"أبو الشريف"ما بين منع الاحتلال وحب المسجد الأقصى المبارك
تاريخ النشر: 14/06/12 | 14:26تعلق الأخ محمد أحمد جبارين المعروف ب “أبو الشريف”بالمسجد الأقصى المبارك منذ سنين طوال ،وقد سخر جل وقته في خدمة المسجد الأقصى المبارك ،فتجده دائما من الأوائل الذين يلبون نداء المسرى في أيام الشدة، وتجده من السباقين في خدمة المصلين في الساحات ،ناهيك على أنه أحد أسس مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك. أضف الى ذلك فأن الأخ أبو الشريف ومن خلال تجواله في البلدة القديمة بات معروفا لأهل القدس بنشاطه وأخلاقه ومساعدته للناس.
أبو الشريف وتسيير حافلات الأقصى
أبو الشريف وهو أحد سكان أم الفحم يبلغ من العمر 31 سنة ،معروف بنشاطه الدعوي اضافة الى نشاطه في تسيير الحافلات الى المسجد الأقصى المبارك ،فمنذ انطلاق مؤسسة البيارق الراعية لحافلات شد الرحال الى المسجد الأقصى أخذ أبو الشريف على عاتقه هذه المسؤولية وعمل عليها بحرص .كانت رحلة التعلق بالمسجد الأقصى المبارك منذ بداية الهداية كما يقول أبو الشريف ،حيث أنه كان مواظبا على درس الثلاثاء الذي كان يلقيه فضيلة الشيخ رائد فتحي في المسجد الأقصى ،وكان دائما متشوقا لحضور الدرس وحدث عدة مرات أنه اضطر للسفر في سيارته لوحده لكي لا يخسر هذا الالتزام العظيم. ومن ثم أصبح الأخ أبو الشريف مندوبا لمؤسسة البيارق التي تيسر الحافلات وتوسع به النطاق حتى التحاقه بمشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك.
أبو الشريف وبداية مشروع مصاطب العلم
يداوم أبو الشريف 5 أيام في الأسبوع ضمن مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك ،حيث أنه يسافر الى المسجد الأقصى باكرا لكي يشرف على تسيير المشروع وكل ما يتعلق به. كانت بداية أبو الشريف مع المشروع منذ سنتين حيث اختارته المؤسسة كمركز عن الطلاب وإدارة شؤونهم ،فلم يتوانى ابو الشريف في رفض هذه المهمة المشرفة حيث أنه تولى المهمة وأبدع فيها.يقول أبو الشريف “ان مشروع مصاطب العلم قيم وأنا مرتاح به والحمد لله ،كيف لا وهذا المشروع له من البركات ما له؟بدايتي مع المشروع كانت عندما رأيت أنني قادر على حمل المسؤولية فوهبت نفسي للمشروع ،والحمد لله أنني كنت منذ بداية تعلقي بالمسجد الأقصى أبادر بمبادرة شخصية وهي ،أنني عند وصولي للمسجد كنت أجلس على مصاطبه أقرأ القران وأصلي وكان السياح دائما ينظرون الي ويستغربون مني ،والحمد لله فإننا أصبحنا اليوم بالمئات ولنا وجودنا اللافت والقوي”
الابعاد المستمر
الأبعاد وهو أحد وسائل الاحتلال في أبعاد الشباب عن المسجد الأقصى المبارك ،ويستخدمه يوميا وخاصة في الأيام التي تشهد اقتحامات كبيرة من قبل المستوطنين للمسجد.أبو الشريف كان له حصة الأسد من هذه الأبعادات ،فمنذ أن التحق بمشروع مصاطب العلم فقد أبعد عشرات المرات عن المسجد الأقصى ،ناهيك عن الاعتقالات والاعتداءات التي تعرض لها خلال شده للرحال الى المسجد الأقصى.تتولى الشرطة التي تقف على أبواب الأقصى مهمة الأبعاد ،حيث يروي لنا “أبو الشريف” أنه أكثر من مره تم ابعاده عن الأقصى بدون أي حجة وبدون أي استناد قانوني ،حيث أن الضابط كان يأتي ويصدر أمر الابعاد وهذا يخالف القانون.
يتحدث الأخ أبو الشريف عن اخر ابعاد حيث يقول “تم أبعادي عدة مرات ،وآخرها كان في 7/4 حيث تم الاتصال من شرطة أم الفحم ودعوني ،وعند ذهابي قاموا بتسليمي ورقة ابعاد من الحاكم العسكري لمدة شهر ،فأبعدت عن الأقصى لمدة شهر جسديا ،لكن وبحمد الله لن يبعدوني حسيا ،فكانت روحي دائما وجهتها المسجد الأقصى ،وتابعت أمور الأقصى يوميا ولن أنقطع عن أخباره ثانية.بعد انتهاء فترة الابعاد في تاريخ 7/5 والذي صادف يوم ثلاثاء قمت بالدخول بحمد الله وألقيت درسا في قبة الصخرة لكن في تاريخ 12/5 وعند دخولي من باب الأقصى أوقفوني وقالوا لي انني مبعد بأمر من الضابط المسؤول في المسجد الأقصى ،وقاموا بتوقيفي بحجة شرحهم لي عن الأبعاد وقاموا بتهديدي. حاولت الدخول في اليوم التالي ولم أنجح وتم اعتقالي لمدة بسيطة لكن لم يجدوا أي دليل لكي يحيكوا لي تهمة بحمد الله.وأنا على هذه الحال منذ ذلك التاريخ حيث احاول يوما من الدخول فانجح تارة وافشل تارة ولكن بالأسبوع الاخير تم التشديد من خلال بطاقة الهوية والتدقيق في الشخصيات ولم أستطع الدخول بتاتا وحسبي الله ونعم الوكيل.
وفي كلمة وجهها أبو الشريف قال “قد يستطيعون ابعاد أبو الشريف عن المسجد الأقصى المبارك ،ولكن سيأتي ألف أبو الشريف لكي يرابطوا في المسجد الأقصى ،نحن بحمد الله لن نيأس ولن نكل ولن نحيد وسنرابط في الأقصى ليلا ونهارا ،ومهما كلفنا الثمن لن نتراجع لحظة عن حب الأقصى وشد الرحال اليه.ونحن بتنا لا نخاف من عربدة الشرطة فكل قراراتهم باطلة ،وندعوا أهل القدس وبيت المقدس للحضور الى المسجد الأقصى للصلاة والرباط فيه ،فهو مركز البركة وهو كنز ثمين غفل عنه كثيرا من الناس ،ونحن بدورنا علينا أن نحفظ هذا الكنز لكي لا يسرقه منا المحتلين والظالمين.
الحركة الإسلامية تستنكر
الحركة الإسلامية وعلى لسان الناطق باسمها الأستاذ زاهي نجيدات استنكرت عملية الأبعاد حيث قال “هذه صورة من الصور الكثيرة التي لا حصر لها لبشاعة الاحتلال وغطرسته ،ويبقى المنشود هو زوال هذا الاحتلال مرة والى الأبد”
مركز ميزان لحقوق الإنسان “ما بني على باطل فهو باطل”
مركز ميزان لحقوق الإنسان الذي يأخذ دائما دورا في الدفاع عن الشباب المبعدين ،والذي دافع أكثر من مره عن الأخ أبو الشريف ،وكان دائم التواصل مع الأخوة في مشروع مصاطب العلم ،ولم يوفر جهدا إلا وأستغله في الذود والدفاع عن المصلين في المسجد الأقصى ،كان له كلمة في قضية أبعاد الأخ أبو الشريف.
ففي تواصلنا مع الأخ حسان طباجة مدير الدائرة القانونية في مركز ميزان لحقوق الإنسان قال “للأسف الشديد فان سلطة الاحتلال الاسرائيلي لا تتقيد بأي قانون ولا مبدأ ولا حتى منطق في تعاملها مع الفلسطينيين وحقهم في الدخول الى المسجد الأقصى المبارك وهي بذلك تأكد على أن المسجد الأقصى يقبع تحت احتلال غاشم ،والأخ أبو الشريف هو أحد ضحايا هذا الاحتلال شأنه شأن الشعب الفلسطيني بكامله. وتابع قائلا “من الناحية القانونية فأن قضية المسجد الاقصى تخضع للقانون الدولي الذي لا يقر بسلطة هذا الاحتلال على المسجد الأقصى وعليه فإنما ما بين على باطل فهو باطل وحتى ولو وجد هناك أي قرار موثق وهو الأمر الغير موجود وحتى مثل هذا القرار يقع تحت العنوان الأكبر وهو الممارسة الاحتلالية الغير مشروعة.