أم العرب والمسلمين… أمريكا الحنونة.!
تاريخ النشر: 02/06/12 | 5:11ليس صدفة هو توافق الضمير, المواقف والمشاعر الامريكية والغربية من جهة, والدول العربية والاسلامية وبالذات تركيا وبعض الحركات وفقهاء البترول من جهة أخرى تجاه وحيال الأزمة السورية والليبية من قبل….! الشعب الأمريكي, بل أمريكا العظمى على وجه الخصوص, هي دولة حنونة وحساسة من الدرجة الاولى ,وبالذات عندما يدور الحديث عن مقتل مواطنين عرب وسفك دماء مسلمين وانتهاك حقوق انسان في عالمنا العربي تحديدا… هكذا عهدناها أمريكا ودوما هي كذلك…!
أمريكا كما نعلم جميعا, دوما تقف لصالح الشعوب العربية المظلومة, وتتحيز بالذات لقضاياه المصيرية على مدار التاريخ المعاصر… (المحبة من الله !), ونلاحظ ذلك جليا من خلال تشددها أخيرا في المواقف حيال الأزمة السورية وتعنتها لفرض حصار ومقاطعة ونية للتدخل العسكري.. الجيش الأمريكي الحنون..! مستعد أن يموت ويقدم التضحيات من أجل الحرية وفي سبيل الديمقراطية في عالمنا العربي والاسلامي..! سبحان الله.. ما أوسع قلوب وارحب صدور الأمريكان ومن أجل ذلك تجري, مناورات عسكرية امريكية, اردنية, سعودية, بريطانية,فرنسية على الحدود السورية الاردنية هذه الأيام, وحالة من التأهب غير المسبوق للجيوش والجنود الأشاوس.!.. أزمة دبلوماسية أمريكية روسية صينية من أجل الحرية وحماية المواطنين في سورية..! حقا انها امريكا حبيبة الجماهير العربية وعشيقة بعض الفقهاء والقيادات العربية والاسلامية ..!
أنا لا أدري ماذا سيكون حال ومصير الشعوب العربية في الاردن والسعودية مثلا لو لم تكن امريكا والدول الغربية داعمات للحريات في العالم العربي والاسلامي..؟ والدليل على ذلك, انظروا الى نموذج الديمقراطية في البحرين والامارات العربية ودولة الكويت.
انظروا الى واحة الديمقراطية والحريات في الامبراطورية القطرية العظمى..! لماذا لا يتعلم النظام السوري منهم وبذلك ينتهي كل شيء؟ لماذا لا يلتحق بركبهم.. فترضى عنه أمريكا وأعوانها! منطق الطائفية والعائلية في المملكة السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية والمغربية مثلا.. لا أصل له ولا وجود له على أرض الواقع..! في هذه الدول يتجلى النموذج الحقيقي للديمقراطية الأمريكية والغربية.. هكذا نريد لسورية أن تكون!
هناك الحريات.. التعددية.. انتخابات نزيهة لرئيس الدولة أو الملك وللبرلمان.. تداول حقيقي للسلطة.., وبعكس سورية الأسد وليبيا القذافي وعراق صدام من قبل..! في دولة الكويت والجزائر وفي سلطنة عمان… الديمقراطية والحرية والتعددية وتداول السلطة من الأبجديات والبدهيات.. بل هي جينات وراثية للحكام تنتقل من جيل الى آخر..! وفي هذه الدول أيضا, الشعوب هي التي تقرر وتحكم وتسيطر على الثروات الطبيعية والمقدرات.. وهذا ما تريده أمريكا وأعوانها لسورية وليبيا من قبل..! صدقوني.. الرئيس والملك والامير في هذه الدول الموالية لأمريكا مجرد مواطن بسيط ومسكين!.
وفي هذه المناسبة علينا أن نثمن غاليا الموقف التركي الداعم للجيش السوري الحر..! واستضافة المعارضة السورية في اسطنبول كل يوم أثنين وخميس, والذي ينبع بطبيعة الحال من حبهم للإسلام والمسلمين وللديمقراطية, والغيرة على مصلحة الشعب السوري والليبي من قبل… تماما كما حبهم لخمسة وعشرون مليون كردي يعيشون في تركيا وينعمون بالحرية والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ومشاركة حقيقية السلطة وفي اتخاذ القرارات كمواطنين من الدرجة الأولى..! والحمد لله كلنا يشهد ويعرف أي تحول حقيقي وأمن وأمان واستقرار حل على ليبيا بعد الثورة وبعد الاطاحة بنظام القذافي على يد الأمريكان وأعوانهم العرب والمسلمين.. وكذلك العراق وأفغانستان.. وهذا ما تريده أمريكا لسورية وبكل بساطة.. النوايا حسنة ولا داعي للقلق! وأكيد الفضل يعود للأمريكان وأعوانهم..
لا شك أن اردوغان هو أحد أعوانهم المخلصين وهو حبيب الجماهير العربية والاسلامية.. كلي ثقة ان هذا الرجل يتصرف من منطلق الضمير المشترك.. وليس ارضاء أو خضوعا للإملاءات الامريكية (لا سمح الله !).. هو يكره امريكا وأقربائها منذ نعومة أظافره!.. حتى ولو سمح بنصب صواريخ أمريكية على الأراضي التركية… أو كونه عضو في حلف شمال الأطلسي..! هذه المواقف التركية الجريئة والفريدة من نوعها مع تناقضاتها.. توافقت مع المواقف الغربية والامريكية صدفة والله..! ارجوكم أعزاءي القراء عدم سوء الظن بأخيكم المسلم اردوغان..! وكذلك أيضا مواقف بعض زعماء الدول العربية وبعض قيادات الحركات و فقهاء المسلمين البارزين منهم تحديدا..! هي مجرد صدفة ليس الا..
أنا أقولها بصراحة: أن أمريكا هي أمنا الحنونة..! ويجب علينا أن نخطو خطى اردوغان الجريئة والقرضاوي ومحطة الجزيرة البريئة وحمد بن جاسم البذيئة.. ونكون طائعين وأوفياء لأمريكا والدول الغربية, بحيث لا نقل لهما أف ونقول لهما قولا كريما..! نعم امريكا والغرب لهما الفضل الكبير في تربية الأوفياء والمناصرين لهما من بني جلدتنا لمشاريعهم الاحتلالية والتدميرية والارهابية وما على هؤلاء الا أن يكونوا أوفياء ويبروا آباءهم (أمريكا والغرب )كي يبرهم أبناءهم في المستقبل وهذه سنة الحياة والتاريخ يعيد نفسه..!
وأخيرا نقول: لا يمكن لعاقل أن يؤيد مقتل الابرياء في سورية أوفي أي بلد كان وبغض النظر. واذا كان القتل على يد النظام السوري أو على يد الجيش السوري ما يسمى بالحر! فهو مرفوض أيضا.. لكن ليست امريكا والغرب هم من يمكن أن يحمي الشعوب العربية والاسلامية والحريات, والأمثلة كثيرة ولا حاجة لذكرها لكثرتها……. وعندما أقول أن امريكا حنونة لمن فاته ولمن لم يدرك بعد ما المقصود من حديثي, أقول ان امريكا وأعوانها بعيدين كل البعض, ولا يمكنهم ابدا أن يكونوا دعاة سلام وحريات, فهم الذين يتفننون بقتل الشعوب ويتلذذون بشرب دماءهم, وبدون اسلحة تقليدية كتلك التي يستعملها النظام السوري مثلا, وانما بالسلاح النووي الفتاك والفسفور الابيض والقنابل العنقودية لإبادة الحشرات البشرية من وجهة نظرهم والذين لا يستحقون العيش والحياة..! وأكيد على الطريقة الامريكية وليس على الطريقة السورية القديمة..! ولذلك نقول انها.. أي أمريكا هي ام العرب والمسلمين الحنونة..! من يصدق؟.
النظام السوري يقصف بيتا ويهدم عمارة وهو غير مبرر من وجهة نظري.., بينما السلاح الامريكي ينسف مدنا ويدمر دولا ويمحوها عن بكرة ابيها كما حدث لهيروشيما ونكازاكي في اليابان وفيتنام والعراق وافغانستان والباكستان وغيرها وكل ذلك.. يا سبحان الله.. لأنها تحب الشعوب وتعشق الديمقراطية وتحترم حقوق الانسان..! من يصدق؟
بقلم: تيسير سلمان محاميد-ام الفحم