مقبرة القسام وقف إسلامي خالص
تاريخ النشر: 23/10/14 | 16:11أكدت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” في بيان لها الأربعاء 22/10/2014 م بأن مقبرة القسام الواقعة في بلد الشيخ بجوار مدينة حيفا، بكامل مساحتها هي مقبرة إسلامية لها قدسيتها الأبدية وحرمتها مصونة، وهي وقف إسلامي خالص ، لا يجوز بيعه أو استعماله لأي هدف آخر غير أن تكون مقبرة للمسلمين ، فيما أكدت المؤسسة أنها لا تعترف بأي صفقة بيع للمقبرة أو أجزاء منها ، كونها مقبرة ووقف إسلامي خالص، وأعربت المؤسسة أنها ستواصل الدفاع عن المقبرة وقدسيتها ووقفيتها بكل الوسائل المشروعة وأهمها النشاطات الشعبية والجماهيرية محلياً وقطرياً وعالمياً، وأنها ترفض كل أساليب التخويف والترهيب التي تمارسها بعض أذرع المؤسسة الإسرائيلية تجاهها وتجاه كل من يحاول الدفاع عن المقبرة ، تحت غطاء الملاحقة القانونية لكل طرف يحاول حماية المقبرة ومنع استهدافها، علماً أن “مؤسسة الأقصى” ، كانت قد أصدرت بياناً بتاريخ 17/6/2014 حذّرت فيه من مخططات لاستهدافها بمصادرة وبيع جزء منها من قبل أطراف إسرائيلية ومخطط لإقامة مراكز تجارية على أجزاء منها.
ونبّهت المؤسسة أن هناك مساع إسرائيلية لمواصلة استهداف مقبرة القسام ، أو أجزاء منها ، عن طريق الإعلان والتداول الإعلامي عن شركات إسرائيلية نيتها إقامة مخازن تجارية على جزء من المقبرة ، أو نية جهات إسرائيلية بيع جزء من المقبرة تدعي مليكتها لها منذ سنين، وبهذا الصدد كررت المؤسسة أن المساحة المتحدث عنها ، هي جزء لا يتجزأ من مقبرة القسام، وبالتالي فإن “مؤسسة الأقصى” ستقوم بكل جهدها التصدي لكل محاولات استهداف المقبرة ، وستقوم بسلسلة من النشاطات الشعبية بالمشاركة مع أهل حيفا ، وأهالي الداخل الفلسطيني ، بل وإيصال القضية الى التفاعل الاسلامي والعربي والفلسطيني ككل، كون قضية الأوقاف والمقدسات الاسلامية والمسيحية في بلادنا ،هي قضية تهم العالم الاسلامي والعربي والفلسطيني .
وأشارت المؤسسة أنه وبناء على تحركات متعددة للمؤسسة منذ نحو أربعة أشهر ، وكشفها عن مخططات جديدة لاستهداف مقبرة القسام ، قامت ما يسمى بـ شركة ” كيرور أحزكوت”- برفع دعوى ضد جهات عدة ، منها جهات إسلامية وبضمنها “مؤسسة الأقصى”، بل في الاساس ضد المؤسسة، تطلب فيها استصدار امر يمنع بالدخول الى الموقع المذكور، والعمل على منع دخول أي طرف من جهتها، وهو مساحة نحو 15 دونما من أراضي مقبرة القسام، أو دفن الأموات فيها ، أو تحضير أو تهيئة أرضية لدفن مستقبلي لأموات المسلمين في الموقع المذكور، كما أوضحت الشركة المدعاة أنها ستعمل بكل الطرق “القانونية” المتاحة من أجل إخلاء القبور الاسلامية في القطعة المذكورة.
تفاصيل الاستهداف الأخير لمقبرة القسام :
وعود على بدء فقد كانت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” أكدت في بيان لها بتاريخ 17/6/2014 وقفية وإسلامية وقدسية كامل مساحة مقبرة القسام في بلد الشيخ في مدينة حيفا، فيما حذّرت حينها من مخططات لاستهدافها بمصادرة وبيع جزء منها من قبل أطراف إسرائيلية ومخطط لإقامة مراكز تجارية على أجزاء منها .
هذا وجاء بيان وتحذير المؤسسة هذا بناء على أنباء وصلت إليها – حينها- من قبل مسؤول الحركة الاسلامية في حيفا الشيخ فؤاد أبو قمير، تفيد بأن هناك جهات ومستثمرين إسرائيليين ينوون شراء جزء من المقبرة، من أطراف إسرائيلية تزعم أنها صاحبة الأرض بناء على ادعاء مصادرتها منذ سنين من قبل “دائرة أراضي إسرائيل” وأطراف أخرى.
وعلى عجل حضر وفد من “مؤسسة الأقصى” الى مقبرة القسام شارك فيه الحاج سامي رزق الله أبو مخ – نائب رئيس المؤسسة- ،وعبد المجيد اغبارية – مسؤول قسم المقدسات فيها-، وسمير درويش- عضو إدارة المؤسسة- واجتمع مع الشيخ فؤاد أبو قمير، ومن خلال تواصل مع المبادر/المستثمر الاسرائيلي الذي حضر الى الموقع، وقال انه ينوي ويفكر بشراء قطعة الأرض، وبيّنت المؤسسة له بشكل قاطع وقفية وإسلامية وقدسية كامل مساحة مقبرة القسام ، وأن الجزء الذي يتحدث عنه هو جزء لا يتجزأ من مقبرة القسام، وانها ترفض بشكل كامل وقاطع المساس بالمقبرة، مشيرة الى انه ومنذ عام 1991 هناك استمرار محاولات للسيطرة على أجزاء واسعة من قبل أطراف إسرائيلية- علما أن محاولات استهداف المقبرة بدأت عام 1948م- ، لكن الجماهير الفلسطينية في الداخل ومن ضمنها المؤسسة قامت بنشاطات جماهيرية واسعة أحبطت كل محاولات المصادرة ووضع اليد أو المبادرة الى تنفيذ أي مشروع على أرض المقبرة أو جزء منها ، كما ومنذ ذلك الحين تحاول المؤسسة بناء جدار واقٍ يحمي ويحدد حدود المقبرة الكاملة لكن ما يسمى بـ “دائرة أراضي إسرائيل” تمنع ذلك .
وتأكيدا على موقف “مؤسسة الأقصى” بخصوص آخر التطورات فقد أرسلت رسالة- حينها- ، بواسطة محامي المؤسسة المحامي محمد سليمان إغبارية، الى العنوان والشخص الاسرائيلي الذي أعرب عن نيته شراء قطعة من أرض المقبرة، جاء فيها بأن القطعة التي يتم الحديث عنها هي جزء لا يتجزأ من مقبرة القسام، وقد دفن فيها العديد من المسلمين، وبقي فيها من الشواهد التي تشير الى ذلك، وأضافت :” كل نشاط او مشروع ينفذ أو يخطط الى تنفيذه على جزء من المقبرة يشكل انتهاكاً صارخاً للمقبرة ومشاعر جميع المسلمين في البلاد وفي كل العالم، بل ويشكل انتهاكاً لحرمة هذا المكان المقدس للمسلمين .
وتابعت الرسالة، انه وبحسب فتوى شرعية صادرة عن علماء ومفتين مسلمين كبار في البلاد والعالم ، وبحسب فتوى شرعية صادرة عن محكمة الاستئناف الشرعية في غربي القدس، يمنع ويحُرّم بيع مقبرة اسلامية ، او إخراج عظام من القبر او نقل القبر او العظام او الرفات من القبر الى مكان آخر، وكذلك تحريم تنفيذ أي أعمال أو مشروع في حدود مقبرة إسلامية .
يُذكر أن ما يسمى بـ دائرة أراضي إسرائيل” قامت بوضع اليد ومصادرة مئات المقابر الاسلامية والأوقاف الاسلامية بعد نكبة عام 1948م ، تحت غطاء ما يسمى بـ “قانون أملاك الغائبين”.
محمود أبو عطا /”مؤسسة الأقصى”