لقاء خاص في كنيسة الروم الكاثوليك بحيفا
تاريخ النشر: 16/10/14 | 16:17بمناسبة عيد الأضحى شهدت قاعة كنيسة الروم الكاثوليك في مدينة حيفا لقاء خاصًّا بادر إليه كلّ من سيادة المطران جورج بقعوني مطران أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك، والأب الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدي الرئيس الروحيّ للطائفة في حيفا. وشاركت فيه نخبة مختارة من رجال التربية والإعلام والقضاء والاقتصاد وشخصيّات جماهيريّة من مختلف اطياف الوسط العربيّ.
هذا ورحّب قدس الأرشمندريت أغابيوس بالحضور مشيرًا إلى أهمّيّة استمرار نهج اللقاءات بين أبناء الشرائح المختلفة في الوسط العربيّ سواء كان ذلك في المناسبات الدينيّة أو الاجتماعيّة وغيرها، لما لذلك من مساهمة في تعزيز الروابط وتوطيد التفاهم، وتنشيط نهج التعدديّة والتقارب الدينيّ.
هذا ودعا الأرشمندريت أبو سعدة ،المحامي زكي كمال رئيس الكليّة الأكاديمية العربيّة للتربية في حيفا والقائم بأعمال رئيس نقابة المحاميين في إسرائيل لإلقاء كلمة أمام الحضور قال فيها المحامي كمال:” لا بدّ من الإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته الإرساليّات الكنسيّة في بلادنا خاصّة إبان الاحتلال التركيّ الذي أراد إبقاء البلاد وأهلها في ظلمة حالكة وجهل مطبق، لكن هذه الإرساليّات التي أقامت المدارس والمستشفيّات لخدمة المواطنين على اختلاف انتماءاتهم حالت دون إبقاء الناس في مستنقع الجهل وظلمة التخلف، ودفعت بهم إلى سبل العلم والمعرفة ليتخرّج من هذه المدارس أفضل رجال التربية والعلم والقضاء والاقتصاد والإعلام والأدب والفن”.
وأضاف: “التربية الدينيّة يجب أن تكون عبر التثقيف على احترام كافّة الانتماءات والتوجهات ودعم أواصر الحوار وقبول الاختلاف بل اعتباره سببًا في الثراء الحضاريّ والفكريّ وعنصرًا يجعل الحياة المشتركة
سبيل العيش الأفضل والأحسن، لاعتماده الفكرة القائلة إن الدين لله وإن العقيدة الحقّة والصحيحة هي تلك التي لا ترفض المختلف عنها عقائديًّا ودينيًّا، ولا تحكم عليه بالإقصاء والرفض بل تقبله باعتباره إنسانًا يؤمن بالله والتعاليم السماويّة السمحة “.
وأضاف:” ما نشهده اليوم هو العكس تمامًا فهو تحريف للمعاني والقيم الدينيّة واتّباع لمفاهيم مشوّهة للدين تجيز ليس فقط عدم قبول الآخر ورفض محاورته بل تجيز وتحلّل قتله لمجرّد الاختلاف المذهبيّ أو الفكريّ أو العقائديّ، ولذلك لا بدّ من التأكيد على أنّ التربية الدينية الحقيقيّة تبدأ منذ الصغر وتؤكّد حقّ الجميع في الاختلاف وحقّ كلّ إنسان في أن يلقى انتماءه المذهبيّ الاحترام والقبول والتفهّم والدعم والحماية”.
هذا وكان عريف الحفل الإعلامي المعروف نايف خوري قد دعا الإعلامي ياسر عطيله مدير التلفزيون الإسرائيلي باللغة العربيّة وصوت إسرائيل بالعربيّة لإلقاء كلمة قال فيها عطيله إن همّه الأول والوحيد هو جعل العمل الإعلامي في هاتين الوسيلتين الإعلاميتين موضوعيًّا وحرًّا وملائمًا للمعايير المهنيّة والتقنيّة، وأن تلقى قضايا المواطنين العرب الاهتمام الكافي والصحيح، إضافة إلى إفساح المساحة الكافية للأصوات العقلانيّة الداعية إلى السلم والسلام والحوار والتفاهم والتعدّديّة وقبول الرأي الآخر، بل تشجيع الاختلافات الفكريّة والاجتماعيّة.
هذا وتحدّث فضيلة الشيخ موفق طريف رئيس المجلس الدينيّ الدرزيّ وقاضي محكمة الاستئناف الدينيّة الدرزيّة عن التآخي بين الأديان والحفاظ على الحقوق بغض النظر عن الانتماءات المختلفة.
وكانت مداخلة لرئيس المجلس المحلي عسفيا وجيه كيوف الذي تحدّث عن الحياة المشتركة بين جميع أطياف المجتمع حيث تعيش في قريته بسلام ومحبة.
وكانت الكلمة الختامية لسيادة المطران جورج بقعوني أكّد فيها سعادته على أهمّيّة عقد مثل هذا اللقاء، وأضاف أنّه لقي ويلقى منذ قدومه من لبنان قبل نحو شهرين الترحاب والرضى والقبول، وأنّه يلمس لدى الجميع الرغبة في المزيد من التقارب والتفاهم والحوار والسعي إلى حياة يكون فيها الاحترام المتبادل العنصر الأول في علاقات مواطني هذه البلاد من المسيحيين والمسلمين والدروز واليهود وغيرهم، وأضاف إنّ هذه الرغبة تؤكّد أنّ اختلاف الانتماء الدينيّ لا يفسد للودّ قضيّة.