قراءات في ثورة 23 يوليو 1952
تاريخ النشر: 04/01/11 | 0:45بقلم الاستاذ والمربي فؤاد كبها
قال عبد الناصر في احدى خطبه: “لا نريد في كل بيت محزنة او مصيبة”.
وفي مناسبة اخرى بعد النكسة ومخلفاتها يقول: “أن الحرب هي أسباب ونتائج”، والسؤال هو كيف يمكن أن نجمع بين المقولتين؟
صحيح ان مصر لن تركع لإسرائيل بعد النكسة عام 1967 ولكن النتائج كانت وخيمه وكل بيت مصري وحتى بيت عربي قد دخلته مصيبة او محزنة لأننا لا نستطيع ان نتجاهل سير المعارك، إن سير المعركة ومقتل الآلاف من الجنود المصرين ووقوع الآلاف من الأسرى قد ترك جرحا بليغا في عزة وكرامة أهالي الأسرى والقتلى بشكل خاص وكل بيت عربي في أنحاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج أدى إلى نكسة وخيبة أمل وهذا بحد ذاته مصيبة محزنة بل كرب من الكروب العظيمة التي أصابت العرب جميعاً وحتى العالم الإسلامي في الصميم.
أليست هذه محزنة أو مصيبة؟
ولكي نتفادى هذه المصائب علينا الاستعداد لمنع هذه المصائب والكربات والويلات.
واذا لم تكن مستعدا للمواجهة فلماذا التحدي الزائد؟ ولماذا النفخ في بالونات فارغة رغم انجازاتك العظيمة؟ لماذا هذا الغرور وانت لا تعرف نفسك او لا تعرف عدوك؟ لماذا لا نتكلم بواقعية حتى مع أنفسنا؟ لماذا ايها الرئيس الراحل؟
كيف يمكن ان تكون الحرب أسباب ونتائج فقط؟ لماذا لم نسال كيف كان شعور ذاك الجندي الأسير أو الجندي الذي استشهد في ساحة المعركة وفي صحراء سيناء قبل استشهاده وقبل حمايته جوا وبحرا وبرا.
ستة ايام وشبه جزيرة سيناء في قبضة جيش الدفاع الإسرائيلي وكذلك هضبة الجولان وكذلك الضفة والقطاع، ستة ايام ثم توقف القتال ولكن ماذا حدث للبشر والشجر والحجر؟ إبان هذه الحرب الخاطفة، كم خطفت هذه الحرب من ارواح اذلت الملايين من العرب؟
اقول لسيادة الرئيس جمال عبد الناصر الراحل: لو سنحت الفرصة لهؤلاء للتعبير عن آرائهم ولو تخيلت ما فكروا قبيل الحرب وبعد الحرب ولو سنحت لهم الفرصة ليكتبوا عما يجيش في صدورهم قبل النكسة وخلال حرب الاستنزاف وهم مرابطون في الخنادق غربي القناة، حزنت كثيرا يا صاحب القلب الكبير؟
كيف تستهين بأفكارهم وأحاسيسهم وتقول أن الحرب هي أسباب ونتائج وفي موضوع آخر تقول لا نريد محزنة او مصيبة في كل بيت؟
لماذا كل هذه العجرفة او الشموخ وذر العيون بالرماد وقد تحول الكثير من الأبطال والجنود الى رماد لأنك لم تأخذ حذرك ولم تستعد بما فيه الكفاية للمواجهه العسكريه وان كنت مستعدا كما يجب ليس بالضروره ان تكون الحرب هي الوسيله لتحقيق الاهداف المرجوه لان الحرب بحد ذاتها تضني (تتعب) المهزوم والمنتصر وانت تعلم علم اليقين ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “الحرب خدعة”، لماذا تقفز من الأعلى قبل أن تتعلم وتتقن فن القفز كيف يمكن ان تستهين بجندي واحد؟ ترى كم من الجنود كانوا يتساقطون كالذباب في الصحراء وبدون مأوى ومأكل وماء؟
فهذه إسرائيل قد أقامت الدنيا وأقعدتها من اجل غلعاد شليط.
هل شليط يختلف عن محمد وحسين وحسنين فهم بشر لهم احاسيس مثلهم مثل شليط الأسير؟
الذي يذكر اسمه في وسائل الاعلام كل يوم ثلاثاء وخميس، وهذا مطلب شرعي من والديه ومحبيه الذي اكن لهم كل الاحترام.
يظهر ان حكامنا العرب لا يهمهم الا عروشهم وليقتل وليستشهد الآلاف ولتكن المآسي في ذاكرة النسيان وكان هؤلاء الأهل الذين فقدوا اعزاء عليهم نسوا هذه الكربات والمصائب فكيف يمكن ان نطلب من اهالي اسرى ما لا نستطيع ان نطلبه من الاب والام الذان لم يكلا ولم يملا لاثارة قضية عزيزهم غلعاد شليط في الامر وقد مارس هؤلاء الاهل حقهم بكل فخر واعتزاز ولم تحجب حكومة اسرائيل بل بحثت وما زالت تبحث عن مخرج لازمة شليط اما حكامنا فقد ظلموا فخافوا واحتجبوا، وكمّوا افواه الامهات الثكالى والابناء الذين تيتموا والارامل التي رُملّت، واكتفى هؤلاء بدعاء السخر بصمت وحزن كبيرين، فاين قيمة الفرد في ظل هذه الانظمة التي تقدم الضحايا تلو الضحايا في كل حرب وفي الوقت نفسه يقول الواحد منهم لا نريد في كل بيت مصيبة او محزنة، وهكذا تعودنا ان كل شعار يصدر من زعيم عربي يخرج الى حيز التنفيذ بصورة عكسية، واذا حدثت المصائب لا يمكن لاي زعيم عربي ان يصادر المشاعر والاحزان، ولنتعلم ان الامن والامان لا يتحقق فقط بالحروب، فالحروب تُضني (تُتعب) المهزوم والمنتصر.
انت محق استاذي العزيز لان الحرب تؤدي الى الدم للمنتصر والمهزوم والفرد في مجتمع متخلف وللاسف لا قيمه له ولكي يكون قيمه للفرد يحتاج المجتمع المتخلف الى التغير 180 درجه ولكن حكام العرب لا يريدون هذا التغير لانهم يحبون العرش اكثر من ارواحهم وشكرا استاذي على هذا المقال الرائع الذي فيه نقد لاذع لاشرف واحسن الحكام العرب فما بالك بالحكام الاخرين يظهر؟ ان المستقبل لا يبشر بالخير وكل عام وانت استاذي بخير
حياك الله استاذي العزيز وجمل ايامك بالسعادة والعطاء.
مقالتك نقد موضوعي للانظمة العربية الحاكمة..
علينا ان نتعلم الدروس من التاريخ..ونعالج حاضرنا ومستقبلنا بتعقل
وحكمة وحنكة.
القوة اليوم تقاس بالعلم والتطور التكنولوجي…والحرب بحاجة الى معدات
متطورة…الخ
لماذا استاذي الكريم…لا نركز بنقدنا على ظواهر التخلف هنا في مجتمعنا.
حكام حكام حكام … “تبا للحكام العرب” … كلمة لا بد وان تذكر في كل حديث سياسي في المجتمع …..
هل بقولنا ذلك سيتغيرون او يتبدلون ؟
هل بشتمنا للحكام نحصل على ما نريد منهم ؟
هل بجلوسنا والسيجارة بفمنا نتنافس على تعداد أخطائهم سيجعل الحكام يصححون أخطائهم ؟
بلا شك انني انتقدت كل الحكام كثيرا. وسمعت كثيرا في الصحف وفي التلفاز وفي المجالس مما جعلني استغرب وأسأل “لماذا ؟ ” … بما أن الجميع يرغب بان يتحسن حال حكامنا لماذا لا يتحسنون ؟ …. تفكرت كثيرا في هذا السؤال لأصل الى الجواب . الا وهو أنني لا أريد أن أبذل لا أريد أن أتعب … اريد أن يتغيرون بدون جهد . غير مستعد للتضحية .
الثورة الفرنسية نجحت بالغاء الملكية لأنهم بذلوا كل قدراتهم وجهدهم , اخذوا بالأسباب, وضحوا ومات الكثير, لكن في النهاية حققوا هدفهم .
يستحيل تغيير الحكام بدون تضحية, بدون تعب … هذه سنة الحياة ,لكي تحصد يجب ان تزرع وتتعب .
مشكور يا استاذ يوسف على هذه القرائات …
اولا اشكر المعقبين على افكارهم النيره واريد ان انوجه الى المعقب رقم 3 الذي اطلق علي اسم الاستاذ يوسف خطا واقول له ان التعقيب الذي جئت به فيما يخص الثورة الفرنسية هو تعقيب جميل لان الحقائق التي ذكرتها فهي صحيحة فقد انتهى امر الملك لويس السادس عشر والملكة ماري انطوانيت بالمقصلة وانتهى الحكم الاستبدادي المطلق في فرنسا دون رجعة واعلنت الجمهورية الاولى في اواخر القرن الثامن عشر، ولكن اريد ان اذكرك ان حركة التنوير التي سبقت الثورة الفرنسية كانت من الاسباب الرئيسية لتنوير الشعب الفرنسي الذي قام بالثورة للمطالبة بحقوقه قلا تنسى ان مبادىء جانجاكروسو ومبادىء الفيلسوف مونتسكيو وجان لوك وغيرهم من الفلاسفة الذين جاءوا وكتبوا ضد الحكم المطلق.
فكانت كتاباتهم قد انارت الطريق امام الطبقات المغلوبة على امرها فاندفعت هذه الطبقات الى الباستيل رمز الحكم المطلق ورفعت العلم الابيض والاحمر والازرق علم الثورة الفرنسية في 14 تموز 1789 فتذكر يا اخي ان الجهل لا يؤدي الى الثورات وانما التتوير والتثقيف هو المحرك الاساسي للتغيير فحركة التنوير التي كانت في غرب اوروبا لعبت دورا هاما على مدار اكثر من قرن من الزمان فكان البرق قد سبق وكانت الثورة الفرنسية التي تعتبر من اهم الثورات في العصر الحديث والتي غيرت وجه التاريخ الاوروبي فكانت ثورة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وهي ام الثورات لانها غيرت الامور بصورة جذرية وعرف المواطن بعد هذه الثورة حقوقه وواجباته، ترى كم نحن بحاجة الى سنوات لثورة تدعى ثورة التنوير قبل الثورة الحقيقة لتي قد تؤدي حتما بالتالي الى ثورة حقيقية تدفع بالحكام الرجعيين الى مزبلة التاريخ.