إجازة المرأة العاملة.. فرصةٌ قصيرة للاستمتاع بالوقت
تاريخ النشر: 12/06/12 | 3:47كثير من السيدات العاملات يبدأن إجازتهن السنوية متحمسات لقضاء أوقات ممتعة، لكنهن يتفاجأن غالبا بانقضائها دون أن يقمن بما يسعدهن، فيعدن لممارسة أعمالهن مصابات بالإحباط مسلوبات النشاط آملات أن تمتد الإجازة أياما أخرى.
ويرى محمد أبو شرخ الناشط في مجال التنمية البشرية أن هذه المشكلة تظهر بوضوح عند المرأة العاملة في مجالات تضطر لحمل مهامها معها إلى البيت مضيفة إلى دوامها الذي قد يصل إلى ثماني ساعات يومياً ساعات إضافية لتتمكن من إنجاز ما لا يتحمل التوقف أو التأجيل.. كأن تكون محاضرة في الجامعة أو صحفية أو مديرة مؤسسة.. فيسبب لها هذا تراكم حجم كبير من المسؤوليات خارج نطاق العمل فتسعى لإتمامها خلال إجازتها السنوية مالئة أجندتها بأعمال من نوع آخر..
إدارة الوقت
أيضا تسربت المشكلة لحياة العاملات اللاتي يترك لهن عملهن أوقات فراغ، بسبب قضائهن ساعات على أجهزة التلفاز أو الإنترنت، إذ تمكنهن إدارة الوقت بشكل أفضل والتخفيف من الأعباء المؤجلة للإجازة.
ويلفت “أبو شرخ” النظر إلى أن علماء النفس والاجتماع لا يعدون التلفاز وسيلة راحة فهو سيشد انتباهها وحواسها وأعصابها، كما سيحد من تواصلها مع عائلتها حتى لو تابعوا البرامج معاً وتناقشوا في أحداثها، فهذا كفيل بإبعادهم عن مناقشة تفاصيل حياتهم وسيحرم الزوج والزوجة وحتى الأولاد من نصيبهم من الاهتمام من الطرف الآخر في هذه اللحظات التي قد تطول.
والإجازة كما يعرفها أبو شرخ:” وقت مخصص للراحة البدنية والذهنية والأنشطة الممتعة المجددة للحيوية والنشاط ويجوز فيها ما لا يجوز في الأيام الأخرى فالمرح والفرح والسعادة حتى الفوضى سمات تلتصق بمعناها”، ويؤكد حاجة الأسرة كلها إلى الخروج من أجواء البيت وجدرانه وروتينه المستمر طوال السنة ولا فرق هنا بين متقلد لمناصب عليا أو موظف عادي.
وينصح بالإجازات الطويلة نسبيا التي تمتد لأيام متتالية فلا تضطر لاختصار كل شيء في يوم فالخروج للبحر- وهو الأمر الأكثر شيوعا في غزة – يضم تحضير المأكولات المشوية والسباحة والمشي على الشاطئ وتناول مختلف الأطعمة من حامضها لحلوها، وقضاء كل هذا في يوم واحد أمر مرهق، أما إن امتدت الفسحة لأيام استطاعت السيدة الاسترخاء ووجدت فرصة للاستمتاع.
خروج من “الروتين”
ويضيف: ” الفكرة الأساسية هنا تتمحور حول الخروج من روتين أيام العمل، وكل حسب مادياته فسفرة لعدة أيام خارج القطاع تصنع المعجزات وقد تغير نمط حياة الأسرة كلها إلى الأحسن ، وكذلك استئجار شاليه على بحرنا، أو قضاء عدة أيام على شاطئه واعتبار البيت فندقا للنوم فقط”.
ويحذر أبو شرخ من ” المحمول (الجوال) ” والذي يعده الاختراع الأخطر في عصرنا، فاتصال من العمل لطلب مشورة أو اتصال عليه للاطمئنان على سيره كفيل بإخراجك من أجواء المتعة بانشغالك فكريا عما يحيطك بما تركته خلفك من مهام، والحل حسب رأيه إطفاؤه أو تركه في البيت.
“إن الاستمتاع بالإجازة خيار بيدك تركه أو اتخاذه .. وعليك التعامل مع نتائج اختيارك..”
منال الكحلوت