروف أينما تكونوا، في بيوتكم ومدارسكم وجامعاتكم، في مساجدكم وحاراتكم، لا تنسوا أنكم سفراء لمراكز حراء المحلية في بلدانكم، حتى يعلو قدركم ومقامكم عند الله تعالى، وحتى تنالوا الأجر والثواب منه سبحانه، وتكونوا منارات للخير والهدي، يشار إليكم بالبنان بمحبة الناس والمسارعة لخدمتهم والإحسان إليهم ومساعدتهم إذا احتاجوا لذلك، حتى نبني جيلاً مباركاً عاملاً لمجتمعه نافعاً لأمته بإذن الله تعالى.