وسام أسعد: سنكون مقاتلين من أجل وحدة بلادنا
تاريخ النشر: 06/10/14 | 10:23أقيم في قصر الأونيسكو حفل توقيع كتاب “الماضي المجهول وأيام لاتنسى” لمتى أسعد، برعاية مجلة “تحولات” و”دار الفرات للنشر والتوزيع”، في حضور فاعليات ثقافية وإعلامية.
ألقى خلالها الباحث في الشؤون العربية وسام الأسعد كلمة العائلة وجاء فيها :
“دائماَ يستهل الرفيق متى كلامه عن ذكرياته برواية حادثة أدائه قسم الانتماء إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، بوجود حضرة الزعيم في الغرفة المجاورة من ذلك المنزل، حيث كان يتلو القسم الرفيق ألبير جزدان وهو يردد وراءه إلى أن وصلوا إلى (وأؤيد زعيمه وسلطته) وقد نطق هذه العبارة بصوت عال ما جعل حضرة الزعيم ينتبه إلى أدائه القسم فرفع رأسه إليهما وترك القلم ووقف وأهداه ابتسامة ما زالت تحتل عقله وقلبه وكيانه .
هذه الابتسامة هي التي أمدته بالقوة والصمود أمام المراحل الصعبة التي مر بها رغم كل التعذيب الذي ألحقوه به، بقي مؤمناً بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة، علَنا نستخلص من تجربته ما يؤكد أن الحركة السورية القومية الاجتماعية هي حركة فكر نهضوي لا انهزام فيه، يتوحد فيه المسلك مع الفكر .
أيها الحضور الكريم، نحتفل بإصدار كتاب “الماضي المجهول”، حيث نلتقي لتكريم مناضل، كان شاهداً على مرحلة زمنية مليئة بالأحداث الخطيرة.
الأحداث التي يستعرضها الرفيق متى في بداية كتابه، إنما تدل على أن الزعيم سعاده كان لديه الهاجس من مخاطر مخططات اليهود على فلسطين فاستشرف الزعيم الخطر مبكراً ووجه رسالته إلى عصبة الأمم سنة 1936 يشرح فيها تطلعات اليهود لبناء كيانهم على هذا الجزء الغالي من أمتنا”، وبعدها في الأول من آذار من العام 1938 يقول سعاده :”لاينحصر خطر اليهود في فلسطين بل هو يتناول لبنان والشام والعراق أيضاً، إنه خطر على الشعب السوري كله، لا لن يكتفي اليهود بالاستيلاء على فلسطين، ففلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود”
وما نراه يحدث في الوقت الحاضر من حروب ودمار في كيانات أمتنا، ليس إلا استكمالاً لذلك المشروع القديم الجديد .
وعندما نتابع هذه السيرة الذاتية نجد سرداً تاريخياً يلقي الضوء على الأحداث التي رافقت مقتل عدنان المالكي في دمشق من العام 1955 وما تلاها من مؤامرات على الحزب السوري القومي الاجتماعي .
ابن 86 عاماً نفض عنه غبار الشيخوخة وسقم المرض متحدياً، كما كان في شبابه مناضلاً شرساً بحمله السلاح ومقاوماً عنيداً بين أيدي سجانيه، … ومازال مقاوماً بالكلمة يسطرها سنيناً ويكشفها أسراراً في الماضي المجهول .
واستعرض الآن مراحل انجاز الكتاب:
حيث استغرق العمل به 4 سنوات، كانت المرحلة الأولى جمع المعلومات بشكل أولي من المؤلف .
أما المرحلة الثانية فهي الأصعب شملت البحث والتوثيق والتدقيق في التواريخ والأحداث، فتمكنا من العثور على الكثير من الوثائق من مصادر ومراجع مختلفة، تدَّعم صحة ما جاء من الأحداث .
والمرحلة الثالثة كانت مرحلة الصياغة والضبط اللَغوي، وأشكر جميع الذين ساعدوني بذلك حتى رأى الكتاب طريقه الى النشر .
وبعد اتمام هذا الانجاز واطَلاعنا على أسرار الماضي المجهول …
دعوني أقُل لكم من كان لديه إرث تاريخي كهذا ، لن يقف متفرجاً على ما يحدث في كيانات أمتنا المثقلة بجراحها، بل سنكون المقاتلين من أجل وحدة بلادنا ونشر الفكر النهضوي بين أبناء شعبنا حتى نبلغ قمم النصر .
وأيضاً أقولها صراحة، لولا الزعيم أنطون سعاده وفكره المتقدم على أقرانه، الذي وضع لنا المبادئ والأسس التي ترشدنا لكشف ومجابهة المؤامرات، لما بقيت أمتنا صامدة في وجه كل المخاطر التي تعصف بها .
وفي الختام أتوجه إلى المحتفى به
أبا عصام … أيها الأب والأخ والصديق والرفيق … أيها المناضل، أتممت عملك سلمت يداك .”