أنا عربي
تاريخ النشر: 08/06/12 | 2:16بقلم: لؤي نزال
أنا عربي
جدي اسمه كنعان
تاريخي ضارب في الأرض
له جذور
غابر من أقدم الأزمان
وأنت
لا أعرف من أنت
من أين أنت
أو أين كنت
أو كيف أتيت
ولا تعرف جدك من يكون
******************
لست مكترثاً إذا ما أوقفتني على حاجز
أو أطلقت على رأسي رصاصة
أو تماديت بطردي
ولاحقتني لخط وهمي
وأعطيت كل المأساة لوناً أخضر..
**********
لا ضير إن كان والدك
لم يلتق أهله
لأن ذلك الملعون
قد أقام حداً بين شرقها وغربها
قلت لها
**************
ولست مهتماً
لأن حبيبتي على مرمى حجر
وبيني وبينها امتدادٌ لحاجزٍ
في وضح النهار مظلمٍ
والسير في الظلام يا أنت نهايته سقوطك
إن اعتقدت أني لن أراها
فأنا أراها
رغم أنفك
يمنعني من ذوق شعور الحب المحسوس جدار
لا ضير
فروحانا باقيتان
وجدارك فان
********
نحن لا نبالي بمن مات كي تعود
أو متّ كي تعود
فغيرنا آلاف
الآن أو غداً
ولو بعد حين
هل وجودي ها هنا يخيفكم..؟
لو لم أكن أنا لكان إبني
قد كان جدي
قبله
وأنت؟؟
جدك ماله تاريخ هنا
إذا نظرت في طيات وجهي
ترى أوديةً وجبال
في ماء عيوني طبريا بقدسيتها
ولون بشرتي
اشتق من تراب الأرض
وأنت …
فلون وجهك من بياض ثلوج أوروبا
فكيف تثبت أنك من هنا… ؟
دوّن ما تريد من تزوير
أنا هنا حقيقة
وكل مالديك أنت ها هنا سراب
يا أنت
دوّن تاريخ أمة ما لها تاريخ
شجر الزيتون له جذور
إن فكرت باقتلاعها
تحولت أنياب
صخور الأرض
تهتز تحتكم
في اهتزازها معانٍ
هل ستحرمني من دوس هذي الأرض؟
ألم تلاحظ وجهك المحمر تحت وهج الشمس
أنا لاحظت
فأنت… يا أنت
شمسك ليست مثل شمسنا
فمن أين أتيت
أنت لست من هنا
وجودك ما له تاريخ
وطني اللمهزوم
سيعُودُ حياً من تاريخهم المزعوم
كم سررت بقراءة قصيدتكَ أخِي الكريم
فقد صدقتَ بكل كلمةٍ وحرف
أبدعت بالتحليقِ بأفقِ الحقيقةِ والوصف
دامت فلسطين حرة أبية
ودام قلمكَ بإبداعٍ وجمال
والله يا أستار لؤي أبدعت وتألقت للامام انت المستقبل
سجِّل! أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا اسم بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري…
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا اسم بلا لقبِ
سجل
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟
إذن
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي