"باجس" إلى الأحبة في الظاهرية ودورا

تاريخ النشر: 05/06/12 | 5:14

كان واحدا من قلة من فقراء الجنوب، ممن أدركوا قيمة الحياة، حين تكون كريمة، فأحبَّها وأحبَّ مراحات طفولته، أحبَّ طلوع شمسها، طلَّةَ قمرها، ومض نجومها، عَشِقَ سُكونَ ليلها، دفء خبز طوابينها، حبات زيتونها، تفتح جفنات عنبها تلوُّنَ زهْرِ عَفصِها، فيء خروبها، طيبة إنسانها وكَرِهَ الموتَ، عيشه وذُلَّه.

وحين سرقوا منه ومن ناسه حباتِ ترابِ مراحات طفولته وسرقوا حتى حبات الندى، انتصر للحياة فانتفض على الموت وهزمه بالموت المُحْيي. وبات من يومها أشبه بطائر الفينيق، يسكن مغائر الجنوب، شبه الصحراوي، يُحَلِّقُ ليلا ونهارا في فضاءات ” دورا ” ، فاطمته، ويمسح عن جبينها عرق تعب الحياة الآخذ بخناقها، منذ راح الليل القاهر في سمائها يشتد عتمة ويطول.

ومن يومها باتت تلك المغائر أشبه بمزارات مقدسة، يؤمُّها عاشقوا الحياة، أملاً في انحسار ليل معتم وطلوع فجر .

****

باجس، يا ابن أمّي !

المعذرة إن تأخَّرْتُ قليلا !

ها أنذا أجيئك وقد جفَّ في عينيّ كلُّ دمع،

أبحثُ في مزارات مُرتفعات جنوبك الخليلي عن سِرِّ الوهج المُضيء في تلك المزارات،

علّي أجدُ طريقا إلى غدٍ لازلنا نحلم به،

أنتَ ونحنُ.

-الشهيد باجس أبو عطوان من مدينة دورا في جنوب الخليل كان واحدا من أبطال المقاومة الفلسطينية التي النطلقت منذ السنوات الأولى للإحتلال الإسرائيلي وبات واحدا من رموز تلك المقاومة المناوئة للإحتلال وقد عمل جند الإحتلال طويلا على ملاحقته والبحث عنه في مرتفعات الخليل ومغائره وقد قتلوه ذات يوم في عام 1974 وقامت سلطات الإحتلال بهدم بيت أهله في المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة