بحث يظهر انتشار منخفض لأمراض الحركة وسط الدروز
تاريخ النشر: 01/06/12 | 8:04بحث علمي تم اجراؤه في المركز الطبي رمبام وجامعة حيفا حول أمراض الحركة من نوع ألارتعاش الكامل Essential tremor (ET ) والشلل الرعاشي الباركنسون (Parkinson-PD ) في أوساط الطائفة الدرزية يبرز نتائج مفاجئه.
بحث علمي جديد بمبادرة الدكتور جمال حسون والدكتور رفيق أبراهيم يظهر انتشار منخفض لأمراض الحركة في أوساط الطائفة الدرزية بالمقارنة مع مجتمعات وأوساط اخرى. بحسب أقوال د. أبراهيم لا شك أن لنتائج هذا البحث أنعكاسات داعمه للحقائق التي تتعلق في السيرة التاريخية للدروز.
في السنوات الأخيرة تُنشر ابحاث وأستطلاعات علمية كثيرة حول انتشار امراض ذات طابع وراثي (جيني) في أوساط ومجتمعات مميزة لأهداف مختلفة. يستدل من نتائج هذه الأستطلاعات أن انتشار ظاهرة ألارتعاش الكامل (ET ) في وسط أجيال 41 سنة وما فوق هو بمعدل ما يقارب %4، وهو أعلى بشكل ملموس من انتشار الشلل الرعاشي الباركنسون (PD) والذي معدله %1.5، بالإضافة الى ذلك تم الابلاغ عن اختلافات عرقية.
فعلى سبيل المثال انتشار ظاهرة ألارتعاش الكامل (ET ) بين السكان البيض في الولايات المتحدة أعلى بضعف و0.7 الضعف (1.7) من انتشاره بين الامريكيين السود من اصول افريقية، و انتشار الشلل الرعاشي الباركنسون (PD) في وسط السكان البيض أعلى بضعف و0.2 الضعف (1.2) مما هو عليه في وسط الامريكيين من أصول أفريقية.
الطائفة الدرزية كظاهرة عرقيه تشكل من ناحية ألبحث ألوراثي ألجيني ما يشبه ” محمية طبيعية وراثية ” وذلك لأنها تعيش في جغرافية ثابتة أكثر من الف عام وتجري زواجًا في داخل الطائفة فقط ولا تسمح بالزواج المختلط وذلك منذ فترة زمنية طويلة.
هذه الظروف المعيشية أعطت العلماء فرصة مثاليه لاستيضاح من جهة واحدة اذا كان هناك اي تأثير وراثي على تفاقم امراض وراثية معينة ومن جهة أخرى أستيضاح حقائق تاريخية التي تتعلق بالديانة الدرزية ودعوة التوحيد والتي في مركزها قضية تأسيس الديانة والدعوة .
آخر بحث وراثي يتعلق بأبناء الطائفة الدرزية والذي تم اجراؤه على يد مجموعة باحثين تحت إشراف البروفيسور كارل سكورتسكي من مدرسة علوم الطب في التخنيون والمركز الطبي رمبام في حيفا، اكتشفت هندسة تشعبيه وراثية مميزة لدى الدروز في الشرق الأوسط.
في البحث الحالي والذي تم بمبادرة الدكتور جمال حسون من المركز الطبي رمبام في حيفا والدكتور رفيق أبراهيم من المركز الطبي رمبام ومركز أدموند ي. سفرا لأبحاث الدماغ في جامعة حيفا وبمشاركة زملاء من المركز الطبي رمبام ومستشفى الكرمل (الدكتور سميح بدارنه)، والذي نشر في المجله العلميه الطبيه Tremor تم بحث مدى انتشار الاضطرابات الحركية وذلك عن طريق إجراء استطلاع موسع والذي أُجري عن طريق زيارات بيتية في القرى الدرزية في شمال البلاد.
لقد أجري البحث على شريحة سكان فوق جيل 51 عام والذين يسكنون في القرى الدرزية في الجليل وعددهم 9086 حاله، والذين طلب منهم تعبئة استمارة حول وضعهم الصحي وخاصة حول اي اضطرابات حركية، حيث أن هؤلاء منهم الذين اجابوا بالأيجاب اخذت منهم عينات دم. 4506 من الأشخاص الذين اشتركوا بالبحث كانوا في جيل 61 سنة وما فوق و 1681 كانوا في جيل 65 سنة وما فوق.
نتائج البحث دَلت على وجود 27 حالة ارتعاش كامل (ET ) فقط، الشيء الذي يدل على انتشار ارتعاش كامل بنسبة %1.49 وفقط 9 حالات من 23 مشترك في البحث وجدوا مرض الباركنسون (PD) وهم يشكلون نسبة %1.13 من السكان.
كما أن الاستمارات دلت على انه %80.8 من المرضى ابلغوا أنه افراد من عائلاتهم من الدرجة الاولى كانوا يعانون من مرض الرعاش (الارتجاف) وأبلغوا عن تاريخ عائلي أيجابي للمعاناة من اضطرابات حركية.
أن نتائج البحث تدل بوضوح على انتشار منخفض في اضطرابات الحركة في اوساط ابناء الطائفة الدرزية بالمقارنة مع اوساط سكانية أخرى في البلاد ( مثل ابناء الطائفة الاسلامية في وادي عارة)، وأنها منخفضة بشكل واضح وكبير من السكان اليهود الأوروبيين الغربيين (الاشكناز) كما تم فحصها بين مواطني التجمعات السكانية (كيبوتسات).
من ناحية وراثية وجينية أن الزواج بين داخل الشريحة السكانية الواحدة فقط، قد يؤدي الى ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية لدى هذه الشريحة، ولكن نتائج هذا البحث كانت مفاجئه، حيث كانت النتائج عكس التوقعات.
يمكن تفسير هذه النتائج بما هو معروف علميًا حول ألإنتماء الوراثي للدروز. ألإنتماء الوراثي للدروز يدل على أكثر من 150 سلالة قرابة، وهو أعلى عدد نسبة الى طائفة صغيرة ومحدودة من ناحية الانتشار الجغرافي ( راجع وظيفة بحث البروفيسور كارل سكورتسكي وزملائه ، 2008) ألامر ألذي يؤكد و يدعم أسس ومبادئ الإيمان والعقيدة لديانة التوحيد والتي بحسبها الدروز يمثلون نسل لعدة عروق وصلوا الى منطقتنا مع تأسيس الدعوة (الديانة الدرزية) واعتنقوها قبل أكثر من 1000 عام.
باحترام الدكتور رفيق ابراهيم