الا شوقي…
تاريخ النشر: 06/06/12 | 10:09هو شوقي
صَدَحَتْ من نَهره
جَمرَة
شَهقَت حيرى
في رَعشَةِ سيلٍ
آهاته سكرى
بغَنَج قَمَرٍ شاكٍ
غارَت بخطاهُ العَبَراتْ
سَبَحَتْ ولْهى
في عجقةِ صمتٍ…
سجدت تحنو
في عين الزَّمنِ
ايثارةَ أملٍ
في جرحٍ دامٍ
لحمامٍ فرَّ
ليترك في عشٍّ أنفاسَ الذِّكرى
جال بقاعَ الأرضِ
يَشمُّ جدائلَ غرناطه
يمسحُ لهفةَ شوقٍ
تاهتْ في أغنيةِ شتاءْ
وجفونِ خريفٍ مهزومٍ….ثَمِلَةْ
استيقظَ حجراً
سكب الجرحَ عطورا
من نورٍ باكٍ
يكسرُ أفواهَ حنينٍ ناعسْ
استيقظَ مطراً في رحمِ الأرضْ
شمساً ورغيفَ نهارٍ
وزهوراً تصهلُ
أيقوناتِ الحرّيه
الّا ……
شوقي…….
ظل بحيرةْ
تمطر جمرةْ
بقلم فاتن مصاروة , كفرقرع
كل احترام والى الامام
قصيدة الشاعرة فاتن مصاروة : هو شوقي
… كل كلمة في قصيدتك تمطر زخات من الشوق والجمر.. أتخيل هذا الطيف الذي يشمُّ جدائل غرناطة .. ما أسعده بذلك الأريج الأندلسي يستيقظ حجراً يسكب الجرح عطوراً من نور باكِ.. مفعمة بالاستعارات الجديدة والبديعية الراقية في مثل رقي حضورك.
ولينظر معي القارئ الذواقة في قولك العذب:
يكسرُ أفواهَ حنينٍ ناعسْ….
أنها مجموعة من الاستعارات البليغة والمنسابة الى الروح في جملة قصيرة. تخيّلوا معي هذا الحنين الناعس كيف يكون وما مدى عذوبته.
…
… أنظروا وتذوقوا شهدَ القصيد عندما يطلع من القلب الى أعالي الروح في هذا المقطع:
آهاته سكرى
بغَنَج قَمَرٍ شاكٍ
غارَت بخطاهُ العَبَراتْ
سَبَحَتْ ولْهى
في عجقةِ صمتٍ…
سجدت تحنو
في عين الزَّمنِ
ايثارةَ أملٍ
في جرحٍ دامٍ
لحمامٍ فرَّ
ليترك في عشٍّ أنفاسَ الذِّكرى
تتركنا الشاعرة فاتن مترنحين ثملينَ من عبق وصهباء قصيدتها المعتقة . ليس عندي شك أن الإنسيابية في القصيدة تدل على مقدرة في الصياغة ومهارة اكتسبتها الشاعرة بسرعة نادرة. هنيئاً لقراء وزوار منتدى جبران الأدبي عودة هذا الطيف الملائكي الى مسرحنا بكل عنفوانه وأَلَقِه وبهائه
مزيدا من النجاح
بمنتهى الروعة والجمال يا فاتن , تحياتي وتقديري .
كل الاحترام
احسنت
الا شوقي !!!!
مرة اخرى نستشم رائحة الحزن في شعر فاتن مصاروة، لقد تناول الاستاذ سامي ادريس الناحية البلاغية اللفظية لبعض ابيات القصيدة لكنه (واعتقد متعمدا) لم يتناول الناحية الدلالية والمدلولية للقصيدة.
كنت قد كتبت في السابق تعليق لقصيدة لفاتن مصاروة وبينت من خلال رايي الحزن الصارخ في تلك القصيدة، وها انا ارى مرة اخرى ولكن بشكل وثوب جديدين الحزن في هذه القصيدة، ولتاكيد رايي اتناول اختتام القصيدة :
لحمامٍ فرَّ
ليترك في عشٍّ أنفاسَ الذِّكرى
جال بقاعَ الأرضِ
يَشمُّ جدائلَ غرناطه
يمسحُ لهفةَ شوقٍ
تاهتْ في أغنيةِ شتاءْ
وجفونِ خريفٍ مهزومٍ….ثَمِلَةْ
استيقظَ حجراً
سكب الجرحَ عطورا
من نورٍ باكٍ
يكسرُ أفواهَ حنينٍ ناعسْ
استيقظَ مطراً في رحمِ الأرضْ
شمساً ورغيفَ نهارٍ
وزهوراً تصهلُ
أيقوناتِ الحرّيه
هذه الصورة هي صورة جميلة يغمرها الامل والجمال فالالفاظ: جدائل غرناطة.. شمسا.. رغيف نهار.. زهور تصهل.. ايقونات الحرية.. نور عطر … كل هذه الالفاظ مجتمعة هي الفاظ تملؤها الايجابية والامل والنور.. وهذه صورة ملأت بقاع الارض :
جالت في بقاع الارض ….
الا شوقي…… الا شوق الشاعرة فهو مستثنى من هذه الصورة الايجابية بل!!!
الّا ……
شوقي…….
ظل بحيرةْ
تمطر جمرةْ
ظل شوقها بحيرة تمطر… جمرة !!!!
رغم الجمالية في هذه الصورة فالشوق بحيرة (ليس بحرا ولا محيطا) ولكن هذه البحيرة تمطر!! تمطر جمرا !!! وجمر فاتن نهر متدفق صدحت منه جمرة تبكي بكاء شديدا الى حد انها ” شهقت” :
هو شوقي
صَدَحَتْ من نَهره
جَمرَة
شَهقَت حيرى
في رَعشَةِ سيلٍ
آهاته سكرى
بغَنَج قَمَرٍ شاكٍ
غارَت بخطاهُ العَبَراتْ
سَبَحَتْ ولْهى
في عجقةِ صمتٍ…
سجدت تحنو
في عين الزَّمنِ
ايثارةَ أملٍ
في جرحٍ دامٍ
وهذا المجموعة من الصور والالفاظ حزينة باكية( شهقت.. عبرات.. جرح..آهات) وهي تختلف عن كل المشاعر والاحاسيس والاشواق في بقاع الارض!! لذالك جاء العنوان:
الا شوقي
الا شوقي ليس فيه ما يسعد او يحزن.. ولا تكتمل الصورة الا اذا اغلقنا دائرة القصيدة.
اتمنى لفاتن مصاروة العطاء والمزيد من الابداع والجمالية