الإخلاص

بقلم :ام محمد

هذا الرسول يا محب ..يا من تشتاق إلى ملقاه ..وتدمع عينك ..من ذكراه .. وتتمنى لو انك حتى في المنام تكحل عينك برؤياه ..

إليك يا من عرفته فأحببته ..وحين امتلأ قلبك حبا له استننت بسته ..ففاضت روحك بذكره ..

إليكم يا أحبة المصطفى اهدي إليكم مقالتي هذه مفعمة بالأمل عسى الله أن يجعلنا ممن يتخلقون بأخلاقه وينعمون بحبه ومرضاته ..

مع خلق أخر من أخلاق حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ألا وهو خلق الإخلاص..ذاك الخلق الذي قليل منا يعلمه ويطبقه بل إن البلوى اشد من ذلك فان كثير منا قد ابتلي بخلق هو نقيض الإخلاص ألا وهو الرياء والشرك بالله ..

نعم ..ربما انه من الصعب أن نعترف لكنها الحقيقة فكم من مرة نشرك بها مع الله ونحن لا ندري حين نقوم بعمل نحسبه خيرا, كان يهم احدنا بالذهاب إلى جنازة ما أو مأتم فيقول اذهب من اجل فلان ..أما علمت يا أخي في الله وأختي في الله أن إتباعك لجنازة أو ذهبك لمأتم يجب ان لا يكون إلا لله ؟؟؟

وكم منا يفرح حين يسمع محمدة عنه؟؟ او انه يتعمد ان يجمل فعله أمام الآخرين كان يصلي بتخشع أمام الناس او يبدي انه صائم او يتعمد الصدقة أمام الناس ؟؟؟ما من شك أنها أعمال خير ولكن ما نبتغي بهذه الأعمال اهو رضا الله فحسب ؟ام هو رضا الناس ؟ام هو كليهما معا ؟؟؟

الإخلاص ..ذلك الخلق الذي لا يعلم به إلا الله وكذلك فان أجره أيضا قد غيب عنا ..

الإخلاص ..الذي قال عنه جل جلاله “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة “

الإخلاص ذلك الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته  لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه “

فديننا أحبتي هو دين يعالج ما يختلج بالنفوس قبل أن يتحول إلى عمل فان الله لا ينظر إلى صورنا وأشكالنا إنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا  ..

لذلك أحبتي رأينا من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وهم ثلاثة أنواع من الناس :رجل أتاه الله علما فعلمه ,ورجل آتاه الله مالا فأنفقه ,ورجل قاتل في سبيل الله حتى قتل …

ولعلكم تتساءلون كيف انه ستسعر بهم النار وقد عملوا ما عملوا من هذه الأعمال وهنا يوضح لنا الحبيب ان ذلك الإنسان الذي اتاه الله علما فعلمه يناديه الله فيسأله ما عملت بدنياك ؟فيقول أتيتني علما فعلمته فيقول له الله كذبت فتكذبه الملائكة فيقول له الله بل علمته ليقال فلان عالم وقد قيل فيلقى به في النار ولك أخي ان تعلم ما حدث لإخوانه ممن تصدق وقاتل حتى قتل فذاك قاتل ليقال فلان شجاع والآخر تصدق حتى يقال فلان كريم ..

وبهذا إخوتي في الله لعلكم أدركتم خطورة الأمر وتتساءلون ما العمل ؟؟؟ فاعلموا إخوتي في الله ان الليل مزرعة الإخلاص حيث انه بالليل يتم الغرس ,غرس بذور الإخلاص والصدق وعلى قدر غرسك سيكون الخير في قلبك وكلما ازدادت مساحته ازداد توالي الهدايا عليه من كل جانب “ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا”(الانفال :70) ولعلك تتساءل اخي القارئ ما المقصود المقصود في ذلك هي صلاة الليل فالليل مدرسة الإخلاص لا يلتحق بها الا المحبون ولا يواظب عليها الا الصادقون .قال ابن مسعود :فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية فالليل وقت الخلوة بالحبيب فتخرج من القلب معاني الذل والانكسار والخشية لله تكتب الرسائل بالدموع ليحملها نسيم الأسحار إلى من قال :هل من سائل فأعطيه ؟”

فهذا هو دأب الرسول عليه السلام وأصحابه لذا فقد سادوا الارض بينما قلوبهم ارق من النسيم مع الله إخلاصهم كان ديدنهم في عبادتهم ومعاملاتهم فهلا اقتدينا بهم وهلا جربنا ان نكون من المخلصين طهرنا قلوبنا وربطناه بالعلي القدير .

ومن ثم اخي فأوصيك وأوصي نفسي بصدقة السر لا نبتغي بها الا رضى الله والدعاء بان يجعلنا الله من المخلصين الصادقين بإذنه العلي القدير .