ثقافة التفاؤل

تاريخ النشر: 10/06/12 | 0:30

بقلم هاني طه المدرب العالمي وخبير التنمية البشرية

ليست فقط المهنية او الحرفية, هي التي تدفع الحياة قدما وتحقق النتائج، ولكن ظهر على السطح مؤخرا تدريب اكثر اهمية وهو التدريب الذهني علي تصحيح الافكار وتوجيهها الوجهة الصحيحة للحصول على افضل النتائج, وهذا العلم منتشر وبكثرة علي المستوى العالمي, وهو علم تدريب العقل البشري على ترتيب افكاره وبث قدر كبير من التفاؤل لتحقيق الامال والطموحات.”تفاءلوا بالخير تجدوه”.

في هذا العلم تكون بداية الاصلاح في اي مجال من المجالات هو الانسان ذاته, فالاهتمام بالبشر هو الخطوة الاولى التي من خلالها يتحقق اي انجاز نريده.

وما يدعوني للتفاؤل أن أسمع في بلدي عن مساعي لإصلاح التعليم مثلا, ويكون ذلك أكثر نجاحا إذا تحدثنا عن تنمية القدرات البشرية ذات العلاقة بالعملية التعليمية، ويتم الامر من خلال البرامج التدريبية الحديثة التي تستهدف اعادة ترتيب وتنظيم عملية التفكير الانساني، حينها نجد أننا بتنا نفهم معادلة تشكيل المستقبل بصورة أعمق ونستعد لها من خلال مسار تعليمي ناجح، يولده ويرافقه “الاحساس العبقري” المسمى بالتفاؤل.

والأب الروحي للتفاؤل هو الايمان,فالتفاؤل هو احد اذكي المشاعر الانسانية, وليس ردة فعل، بل قناعة عميقة متولدة من حالة ذهنية ونفسية راقية تسبق دائما الواقع الجديد الذي نرغب فيه وتذكي المشاعر بإحساس عبقري..

وقد نعلم او لا نعلم ان ما نسميه “الواقع” في حقيقة الامر يقع بسبب افكارنا ومشاعرنا المسبقة التي تولد سلوكا فينشأ عنها بشكل غير مباشر او مباشر واقعنا الجديد.

وواقع الغد مثلا هو افكار ومشاعر وتصرفات اليوم, لذلك فهدفنا في اعداد البرامج التدريبية هو مساعدة الانسان على ترتيب افكاره بشكل متفائل لتشكيل واقع الغد, والبداية هي تغيير طريقة التفكير وطريقة الاحساس بما يجري حولنا وذلك دون ان نغفل عنه بل لابد ان نعمل بجد واخلاص متسلحين بذلك الإحساس العبقري.

والاجدر بنا ان نتوقف عن التحليلات المتشائمة ومراقبة الواقع بعين الذي ينذر بالكارثة,” فمن قال هلك الناس فهو اهلكهم”، فلنبدأ بتغيير طريقة تفكيرنا ومشاعرنا الى ادراك أن ما نمر به الان هو ما يمكن ان نسميه الآم الشفاء وهي باختصار كل ما نشكو منه الان اقتصاد مهدد والامن غائب والأحوال لاترضينا.., كل ما يجب ان نعمله الان هو النظر الي المستقبل القريب بامل وتفاؤل والقفز الي هذا المستقبل لرؤيته بالشكل الذي نريده ونطمح اليه جميعا ثم العودة الي يومنا هذا لنعمل بجد واخلاص ليصبح هذا المستقبل الرائع هو واقعنا الجديد, وعلينا ان نؤمن بالمقولة الجميلة ان “الغد يصنع اليوم”.

وللعلم فإن الذكاء العاطفي والذي يعرف بمقدرة الشخص على ادارة انفعالاته وانفعالات الآخرين، كان هو آخر الذكاءات اكتشافا وأكثرها أهمية ومركبه الأساسي هو التفاؤل.

لذا في ختام هذه المقالة فإني أهمس لك أيها القارىء أن لا تفسد عليك جسدك وقلبك وعقلك ويومك بالتشاؤم بل أبدأ بروح جديدة تولد حياة سعيدة وصحة مديدة وعلاقة وطيدة ولك أقول هذه الكلمات ” ازرع عادة تحصد شخصية، لن تغير ان لم تتغير، واعلم ان الظروف ليست هي من تمنحنا السعادة او تسلبنا اياها، بل كيفية تعاملنا مع هذه الظروف”.

وفي الختام اذكرك ان تقليم الاشجار، ومعالجة الازهار، والمتابعة والتكرار، تعطي أطيب الثمار، والعبرة بالاعتبار، وان العلم يهتف بالعمل والا ارتحل وطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة