إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في أم الفحم
تاريخ النشر: 17/06/12 | 3:21شارك المئات من اهالي مدينة ام الفحم مساء أمس السبت بإحياء ذكرى الاسراء والمعراج الذي نظمته الحركة الاسلامية في المدينة في ساحة مدرسة وادي النسور الاعدادية، حيث شارك فيه المئات من النساء والشيوخ والرجال والاطفال، وانطلق الاحتفال بآيات عطرة تلاها الحافظ لكتاب الله الفتى محمد خالد نصرات، فيما تولى العرافة الشيخ احمد علي حماد الذي افتتح الاحتفال بالترحيب والشكر لكل من لبّى الدعوة لهذه المناسبة العطرة لمكانتها وعظمتها في حياة هذه الأمّة.
ثم رحب الشيخ نائل فواز – مسؤول الحركة الاسلامية في ام الفحم- بالحاضرين الذين اجتمعوا في هذا المجلس لإحياء الذكرى العظيمة وهي ذكرى الاسراء والمعراج، حيث أشار الى عظمة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في مواجهة الصعاب والابتلاءات والمحن في دعوته مذكّرا بايذاء الكفار له ومحاولة النيل منه ومن دين الله تعالى، الا انه لم يدع يوما عليهم لأنه يحبهم، مبيّنا عفوه وتسامحه وصبره ورضاه بما قسم الله له حيث قال: “في هذا الزمان نعيش في فتن وفساد وظلم، لكننا نحب هذه البلدة الطيبة وأهلها الطيبون ولن ندعو لهم إلا بكل خير سائلين المولى ان يحفظ هذه البلدة من شياطين الإنس والجن”.
وكانت الكلمة المركزية في الحفل لفضيلة الدكتور الشيخ مشهور فواز الذي بيّن أهمية هذه الذكرى وما تحمله من رسائل في طيّاتها، مشيرا الى ما يمّر به مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم من تهديد حيث قال: “انه اذا كان المسجد الاقصى في خطر فبيوتنا في خطر، وحياتنا كلها في خطر، وان الطريق الأول للنهوض بهذه الأمة لتحرير المقدسات ولتطهيرها انما يبدأ من المسجد الأقصى المبارك، عن طريق بناء العقيدة في قلوب ابنائنا وبناء الفكر الصافي الصحيح القويم في قلوب وعقول شبابنا وفتياتنا، وذلك عن طريق الالتفاف حول كتاب الله وسنة نبيه، وتعمير البيوت والشوارع والمدارس والحياة كلها بالقرآن الكريم والسنة النبوية والأخلاق الاسلامية السامية”.
وتطرق د. مشهور فواز الى مفهوم أمانة الصلاة وفرضها في حادثة الاسراء والمعراج مبيّنا انها مميزة عن باقي الفرائض والشعائر التي فرضها الله على نبيه والمسلمين، والتي كانت كلها بوساطة الوحي الامين جبريل عليه الصلاة والسلام، أما الصلاة فقد فرضها الله تعالى مباشرة على نبيه وبدون وساطة الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام لتبيان أهميتها في حياتنا وقداسة هذا الفرض، ولذلك لما أراد الله تعالى فرض الصلاة دعا النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وفرض عليه الصلاة بلا وساطة حتى يبين للنبي وللأمة جمعاء أهمية هذه الأمانة، التي ضيعها الكثير من شبابنا وفرط فيها الكثير من فتياتنا والتي أصبحت في آخر أولوياتنا”.
وأسهب في الحديث: “كانت الصلاة في حياة الصحابة في سلم أولوياتهم بمثابة الماء في حياتهم وشريان الحياة لهم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت: “الله الله في الصلاة” اي اتقوا الله في الصلاة، وقد حرص عليها لأنه اذا كان فيها ثمة خلل، ظهر ذلك الخلل في سائر تصرفاتنا وسائر اقوالنا وأفعالنا وحياتنا، واذا صلحت الصلاة وهذه الرابطة الروحية بين العبد وربه صلحت سائر التصرفات وإذا كان ثمة خلل وتقصير في هذه الامانة والرابطة فسينعكس ذلك على تصرفات الفرد والجماعة والأمة”.
وأردف بالقول: “فما نراه على ارض الواقع من شحناء وبغضاء وقتل وعنف وكراهية وحسد وكذب ومغيبة وتفرق وتشرذم وسفك للدماء، انما يعود الى ثمة خلل في الصلاة، اذا ساءت تصرفاتك انظر الى صلاتك، اذا ما تراكمت عليك الهموم والأحزان وعشت في ضنك وكرب راجع صلاتك”.
وحثّ الشيخ مشهور فواز بالحفاظ على الصلاة وآدابها ومستحباتها وشروطها وواجباتها وعدم تتبع الرخص والأقوال الشاذة في سبيل اسقاطها وجمعها وقصرها، مشيرا ان الصلاة أصبحت كأنها عبء وهم ثقيل على كواهلنا بينما كانت في حياة الصحابة كما أخبروا عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول “أرحنا بها يا بلال”.
هذا وتخلل الاحتفال وصلة انشادية رائعة لفرقة النور التي قدّمت اناشيد نالت استحسان المشاركين، تلتها فقرة شعرية للطفلة جنى عبد الباسط التي ألقت أبياتا من الشعر عن الصلاة.
هذا واختتم الاحتفال بفقرة تكريم من الحركة الاسلامية المحلية لكل من الدكتور أنس شريم الذي حاز على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد الاسلامي، كذلك الدكتور ضرغام صالح الذي حاز أيضا على الدكتوراه في الحديث، اضافة الى تكريم الفتى محمد خالد نصرات بمناسبة اتمامه حفظ كتاب الله كاملا.