هل هناك مخطط اسرائيلي لتصعيد الاعتداء على المقدسات
تاريخ النشر: 30/12/10 | 7:03تقرير :محمود أبو عطا و تصوير شرف أحمد
أكدت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” في بيان صحفي لها اليوم الخميس 30/12/2010م أنها تقرّ وتعترف أنها نفّذت عشرات بل مئات النشاطات والفعاليات العملية والميدانية والعمرانية والقضائية، ومن خلالها رممت وصانت ونظّفت ودافعت عن مئات المواقع المقدسة في الداخل الفلسطيني، من مساجد ومقابر ومصليات، وأنها رفعت الأذى والدنس عن الكثير من المقدسات، بعد أن إقترفت المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية على إختلاف مسمياتها، جرائم قبيحة على هذه المقدسات، فجرفت مئات المقابر، وبنت الفنادق والشقق السكنية والمشاريع الإقتصادية على جماجم ورفات أموات المسلمين، في حين قامت المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها بهدم مئات المساجد، أو تحويل بعضها الى مطاعم وخمارات، ومتاحف ومعارض، وحولت بعضها الى كنس يهودية، منذ عام النكبة الفلسطينية 1948م، في نفس الوقت تواصل المؤسسة الإسرائيلية جرائمها بحق مئات المساجد والمقابر والكنائس في الداخل الفلسطيني ومدينة القدس المحتلّة، وتحاول تدمير ما تبقى من الأوقاف والمقدسات، وتواصل مسلسل إعتداءاتها وإنتهاكاتها للمساجد والمقابر على حدّ سواء، في ظل ذلك فإن ” مؤسسة الأقصى ” وبدعم وتنسيق كامل مع الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ورئيسها الشيخ رائد صلاح، وكل مؤسسات الحركة الإسلامية وقياداتها في الداخل تجنّدت من أجل مشروع الحفاظ والدفاع عن المقدسات والأوقاف في الداخل الفلسطيني ومدينة القدس المحتلة، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وتبنّت ونفذت عشرات المشاريع المرحلية والإستراتيجية من أجل حفظ هذه المقدسات، وهو ما يمليه عليها الواجب الديني بالدرجة الأولى.
وجاءت أقوال وبيان ” مؤسسة الأقصى”رداً على تقرير صحفي مطول نشر في أحد الملاحق الرئيسية لصحيفة ” يديعوت أحرونوت ” الإسرائيلية، والتي هاجمت فيه المؤسسة الإسرائيلية بواسطة ما يسمى بـ ( ” دائرة أراضي إسرائيل ” – ” المنهال ” ) الحركة الإسلامية ومؤسسة الأقصى بسبب نشاطها الميداني المكثف للحافظ على المقدسات من مقابر ومساجد ومقدسات، عبر مشاريع الصيانة والترميم، وعبر ” مشروع المسح الشامل “، وعبر المسار القضائي والشعبي، وقالت أذرع المؤسسة الإسرائيلية أن ” مؤسسة الأقصى” تقوم بهذه المشاريع من أجل استعادتها كخطوة على طريق العودة، وركّز التقرير الصحفي الإسرائيلي على ملف مقبرة مأمن الله، وأحصى عدة معالم من مساجد ومقابر قامت ” مؤسسة الأقصى ” بصيانتها وترميمها والمحافظة عليها، وأشار التقرير الصحفي الى عشرات الملفات القضائية التي تديرها ” مؤسسة الأقصى ” في محاولة لحفظ بعض المقدسات، وبالطبع فإن التقرير الصحفي الإسرائيلي يحرّض بشكل واضح على ” مؤسسة الأقصى” وعلى الحركة الإسلامية في الداخل.
وقالت ” مؤسسة الأقصى ” في معرض ردها على ما نشر في ملحق ” يديعوت أحرونوت ” :” كعادة الإعلام الإسرائيلي فإنه يتجنّد للدفاع عن جرائم المؤسسة الإسرائيلية ، ويحوّل الجاني الى ضحية ومعتَدى عليه ، والمدافع عن حقه ومقدساته الى مجرم ، وهذه المرة فإن المقدسات الإسلامية هي الضحية ، ويبدو أن ما اقترفته يد الإجرام الإسرائيلي بحق المقدسات والأوقاف ، لم يكفها الى الآن ، وهي على ما يبدو تريد وتخطط لتصعيد نوعي ضد المقدسات والأوقاف ، إنها لم تكتف بمصادرة عشرات آلاف الدونمات والعقارات الوقفية ، ولم تكتف بهدم المساجد والمآذن ، ولم تكتف بإنتهاك حرمتها ، ولم تكتف بمشاهد سحق عظام الموتى ونبش رفاتهم ، ولم تكتف بنبش آلاف القبور في مقبرة مأمن الله ، وهدم المئات لاحقا ، من قبور الصحابة والتابعين والمجاهدين والعلماء ، ويبدو أنها تهيىء الأرضية لإستكمال هدم مئات القبور فيها ، ولعل قرار محكمة الصلح في القدس بخصوص مقبرة مأمن الله جاهز وينتظر فقط توقيت النشر ” .
وتابعت ” مؤسسة الأقصى ” :” إننا نؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها هي التي اعتدت وتعتدي على مقدساتنا ، ثم إننا نؤكد حقنا الشرعي والديني للحفاظ على مقابر أمواتنا بمشاريع الصيانة والترميم ، وأن نحفظ مساجدنا ومصلياتنا ونحييها بالصلوات والدعاء ، ونؤكد هنا أن مثل هذه التقارير الصحفية الإسرائيلية ومن وراءها لن ترهبنا ، وسنبقى اصحاب الحق في مقدساتنا ، وسنواصل بكل طريقة مشروعة مشوارنا للحفاظ والدفاع عن مقدساتنا ، نرمم ونصون ، نتعهد هذه المقدسات بالرعاية والعناية ، أما المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها فيكفيها خزيا وذلاً أنها كانت وما زالت لإنتهاك حرمات الأموات والمساجد عنواناً ” .
وفي تعقيب للمحامي زاهي نجيدات – الناطق الرسمي بإسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – قال :” نقول للمؤسسة الإسرائيلية, إن سرقة التاريخ وشطب الذاكرة هي مهمة مستحيلة وفاشلة, ولتعلم المؤسسة الإسرائيلية أن شمس حقنا لظلام باطلها لبالمرصاد. “