لقاء بين أبناء شبيبة يهود وعرب من أجل التغيير الاجتماعي
تاريخ النشر: 11/06/12 | 6:10صُدمت من عمق الفجوة القائمة بيننا, نحن أبناء الشبيبة اليهود من منطقة مركز البلاد وبين أبناء الشبيبة من الرينة الواقعة بالقرب من الناصرة”، يقول دنئيل، طالب في الصفّ العاشر في المدرسة الثانوية في كفار هيروك، “هذه هي المرّة الأولى التي أزور فيها قرية عربية وألتقي أبناء شبيبة في عمري، وأدرك الآن مدى الفجوة القائمة بين فرص العمل والتنمية الذاتية الكثيرة التي يتمتّع بها أبناء الشبيبة في مركز البلاد بالمقارنة مع فرص طلاّب قرية الرينة”, وأشار دنئيل إلى الحاجة الفورية للتغيير وللتعاون المطلوب لإحداث هذا التغيير”.
قام دنئيل ورفاقه في الصفّ يوم الإثنين 4.6.12 بردّ زيارة إلى المدرسة الثانوية في قرية الرينة بالقرب من الناصرة. التقت المجموعتان للمرّة الثانية في إطار مشروع “أبناء شبيبة من أجل التغيير الاجتماعي” بمبادرة نقابة العمّال “معًا”.
افتتح اللقاء الذي شارك فيه نحو خمسين طالبًا، مندوبو طلاّب مدرسة الرينة وحيّوا الضيوف من هكفار هيروك وذكروا أنّ مشروع أبناء الشبيبة التابع لنقابة “معًا” أصبح بالنسبة لهم منبرًا للحوار الحرّ والمفتوح والناقد للمجتمع وللحاجة للتغيير الاجتماعي.
“في الوقت الذي يعاني فيه المجتمعان، اليهودي والعربي، من نفس المشاكل: الاستغلال والتشغيل المجحف والبطالة والفقر والعنصرية، فإنّ الحاجة للتغيير هي حاجة ملحّة”. هذا ما قالته في افتتاح اللقاء حنان زعبي، مركّزة المشروع في منطقة الشمال، وأضافت “أنّه في هذه المرحلة التاريخية التي تشهد الربيع العربي وحركات الاحتجاج في إسرائيل وفي العالم، ينبغي على أبناء الشبيبة أن يخرجوا إلى الشارع وأن يشكّلوا قوّة قيادية في هذه الحركات في النضال من أجل المساواة وضدّ العنصرية وغياب العدالة الاجتماعية.
وقد أكّدت معلّمات مدرسة هكفار هيروك أهمّية اللقاءات بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب والحاجة لتنظيمها خلال السنة وفي الحياة اليومية. وتكمن أهمّية اللقاء بين أبناء الشبيبة في تنمية المبالاة تجاه الآخر وزرع بذور التضامن بين الشعبين.
بعد الكلمات الافتتاحية، انقسم الطلاّب إلى مجموعتين مختلطتين، قاموا فيهما بورش تعارف ونقاشات في مسائل متنوّعة رافقتها ترجمة فورية. وقد تطرّقوا إلى مسائل منها الأمور التي يرغبون في تغييرها بأنفسهم، في المحيط والمجتمع الذي يعيشون فيه، وإلى السؤال: ما هي متطلّبات التغيير وما الذي يمنعنا كأبناء شبيبة من إحداث هذا التغيير؟
وقد اجتمع رأي الطلاّب على أنّ النضال من أجل التغيير يبدأ بهم وبالحاجة لتغيير أنفسهم أوّلاً. تعلّم تقبّل رأي الآخر واحترامه. كما وتحدّثوا عن مساهمة هذه اللقاءات في النضال ضدّ الأفكار المسبقة والعنصرية ومن أجل التقريب بينهم. قالت أڤيڤ طالبة من هكفار هيروك “لم أعلم ما ينتظرني هنا، والآن أشعر بأنّ الأمور التي تجمع بيننا هي أكثر من التي تفرّق بيننا، ولم أتوقّع أن أشعر بهذا الشعور بعد هذه الفترة القصيرة”.
شمس، طالبة في الصفّ العاشر من الرينة قالت إنّه إذا رغبنا في إحداث التغيير يجب علينا البدء بإقناع القريبين منّا ومن ثمّ توسيع الدائرة”. نائل من الرينة قال إنّ الشرط الضروري لإحداث التغيير هو محاربة الأفكار المسبقة والعنصرية بين اليهود والعرب.
اشتكي الطلاّب اليهود والعرب أنّ الجهاز التعليمي مشغول بالتحصيل العلمي ولا يلتفت إلى حاجتهم كأبناء شبيبة في معرفة ذاتهم، ومواجهة الفجوات بين الأجيال والصراعات الحسّية أو إكساب وسائل تفكيرية نقدية.
مجدي قدح، مربّي الصفّ العاشر في مدرسة الرينة قال: “إنّ السياسيين نجحوا التفريق بين المجتمعين وزرع الخوف بينهما، لكنّه أضاف بأنّ هناك قاسمًا مشتركًا بين المجتمعين يتوجّب علينا تنميته والعمل منه. وأشار إلى أهمّية هذه اللقاءات ودعا أبناء الشبيبة إلى المشاركة في اللقاءات، وأن يكونوا في طليعة النضال من أجل إحداث هذا التغيير”.
شو…؟؟؟