مفاتيح السماء تُشرّعُ أبوابَ الفرح!
تاريخ النشر: 03/06/12 | 6:37أسرة منتدى الحوار الثقافيّ في عسفيا الكرمل أقامت لقاءَها الشهريّ بتاريخ 31-5-2012، في مركز تراث البادية عسفيا، وناقشت ديوان “مفاتيح السماء”؛ جديد الشاعر المبدع وهيب نديم وهبة، وسط عدد من الأدباء والشعراء والأصدقاء والأقرباء، وبعد التجمّع والتضييف افتتح اللقاء عريف الندوة الأديب رشدي الماضي بكلمة جاء فيها “وهيب وهبة في طريق الجلجلة”:
أمام عبقرية دموع الصليب تتعملق أعمدة الفراق، ويخضوضر الحزن المعتّق في كرمة المأساة وآلام المُعلّم، كيف لا وكلماتك مفاتيح لأبواب جراحه المقفلة، وشاهدة فجّرت حواجز حول الخيانة كي نرى الموت، نراه يبرز أمامنا عاريًا مغتسلا بدم نتن صديد، لكنك يا شاعري وأنت العارف اسراره، رجوته أن يناديَهم ففعل، ولبّى الأولاد وأتوْا إليه ينشدون “قدر الإنسان أن يحيا على نبض الجراح، إننا ميلاد شعب ردّ للكون الحياة”، فامتدّت يد المخلص؛ “يده الشافية” وعمّدتهم بماء صبح طاهر طهور، وما الغريبُ وانت يا شاعري وهيب كنت على موعد مع ألم المعاناة، تحلّق بسموّ ممهور بقطرات فيرونيكا المقدسة، تحلق بعدما عشت حاملاً أثقال المعاني تتلوّى حتى تلد في مكان قصيّ “الكلمة” التي تمجد الأمل، وتتفاءل فتجده في طريق الجلجلة، تصويرك لألم الواقع جاء شفافا جليًّا، لأنّك الشاهد الوحيد والحقيقيّ على جريمة هكذا زمن لئيم رديء.
صحيح أنّ كلماتك أتت المعلم تشكو وهي مؤرقة ومنهكة، لكنّها أبت أن تهيم في شوارع المهد العتيقة صوتًا يُردّد: “كم مرّة سأموت بعدك، وكم سيقتلني رحيلك؟”
نعم يا شاعري.. كلماتك جاءت محمّلة بأجراس أقانيم الآب والابن والروح القدس وهي تقول: “صار موت المعلم مفتاحًا لأبواب الحياة، وها هو النهار يبزغ من شرايين دماه، ومن عينيه يطلع القمر، وها هي القيامة تحملها يداه”.
حقا يا شاعري وهيب انت أعلنت ولاءَك لقدس أقداس جرح الصليب، فانعصرت حسرة ولوعة، فأثريتنا بهذه الملحمة محمّلة بحقول الدلالات والمعاني الرمزية، ترْشَحُ حرارة وعاطفة وتتلألأ وميضًا، وتحلّق خيالاً..
هنيئًا لك مفاتيحك.. لم تترك أبوابًا للسماء مغلقة، لأنها ابنة وفيّة نديّة فتيّة لليلة قدر الفتح المبين، وسأظلّ أردّد معك: “الحقّ الحقّ أقول لكم، قدرُ الإنسان أن يحيا على نبض الجراح، وقدَرُ الجلاّد أن يهلك في زحف الصباح”.
وفي مداخلة الإعلامي والأديب نايف خوري قدّم لمفاتيح السماء مطوّلاً وقال:
“جاءني وهيب يوما قائلا: أريد إتمام الرباعية التي بدأتها، ولذا أرغب بالكتابة عن السيّد المسيح. قلت له: على الرحب والسعة، ولكن ماذا تريد من السيّد المسيح؟قال: أرشدني إلى ما يجب كتابته، فقلت عليك بالإنجيل المقدس. ودفعت إليه بالإنجيل وقلت له اقرأ. فقال إنها مساحة واسعة وشاسعة، فإلى أيّ نقاط ترشدني، قلت عليك بإنجيل متى، الموعظة على الجبل فهي المسيحيّة كلّها، بصلب العقيدة والإيمان. ثمّ عليك بأحداث مميّزة من حياة المسيح كميلاده، عمّاده، أولى عجائبه في عرس قانا الجليل، انطلاقته، أحداث تواضعه العظيمة كميلاده في مغارة، غسل أرجل تلاميذه، خيانة يهوذا، الصلب وأهمّها القيامة.
راقت الفكرة لوهيب وغاب نحو أسبوعين أو ثلاثة، وإذ به يقول سأرسل لك شيئا ممّا كتبت، على أن تبدي رأيك فيه. وهكذا وضع بين يديّ قصيدة طويلة جدًّا، ولكن قرأتها دون أشعر بطولها بل لم أرتو منها، واستطاع وهيب أن يجذبني ويشدّني إلى ما كتب بشكل لم أعهده من قبل، وشرعت بكتابة ملاحظاتي وإذ بي أكتب ردًّا يبلغ عددًا من الصفحات وأرسلتها إليه، فقال على الفور هذه ستصبح مقدّمة وسيصدران في كتاب”.
وأضاف نايف قائلا: “أعزائي، لم أقصد أن أجعل الشاعر وهيب مسيحيًّا، ولا هو سيجعلني درزيًّا أو مسلمًا، بل استطاع أن يحترم مسيحيّتي كما احترمت درزيّته أو توحيديّته، ومن هذا المنطلق تمّ تقديم الكتاب إلى دار نعمان لنشر الثقافة في بيروت، وفوجئنا بإعلان الدار أنّ “مفاتيح السماء” يفوز بالجائزة التي هي عبارة عن إصدار الكتاب ونشره في العالم. وقرأنا رسالة جاءت من دار النعمان بخصوص الإعلان عن الجائزة.
ومن ناحية ثانية فقد قرّرت مجلة مواقف إصدار هذا الكتاب، تزامنا مع إصداره في بيروت، وأصبح الكتاب الآن بين أيديكم”.
أما في مداخلة آمال عوّاد رضوان بعنوان “أهزوجةُ مفاتيح السّماء في قبضةِ الشاعر وهيب وهبة” فجاء:
عنوانٌ غريبٌ يستفزُّ الجسدَ بلغةِ إيماءتِهِ الدّلاليّةِ ولفتاتِهِ العفويّة، ودون استئذانٍ يُزلزلُ أوتارَ الكمان والكيان، يُحدّثُ النفسَ بحروفِ ياسمينِهِ الهاجسةِ المُتوجّسة، وكدوريِّ الحقلِ المتمرّدِ يحترفُ حرّيّة التحليقِ السّماويّ، بعيدًا عن سُلطةِ الأرض وعُروشِها المُتزلزلة، باحثًا عن نوافيرِ ضوءٍ تنتشلُهُ مِن عتمةِ المآسي والمواجعِ العاريةِ من الرّحمة، ولا ينحرفُ، بل يعودُ إلى عُشِّهِ الإنسانيِّ، وفي منقارِهِ يحملُ جذوةً مِن محبّةٍ وحفنةً مِن نور، فيتراءى في عينِ قلبه منظورُ آمالٍ متراقصٍ جديد، وملءُ حوصلتِهِ أبجديّة خضراء تنسكبُ طيوبَ حياةٍ في تجاعيدِ الرّوح الخاوية!
جائزة المتروبوليت نيقولاَّوس نعمان للفضائِل الإنسانيَّة، حازَ عليها الشاعر وهيب نديم وهبة ابن دالية الكرمل، الكاتبُ والمُرَبِّي الفِلِسطينيّ، عن مخطوطه المُعَنوَن بـ “مفاتيح السَّماء” والتي صدرت عن دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان، بعد إصدار نتائج جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة الهادِفَة لعام 2012 في بيروت، وهو جزء من مشروع “مسرحة القصيدة العربية”.
وجرى نشرُ الأعمال الفائزة خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي، من ضمن سلسلة “الثَّقافة بالمجَّان” التي أنشأها ناجي نعمان عام 1991، وما زال يُشرفُ عليها؛ وستوزَّعُ بالمجَّان، كما ستُنشرُ في موقع الدَّار الإلكترونيّ: www.najinaaman.org
وكان ناجي نعمان أطلقَ عام 2007، في مناسبة الذِّكرى الخامسة والعشرين لغياب المتروبوليت نقولاَّوس نعمان سلسلةَ جوائزه الأدبيَّة الجديدة، وهذه الجوائز، على العكس من جوائزه السَّابقة، هادِفَةٌ لجهة الموضوعات، ومَحصورةٌ بأبناء الضَّاد وبناته، وعددَ الفائزين بها محدَّدٌ بشخصٍ واحدٍ سنويًّا عن كلِّ فئة، فيما قوامُ الجائزة طباعةُ المخطوط الفائز في سلسلة “الثَّقافة بالمجَّان”، واكتِسابُ الفائز عضويَّةَ دار نعمان للثقافة، وهي عضويَّةٌ لمدى الحياة لا تستَوجبُ من حاملها شيئًا، بل تؤهِّلُه وبشروطٍ معيَّنة لطباعةِ نتاجهِ الأدبيّ في السِّلسلةِ المجَّانيَّة السَّابقة الذِّكر.
إنّ “مفاتيح السماء” صدرَ في آنٍ واحدٍ في كلّ من دالية الكرمل، حيث أصدرُتُ مجلّة “مواقف”، وفي بيروت حيث أصدرته دار النعمان، ضمن سلسلة الثقافة خلال شهر نيسان أبريل الماضي، وهكذا مُنحت جائزة المتروبوليت نيقولاّوس نعمان اللبنانية للفضائل الإنسانية لعام 2012 للشاعر وهيب وهبة، حيث تمنح هذه الجائزة مرة واحدة في السنة لأحد الشعراء أو الأدباء.
وقد كتبَ مقدّمةً مُطوّلة لهذا الكتاب الأديبُ الإعلامي “نايف فايز خوري”، وصمّمَ لوحة الغلافِ الشاعرُ “جورج جريس فرح”، ووضعَ الدّكتور فهد أبو خضرة تظهيرًا للكتاب.
يستعرض الشاعر في “مفاتيح السّماء” رحلة سيدنا المسيح من أرض كنعان إلى أرض الكنانة، والعودة لنشر رسالة الله والعدل والمحبة، وبصدور “مفاتيح السماء” يكون الشاعر وهيب نديم وهبة قد اختتمَ رباعيّتَهُ الإبداعيّة، والتي يُجملُ فيها مشروع “مسرحة القصيدة العربية”.
تتضمّنُ هذه الرّباعيّة:
الرحلة الأولى: “المجنون والبحر1995” التي ترجمت إلى لغات عديدة، ويتحدث الكتاب عن العدالة المطلقة، ويدخلُ هذا الإبداع ضمنَ الحداثة كما قيل عنه في الثورة النقدية الإيجابية التي حدثت لحظة صدور الطبعةِ الإولى، ثم صدر منه ثلاث طبعاتٍ باللغة العربيّةِ عن مطبعة الكرمة حيفا، وقد دخلَ حالةً أدبيّةً في التجديد ومسرحة القصيدة العربيّة وهذه الحالة كانت بمثابةِ عمليةِ “مزيج” لجميع عناصر الأدب، ذلكَ أنّ إيقاعَ العصرِ المُتجدّدِ المُتغيّرِ المُتنقّلِ مِن ثقافة إلى أخرى، كان الدّافعَ الأساسيّ للبحثِ عن سُبلٍ في التجديد، وبذلك تحوّلَ الكتابُ إلى حدثٍ في النقدِ وعددِ الطبعات، وحدثٍ عالميٍّ في الترجمة، وكانت شهادةُ النعمان الفخريّة بمثابةِ شهادة تحرُّرٍ أولى يعتزُّ ويفتخرُ بها الشاعر وهيب وهبة، شأنه شأن أيّ مبدعٍ فلسطينيّ، إذ ساعدتهُ على الخروج من داخل الحصارِ الثقافيّ ومِن جحيم الاختناق الأدبيّ، في منطقةٍ تعجُّ بالصّراعات.
ثمّ كانت الرحلة الثانية في كتاب “خطوات فوق جسد الصحراء”، “رحلةٍ نبويّةٍ من الجاهليّةِ حتى حجّة الوداع”، صدر هذا الإبداع الأدبي عام 1999 –على نهج المجنون والبحر – مسرحة القصيدة العربية، وهنا كانت التجربة أكثر عمقًا وأوضح صورة. فالمضمون يتطرّق إلى “العدالة الإلهيّة”، والدّخول إلى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية/ البداية الجاهلية – تحديد النهاية للفصل الأول – حجة الوداع ، لهذا كان الحدث يتصاعد مع تطوّر النصّ، ويدخل حتى في المجال العلمي، فيدخل النّصّ في صميم التاريخ ويتّحد الأدب والتاريخ والشعر والمسرح معًا في تتويج مسرحة القصيدة، ثمّ يتبلورُ النّصّ حتى أسمى درجات الإيمان.
تلك المعادلة الحضاريّة الرّاقية بما تحمله من رسالةِ النّورِ والتنويرِ وعصرِ الإنسان.
منشورات دار روان الفلسطينيّة الرام/ القدس أصدرت الاسطوانة عام 2001 لتوثيق النص النهائي للجزء الأول من خلال الاسطوانة، وذلك بصوت الشاعر لتوضيح فكرة مسرحة القصيدة من ناحية، ومن ناحية ثانية الموضوع لتوجيه الاهتمام إلى المضمون وأبعاده، ومن ناحية أخرى تمّ إدخال الآيات القرآنية بأصوات حقيقية في الأسطوانة، ممّا منح مساحة أوسع عند قراءة النّصّ، وقد تمّ التسجيلُ في استوديوهات الكرمل/ 2001.
ومن ثمّ كانت الرّحلة الثالثة في “كتاب الجنة 2006” الذي نال الجائزة اللبنانية للثقافة ضمن مشروع نشر عالميّة الأدب العربي، فمنحت الشاعر وهيب وهبة جائزة التكريم عن الأعمال الكاملة عام 2006، وفي تلك المسابقة للنصوص تمّ تقديمُ كتاب “الجنة” الموثق الآن في كتاب الجائزة بالعربية والإنجليزية والفرنسيّة، ونُشر كتاب الجنة عام 2009 القسم الأوّل مع مجلة مواقف في حيفا.
كتابُ الجنّة فيهِ يتضمّنُ البحث عن الإنسان وعن رسالةِ التنوير ووجود الإنسان هناك في الجنة، فقد استطاعَ كتابُ الجنّة المثولَ أمامَ الرّمز؛ وعظمة الخالق أمام الخلق، هذه العظمة التي لا تأتي بصيغةٍ مباشرةٍ ولا تقتحمُ النّصّ، بل ومنذُ البداية يرتكزُ الحوارُ والسّردُ إلى الرّمز، وهذه الفقرة مِن موسوعة المعرفة جاءت تقول: كتاب “الجنة” يرمز إلى الخلود وعدل الله.
ومع الرّحلة الرّابعة “مفاتيح السماء” التي تقفلُ الرباعيّة نقول:
هنيئا للشّاعر الأديب وهيب نديم وهبة بهذه الإنجازات الإبداعيّة، وهنيئًا لكلّ المُبدعين بدارِ النعمان وبكلّ مؤسّسةٍ مباركة ترعى وتدعمُ المبدعين بشكلٍ موضوعيّ، دون تحيّزٍ إلى لونٍ أو عِرق أو قوميّة أو جنسيّة، وذلك لترفعَ مِن شأن حضاراتِنا الإنسانيّة وثقافاتِنا الرّاقية!
وفي رسالة ناجي نَعمان صاحِبُ دار نَعمان للثَّقافة رئيسُ مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمجَّان جاء:
العزيزُ الغالي وهيب نديم وهبة، حضرةَ المُنتَدين الكِرام، حضرةَ القيِّمين على هذا الحَفل الرَّائع في مركز تراث البادية ومنتدى الحوار الثَّقافيّ بِعسفيا، وفي دائرة الثَّقافة العربيَّة بالنَّاصرة، أيُّها الحُضورُ المُمَيَّزُ الثَّقيف، تحيَّةَ حَرفٍ يَنقُلُ فِكرًا مُبدِعًا، وبَعدُ، وصلَتني دعوةُ الكلام بالوَساطَة في حَفلكم الكريم قبل ثلاثة أيَّامٍ فقط على مَوعد تَحلُّقكم حول الأخ وهيب لمكافأته ومكافأة الحَرف يَنسابُ فِكرًا على يَده؛ وصلَتني الدَّعوةُ فيما، بين يدَيَّ، النُّسَخُ الأولى من كتاب “مفاتيح السَّماء”، وقد خرجَ طازَجًا حِبرًا عَطِرًا على وَرَق، وفي حلَّةٍ قَشيبَة، كما هي الحالُ مع مَنشورات دارِ نَعمانَ للثَّقافة ومؤسَّسةِ ناجي نَعمان للثَّقافة بالمَجَّان.
نَعَم، خرجَ الكتابُ في حلَّةٍ قَشيبَة، وإنَّما، أيضًا، حامِلاً علامةً فارِقَةً، عنَيتُ “جائزةَ المتروبوليت نقولاَّوُس نَعمان للفضائل الإنسانيَّة”، وقد استَحقَّها وهيبٌ، نَديمُ اللهِ وشاكرُه على ما وهبَهُ إيَّاه من نِعَمٍ، إذ طَفَقَ يُسَخِّرُ قلمَه لتَمجيد الخالِق وترسيخِ فضائل السَّيِّد المسيح في أرض السَّيِّد المَسيح، فِلِسطينَ العزيزة، كما في أربعة أصقاع العالَم.
خرجَ كتابُ وهيبٍ هذا العام، تمامًا كما سبقَ وخرجَ، في العام المُنصَرِم، كتابُ جليلٍ جليليٍّ آخَر، عنَيتُ يوسف ناصِر الَّذي استحقَّ جائزةَ أنجِليك باشا لتَمتين الرَّوابط الأُسَريَّة عن مَخطوطه “قلائد العَقيق”.
خرجَ الكتابان، والمُشكلةُ هي هي، تَتَمثَّلُ في كَيفيَّة إيصال نُسَخٍ منهما إلى أصحابِهما، ومن ثَمَّ، إلى أصحاب الأرض الأصيلين، وفي “أرض المعركة الفِكريَّة” بالذَّات.
خرجَ الكتابان، ويَتَلقَّفُهما القارئُ اللُّبنانيُّ والعربيُّ عبرَ أكشاك الكُتُب المجَّانيَّة وفي مناسباتٍ ثقافيَّة مختلفةٍ لعلَّ أبرزَها الصَّالونُ الأدبيُّ الثَّقافيُّ الَّذي عمَّدتُه باسم “لِقاء الأربَعاء”، ولم يَتَلقَّفْهما أصحابُ الشَّأن إلاَّ بالقطَّارة وعن طريق الخارج.
العزيزُ وَهيب، ما تَعَوَّدتُ الإطالَة، ولن أُطيلَ، في انتِظار الفرحة الكبرى، هَنيئًا لكَ فرحةُ اليوم، وإنِّي، اللَّحظةَ، أرفعُ إليك وإلى جميع مَن هم حَولَك، ألفَ تحيَّةٍ وتحيَّة، وأخصُّ بالذِّكر الأديبَ نايف فايز خوري، والشَّاعرَ الدُّكتور فهد أبو خضرة وعضوَ دار نَعمان للثَّقافة الفخريَّة الشَّاعرةَ المُحَلِّقةَ آمال رضوان عوَّاد، كما أشكرُ مُسبَقًا مَن يقرأُ كلمتي هذه، على أمل أنْ نتعارَفَ يومًا.
نَعَم، للجميع أرفعُ ألفَ تحيَّةٍ من لبنانَ، وأرفعُ قُبَّعتي احترامًا وإجلالاً لأرض القداسة وشعبِها الأصيل، مُشَدِّدًا على ما سبقَ وقلتُه، عامَ 2004، تَتويجًا لِلَقب “مَجنون الثَّقافة بالمَجَّان” الَّذي أُطلِقَ عليَّ منذ عُقودٍ، والَّذي به أفخَر، من أنَّ “الثَّقافةَ لا تُشرى ولا تُباع”، ومُشَدِّدًا أيضًا، على ما ابتدَعتُه، منذ عام 1969، من أنَّ “الثَّقافةَ، الحُرَّةَ والمُنفَتِحَةَ، تَصنعُ السَّلام”. فهلاَّ يَسمعُ “مَن له أذنان صاغِيتان”، أم أنَّ الطَّرَشَ غَدا سِمَةَ العَصر؟!
وفي مداخلة فاطمة ذياب مفاتيح السماء على حافة حلم جاء:
أراه الشاعر مُصادِرًا جسد الأرض على حافة حلم، وفي “حالة هيام في الغمام غير المتناهي”، كما جاء في مقدمة الزميل نايف خوري.
أحاول بدوري أن أقتني مفتاحًا من هذه المفاتيح المعلقة على شجرة الميلاد التي تزين الغلاف، لا لشيء إلاّ كي أسبر أنوار نصّ أثار الجدل، حتى وهو لم يزل نطفة في رحم نصّ، فكُفّر الشاعر كما كُفّر نصُّه، وتجاوزتُ المقدّمة كي لا تتداخل المفاتيح وتتوه في تبيان خاصّتنا من المفاتيح، وأقف أمام الجملة ص 27: “أوقفني الصوفيّ على حافة حلم/ كان هائمًا يحمل نهر الأردن مُتوّجًا من السماء/ قاصدًا أرض كنعان/”.
من الذي أوقفه؟ الصوفيّ؟ أين؟ على حافة حلم؟ أي مابين يقظة ونوم يراه الشاعر هائمًا، يحمل فوق ظهره نهر الأردن إلى أين؟ إلى أرض كنعان؟ فلسطين لما تزل هي الأخرى في ذاكرة الشاعر وفي خاطرته أيقونة على حافة حلم هائم ترتب ذاك لنهر المتدفق كي تغتسل من خطاياها، وما يفعل بها على مرأى وعلى مسمع دقات القلوب، بانتظار عدالة مُتوّجة من السماء، أو حتى بدعوة للصعود إلى العدالة نصًّا وحُلمًا وأمانيا، كي نخاطب تلك العدالة ونحاورها تمامًا كما يحاورنا الصدى والمدى.
هكذا يوحي إلينا النص بمفرداته البلاغيّة وصوره الشعريّة الشاعريّة، ويستفزّنا كي نحاول معه أن نجد لنا لغة أخرى تُشاغل الريح، حتى لو كانت هذه المُشاغلة والمُساءلة من خلال “قميص نخيطه من زفرات وأنين جسد الأرض، كي نصنع من أجسادنا نحن جسرًا نعبر فوقه إلى كلّ أولائك وهؤلاء، والذين نتمنى أن تدوسهم الخيول الجوامح من أمانيهم، والذين ما زالوا يَعْدون ما بين ريح وغمام، وتتوه الأمكنة والأزمنة في مناطق السراب”.
إذن هي لوحة من أماني الروحانيّات حبيسة تتصارع في ضجر، تستصرخ مداد حبره كي يلوّنها ويُخرجها بطاقة لولوج العوالم الأخرى، التي يختار أن يوظفها لخدمة أمانٍ على حافة حلم، فتغدو ملحمته شفافة مرهفة تحمل في رحمها أسمى آيات الغربة والمنافي.
إنّها حقا مساحة من حلم، “كما اليمام تنام على شرفة بحر، وكما الأطفال تلهو بنشيد، إنه النشيد الآخر الذي يرسم ويُلوّن بأصابع الكائنات، ويعزف على أوتار غابات الريح، وأيضًا على أوتار الأفق الأبعد من مداه”.
حين يعلن وهيب وهبة من بين حوافر التاريخ وضجيج الانتظار، أنّ الفرح العاصف أتٍ، أهتف وأنا كلي إيمان، وأعرف لماذا يحمل الصوفيّ فوق ظهره نهر الأردن، قاصدًا أرض كنعان، وعند حافة الحلم يا وهيب وهبة تتشابك الأماني والأحزان، فنرانا قد غدَوْنا نستقدم الصوفيّة المُطهّرة المُنزّهة من كلّ رجس، كي تطلعنا على ما وراء الأفق، وكي تخبرنا أننا على مرمى قصيدة، ونصل حنجرة الأماني، ونعلن أننا قد تمكنّا من القبض على الفرح، وأطلقنا العنان لنشيد الملكوت وإنني أصلي.
على حافة حلم نرجسيّ فوق صخرة تقاوم في وجه الريح، تظلّ الملحمة تُسابق حروفها الروحيّة، بانتظار المسيح القادم للخلاص، وقد هاله ما على جسد الأرض من جراح، “والتاج الأزرق في يديك وعينيك يشكّل الأرض”، وكأني بوهيب هنا مستغيثًا بالله أن يرسل أسرابًا من الملائكة، كي تنشر الحبّ والسلام والمحبّة، وكأني به خالق صورة لهذا الواقع المعيش، وهذه الحالة التي آل إليها بنو البشر، حيث عادوا إلى ما قبل الرسالات والرسل والأنبياء، والأنكى أننا بتنا نتكئ على عكاز معتقداتنا، وكلٌّ يُغلّب شرائعه تمامًا كما يُغني كلنا موّاله لليلاه ولمولاه ولشيخه وفتواه، حتى بات لكلّ عائلة شيخ، ولكلّ فرد قاضيًا يُفتي له ويُدرّسه أمورَ دينه ودنياه.
ولا عجب في هذه الحالة من الضياع والتشرذم وعدم الاستقرار وغياب الطمأنينة والهدوء الروحيّ والنفسيّ، لا عجب أن يجلس وهيب وهبة ونجلس معه على حافة حلم نحاور الصوفيّ ويحاورنا، ونأخذه ويأخذنا الاستهجان “مستوطنا الأماني”، مشتعلا بشمس من وهج النار تصحو وتغفو على ملاعب القمر، وأيّ قمر وأي شمس هذه التي يرنو إليها الشاعر متداخلاً بين النص والحلم؟
وبقفزة سريعة الى الناصرة، يداه في الأفق الأبعد من مداه يطلبه حثيثا، ويرجوه رمزا على حافة أرجوحة تهتز في ليل معلق، “يرنو الى فرح يراقصه حتى طلوع الشمس وطلوع النهار، إذن في فورة من الحلم والرجاء يظل الشاعر مستندا الى الرمز والخلاص من ملحمة ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
“يداه النبع الآخر عند المنحدر/ آتيا حاملا قناديل الكلمات ومصباح من بلور”، تلك إشارة ودلالة لا تحتمل الإيحاء أو التأويل، من أن رغبة الشاعر في أن يرى الأرض حقولا من حروف، وكروما من كلمات، وبساتين لغة تبشر بعالم جديد خالٍ من الحقد والأحقاد، هذا هو وهيب الشاعر الذي رأيته باحثا عن إنسانية الإنسان في مناشدة روحية تملؤه حتى الثمالة، وتُسكره حتى الوصول الى حافة حلم، فيعيش لحظاته تلك متنقلا متفردا في بحثه وخصوصياته، مستنبطا أسلوبا جديدا، كافرا بكلّ المسميات الأدبية الاخرى التي لم توصله، كما لم توصل رسالات الآخرين، وكان بعودته الى الروحانيات نصّا واسلوبا آخر سلاح يُصوّبه في وجه الواقع الذي يسعى لتغييره، مستخدما عذرية مريم من عذرية أرض كنعان، ونصرة الناصرة من نصرة المسيح، ومن البشارة بشرى لأمل قادم مع غناء جوقة الملائكة، “تراقص الخيول الغابرة”، أسمع صهيل الخيل الراكضة وراء جوق الملائكة، غذن هي الرموز مجتمعه تهفو اليها الروح، “تغادرنا أرواحنا ما بين الطرقات والمسافات وما بين الروح والجسد، “هي ثورة الأرض عاصفة في تبديل الفصول، وعادلة في تبديل الظلمات بنار العدل ومجد افراح المحبة”، وهنا أقول أن لكل أديب أو شاعر أو مبدع حرية الرؤيا واستحضار النص الذي يشاء، ما دام هذا النص لا يتعرض لعقائد الآخرين تجريحا أو حتى تلميحا بذلك، وأنا هنا لست في مجال حتى مناقشة التكفير وما قيل حول ذلك، لأنني لم أجد النص إلاّ ملتزما كل الالتزام بأدواته الفنية والإبداعية، وإن اختار الشاعر حياة السيد المسيح الحافلة بالعذابات، فإن هناك رسالة قوية مليئة بالرمزية الهادفة والصادقة لمدلولات القضية الأم، حيث وضع لنا وهيب وهبة من مداد حبر الكلمات ثورة الأرض، كما اعتادت ثورة الفصول وتبديلها، وكأني به يقول أن ما يحدث لنا جميعا في هذه البقعة الكونية، ما هو إلاّ نتاج ظلم ارتكبناه بحق أنفسنا ودينننا ودنيانا وعقائدنا وكينونتنا، وهنا أيضا أراه مسلما بمسلمات آنية لم تزل على أرجوحة حافة حلم، حين يقول:
“أترك القصيدة وحيدة، أشعل شمعة أمام النجوم”، ص 36 مستقدما درب السيدة العذراء مريم، التي خصها الله بسورة مريم، تماما كما خصّ بيتها وآل عمران بسورة أخرى، وخص معجزة المائدة فأحببناها مريم، وأحببنا ولدها مخلصا مبشرا ونذيرا، “وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا”، هكذا إذن نجده النص كمرايا البلور وكما المنارة مستوطن بالوحي، والرمزية بنار النور سماء بيت لحم والسيدة تعانق الظلام، وهنا تتجلى براعة البلاغة في التماهي والتناص وحتى الاستعارة الصورية، فنرانا قضية تبحث عن مبيت قضية تطوف الشوارع والحارات والدول والمنظمات وكلها صرخات ليل الريح تتبعها من كل حدب وصوب، هي قضية أنثى كان اسمها مريم، وكانت تحمل في رحمها روحا من الله نبيا قادما ومخلصا للعذابات.
هكذا قرأتها ملحمتك الشعرية، وهكذا سمعتها مع كل الأقاليم من ايام الفرس وانتشار المغول وهولاكو، وكل من طمع بها وجاءها غازيا، حتى آخر طامع لم يزل يجاهد بخطيئته، ولا يجد من يُذكّره أن الزمن العاصف آت وأنا كلي ايمان.
إذن هي رسالة لى أولادك القادمين الذين ظلوا والذين رحلوا، يقول وهيب “النور بين أيادينا يستوطن فضاءاتنا، ولكنا عمينا فلم نعد نراه”، أغلقت المدينة أبوابها ونامت ونام سكانها على العتمة، والشوارع والطرقات هاجرت المكان” ومن هذه الظلمات ينبثق النور، “من تلك المغارة المتواضعة أشرقت شمس الحرية” ص 38، وفي ص 40 يعيدنا الشاعر الى القضية من جذورها، حين “تحضنه السيدة خوفا ويأتي الحلم كما الأسطورة، “خذ ما استطعت واحمل صغيرك وارحل أمامك مصر”. لماذا مصر؟ وماعلاقة مصر بالذات مع السيد المسيح والسيدة العذراء والبشارة؟
هذه رموز أتركها على حافة حلم آخر يراوده عن نفسه، في ليل تأرجحت فيه الأحلام ما بين يقظة ونوم، وظللنا نحن وهواجسنا نشاغلها وتشاغلنا، الى “أن تستيقظ نفس الانسان وتخضع لمحبة الله”.
هكذا من ملحمة ميلاد السيد المسيح عليه السلام نرانا قضية تطوف ارجاء مملكة أبناء كنعان، بلُغتها نصًا وروحا وقلبا وقالبا، على الأقل من وجهة نظر قراءة ذاتية، “وداخلُهُ زمن مضى، وخارجه زمن يأتي والإنسان يأتي ويمضي” ص 44 وعطر رذاذ الكلمات يشق جبين الصباح وعتمات الغسق. نهض الصوفي من عباءة الغيب مبتلا بالحكمة، متوجا بالدمع وقال، اتبعني.. وجهتي الآن طريق النور”. خلاصة القول هي قضيتنا الأولى والأخيرة من خلال ميلاد السيد المسيح في توظيف ينأى عن الابتذال، بل يرتفع كي يلامس أرحجوحة الواقع.
أخيرا أشكر الشاعر وهيب وهبة الإنسان ذا الحس المرهف وأقول، أتراني انحدرت في مداركي الى متاهات وأنفاق أخرى؟ هي محاولة وكلّ محاولة هي خطوة سفر من الاسفار، على هذه الأرض التي كانت ذات يوم، وأضحت في سفر وترحال.
أمّا فهيم أبو ركن فقال: في مداخلتي هذه لا أريد أن أحلل أو أشرح، فقد وضع المقدم الأستاذ نايف خوري إصبعه على نقاط هامة، مشيرا في البداية إلى العقيدة اللاهوتيّة والعمق الروحيّ والفكر السماويّ وتعظيم القديسين، ثم إلى البعد الجغرافيّ في النصّ كالتنقل ما بين القدس، طبريا، الناصرة، نهر الأردن، وبيت لحم وغيرها… وقد نوه الأستاذ نايف قائلا: “لم يتناقض كلامك مع أي فِقْرة من الإنجيل المقدس، بل أضفت ضوءًا عاطفيًّا وشعورًا تكريميًّا لكي يتنبه القارئ إلى كلّ كلمة قالها يسوع”.
ثمّ استشهد برسالة يسوع عن المحبة، ويفسر قائلا عن خلاصة المسيحيّة: “فإذا أحببت لن يصدر عنك شر، وإذا أحب الجميع بعضهم بعضا فلن يصدر الشر أبدا ولن يبقى له وجود. وهكذا نصبح في حالة النعيم، السماء، الخير، وسائر القيم المطلقة”.
لقد أردت أن أطرح تساؤلا: “لماذا توجه الشاعر إلى العمق الفلسفيّ اللاهوتيّ ليعبر عن أفكاره ومشاعره؟ ولا أبغي في هذه العجالة الإجابة على هذا التساؤل، إنما أنوّه إلى أن الشاعر لم يفاجئنا بهذا التوجّه، فقد كان توجه سابق في كتاب (المجنون والبحر) وكتاب (خطوات فوق جسد الصحراء) وتوجه سابق آخر في كتاب (الجنة)، وجاءت هذه القمة لتتوج مرحلة هامة في مسيرة الشاعر الأدبية تحتاج إلى دراسة عميقة، دراسة أكاديمية جادة، فربما نجد من خلالها الإجابة التي تلقي أضواء على زوايا هذا العمل، وترقى لتحليل أفكاره العميقة، هذا بالإضافة لصوره الشعرية المبتكرة، الجميلة والمعبرة عن الفكرة والغاية، والتي تدل على تمكن الشاعر من أدواته الشعريّة، ويكفينا أن ينهي الشاعر كتابه مع مقولة سامية وهي رسالة الإنسان التي يتركها بين يدي القارئ وهي المحبة.
واسمحوا لي أن أشير إلى نقطة واحدة، والتي تذكرني بالمثل القائل “شر البليّة ما يضحك”، وهي ترتبط في هذا النص بتجاوز مرحلة الغضب لدى الشاعر، ليصل إلى مرحلة الفرح بدل الغضب، فعندما يتجاوز الإنسان مرحلة الغضب ويكبح جماحه ويسيطر عليه، يصل مرحلة الفرح، وكلنا نذكر أغنية فيروز وجملتها الشهيرة:
“الغضب الساطع آتٍ”، ولكن الشاعر استعمل الفرح بدل الغضب فقال: “الفرح العاصف آتٍ”، وهذا يخلق لدى القارئ إيحاءات ودلالات عميقة. لقد أحببنا الكتاب بمقدمته، ونصه وخاتمته التي جاءت مسكا من الدكتور فهد أبو خضرة، فجاء عملا متكاملا سعدنا به وأحببناه كما نحب صاحبه ونسعد به دائما.
وبعد إضافات الزميلات ومداخلات الزملاء، كان للمحتفى به الشاعر وهيب نديم وهبة كلمة جاء فيها:
بداية.. أشكر ربي الذي وهبني موهبة الكتابة التي منحتني محبة الزملاء والأصدقاء والأحباب، وهنا في هذه الأمسية الرائعة، أشكر الصديق الشاعر رشدي الماضي على الكلمة الطيّبة بحقي وأنا مدين لهُ، فهذه هي الأمسية الثانية التي يحتفي بها بإصدار لي، وشكر خاص للدكتور الشاعر فهد أبو خضرة رئيس المنتدى الذي خصّني بقصيدة كتبت خصيصّا لمفاتيحِ السماء، ورافقني بالمودة بالرغم من كلّ صعوبات الإصدار.. شكرا من الأعماق.
تحية مع فائق المودة والاحترام لصديقي الأديب نايف خوري الذي كان معي منذُ الكلمة الأولى، وترك كما قالت الشاعرة الرائعة آمال عوّاد رضوان مفاتيحَ السماء في قبضة يدي.
والآن أنتِ أيتها الشاعرة الفراشة آمال عوّاد رضوان تهيمين بين حقول المخيلة وبين واقعيّة النقد، أترك بين يديكِ مفاتيح النصّ وأنسحب..
تحياتي وتقديري لصديقي الشاعر جورج جريس فرح الذي هتف وهو يصمم الكتاب ويقوم بالمراجعة، حقا هذا النص سوف يكون لهُ مكانه مرموقة.. ضحكتُ عندها لهذه المجاملة اللطيفة، حتى أتى التكريم والجائزة من لبنان، وهنا أشكر دار ناجي نعمان التي منحتني جائزة الفضائل الإنسانيّة لعام 2012، وأتمنى أن أقدم لهذه الدار الكريمة في العام القادم هديّة أدبيّة تليق بها.
وأخيرًا وبداية.. أشكر زوجتي سامية والأهل والأصدقاء والزملاء، بكم ومعكم تسمو الكلمة ويسمو اسم الله.
تحية خاصّة للصديق أمين القاسم مدير مركز تراث البادية، على الجهد المبارك المبذول من أجل نجاح الأمسية ورفع مكانة الأدب والثقافة، وتقديري ومودتي للجميع.