الكاتب عزيز العصا يكتب عن سيرتي الذاتية
تاريخ النشر: 08/10/14 | 10:15نشر الكاتب الصحافي عزيز العصا من بيت لحم في صحيفة القدس وفي مواقع مختلفة دراسة طويلة عن كتابي “أقواس من سيرتي الذاتية” الصدر سنة 2011 بمناسبة بلوغي السبعين.
سأستضيف اليوم في صفحتي بعضًا مما أورده الكاتب.
***********
يرى “ب. مواسي” أن “الشعر الصادق هو سيرة ذاتية” (ص7). حتى أنه لم يواجه مشكلة إلا ووثق لها شعرًا، أو عالجها شعرًا، أو عبّر عن وجهة نظره شعرًا. وهو يرى أن قراءة الشعر مرتبطة بوتائر الدم صعودًا وهبوطًا (ص28)، حتى أنه يتساءل: هل يرتبط الشعر بنوع من الجنون؟ (ص45).
أما القصيدة؛ فيرى “ب. مواسي” أنها التزام إبداعي صادق، تعبر عن الشاعر وعن همومه التي تتلاقى وهموم مجتمعه (ص53). كما يرى أن هناك علاقة جدلية بين الشعر والحياة، إذ أن الشعر انعكاس الذات بصورة خاصة (ص53)؛ فهو يخاطب العقل والعاطفة معًا، وأن الخطاب الشعري يقاس بــِ “كيف تقول” لا بـ”ماذا تقول” (ص70). وأن الشاعر فيه ممثل لما نعانيه جميعًا، ويؤكد على ذلك بقوله: أفرح في قصيدتي كما تفرح الوردة في نشر أريجها (ص53)..
لذلك؛ فإن لشعر “ب. مواسي” سمات وخصائص تميز بها، منذ بداياته الأولى حتى تاريخه، منها (ص53-56):
1) يتميز شعره بالصدق حتى في الغزل، إذ انه يحاسب قصيدته –ناقدًا- ولا يحابيها حتى أنه قد يقول لشاعر معين: “قصيدتك هذه أفضل من قصيدتي في بابها”.
2) الرمز وارد كثيرًا في قصائده، بصور مختلفة، ومن الرموز ما هو تاريخي، أو فلكلوري، أو فلسفي، أو إبداعي مستجد.
3) ليس في شعره وقفات وصفية طويلة مستفادة من الطبيعة، فالطبيعة عنده هي الوطن، المرأة والانسان في الطبيعة.
4) شعره هو (أناه)؛ تلخيص له، ويطمح في أن تكون كل قصيدة في دوائر ثلاث على مستوى التوصيل: ذاتية، فلسطينية وإنسانية.
5) اشكال شعره: تقليدية (الرثاء والوطنية)، تفعيلية (غالبة على شعره) وقصيدة النثر (لا تتتجاوز اصابع اليد).
6) الغموض الشفاف هم المستحب لديه؛ إذ ينفر من كل التعقيد والالتواء حتى في المخاطبات اليومية.
7)
يوثق للأحداث شعرًا:
“ب. مواسي” كاتبٌ متميز بأسلوبه السهل الممتنع، وهو يوظّف قدراته الشعرية في توثيق العديد من الأحداث والحوادث التي عايشها و/أو التي سمع بها. إذ يقول “ب. مواسي” أن لكل قصيدة، من قصائده، قصة (ص46). وقد رصدت في أقواسه، قيد الدراسة، العديد منها، مثل:
– كانت الهوية الوطنية ظاهرة، بوضوح في أشعاره، فالوطن –في كتابات ب. مواسي- يعني المكان والزمان والطبيعة، والناس بعلاقاتهم وانفعالاتهم وتشربهم لهذا الوطن (ص53)، وأينما وجدت (فلسطين) تعني عمق غضب مواسي –الشاعر ومدى اتصاله بها (ص62). ففي قصيدته “حبي فلسطيني”، يقول في مطلعها (ص51، ص61):
الأرض أرضي وليس الشوق يبريني الشوق يحدو إلى حبي فلسطيني
وقد نَظَم قصائد وأشعارًا تغنى من خلالها بالمدن والقرى الفلسطينية، كالقدس، وحيفا، ويافا، وباقة وعين غزال… الخ. ومما يقوله في القدس: “وسر القدس يشرق في سرائرنا” (ص63-65).
من ب. فاروق مواسي