اكراما لله …ارحموا ام العيال
تاريخ النشر: 09/06/12 | 2:26لطالما اضطجع في تلك الهيئة المتجبرة، متكئا على وسادتين مكتنزتين، وعلى يمينه كأس الشاي مع الميراميه،،،….. هو الامر الناهي في البيت في غياب والده , وأوامره مستجابه تسعى لتحقيقها والدةٌ أرهقها الزمان وحفر على وجهها تجاعيداً عميقةً, وبينما هي في عجلة من أمرها تسعى لرضا هذا وتجيب أمر ذاك , يدخل زوجها الى البيت وقد عاد من عملهِ منهكاً، يلقي حذائه بلا مبالاةٍ ويدخلُ مسلما…ً على أهل البيتِ ،محاولاً ألاّ يُنزل دمعةَ أمام أولاده، أو يحني ظهره امامهم ،… تلحقه “ام العيال” ملقيةً على مسامعه كلمات ترحيبية رقيقة تخفف بها العبئ الذي اثقل به. …. (يعطيك العافية, اعددت لك طعامك المفضل !!!… ويقاطع حديثها صوت ابنتها المنبعث من حجرتها تطالب بمصروف الرحلة، فتسارع الأم بتفقد المخابئ المعتادة التي تدسُ وتكدسُ بها الجمعيات التي تقبضها من دورها في الحارة، ومن تحت احد الوسائد تخرج نقودا تسكت بها ابنتها المتطلبه ،،…..!!
لله درك يا “ام العيال”،، ..كم قاسيتِ وعانيتِ آلام ولادة ولدك ،رضعتيه ولم تبالي بجوعك وتعبك وسهرت لراحته ،ولم تغفو عينك اذ دمعت عيناه، واذا بكى ومرض، شهد بيتك حالةُ من الطوارئ ،،،،تارة تحضر “قنينه الحليب” وتارةً أخرى تهدئ الطفل بكلمات متقطعة كي لا توقظ سريرة زوجها، ويكبر الطفل الصغير وترعاه “ام العيال” وترقب أنفاسه ، وتغطيه برموش مقلتيها ،إذ رحل تلحقه دقات قلبها ، ترقبه بكل حب ،وعطف فتضم يده الصغيرة الىصدرها وتتدفأ بنفسه ،،،،،،وكلما كبر ازداد كبرياء يوما ينعتها بالخرفه، أو بالهرمة ويوما إذا رأف بحالها يذكر أن هذه العجوز تربطها به علاقة الامومه.
على الرغم من كونها أما، وزوجة ،فهي دائما معتادة ان تبتلع غصّاتها بصلابة مصطنعة،محاولة، ألاّ تنزل دمعةَ أمام أولادها أو زوجها !!! تسعى لسعادة أفراد الاسره تقوم بكل واجبتها وتواسي زوجها وأبنائها بذات العزيمة دون أن تقنط ,فكيف لهؤلاء أن يتجبرون ويتكبرون ؟؟
تذكرت ذلك الشيخ الذي قال لاحدهم, ان أردت ان تلمس ترابا من الجنة فابحث عنه تحت أقدام أمك. أفلا تخشون بها ,رب العالمين, الذي كرمها في القرأن قائلا سبحانه “وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً“. وأفلا تذكرون وصية اشرف الخلق والمرسلين محمد عليه افضل الصلاة والسلام “واستوصوا بالنساء خيرا”.. اذ أوصى وهو في سكرات موته بالمرأة .. فما بالكم اذ كانت هذه المرأة هي “ام العيال” ..
“فإكراما لله , أكرموا ام العيال “…–
كلام جميل وصائب في محلو … بالتوفيق يا ربيع