التدريب والعمل الشاق هما سر نجاح طالب الموسيقى
تاريخ النشر: 23/10/14 | 20:29لطلاب الموسيقى وضع خاص ومختلف عن باقي الطلاب، فبشكل عام يطلب من الطالب العادي البدء بالدراسة والاجتهاد مع بدء العام الدراسي، أما بالنسبة لطالب الموسيقى فمطلوب منه البدء العمل الجدي والتحضير قبل بدء العام الدراسي بكثير.
فعلى طالب الموسيقى أن يحب ما يعمل، خاصة إذا كان عازفًا عليه ان يحب آلته ويعتبرها جزءًا من جسده وليس مجرد مهنة أو هواية. فبمقدار حبه لموسيقاه يمكنه التقدم والتطور أكثر في هذا المجال.
وقبل بداية العام الدراسي، أنصح كل طالب موسيقى أن يبدأ بالتخطيط لما سيعمل في المستقبل، وعلى هذا الأساس يضع برنامجه التعليمي ويركز على الأمور التي ستساعده لبناء أساس قوي لمستقبله.
صحيح أن معدل العلامات والتفوق مهم جدًا، لكن التدريب والعمل الشاق يزيد أهمية، وعلى الطالب ولا سيما المقبل على عامه الدراسي الأول، أن يجد طريقة يوفق فيها بين الاجتهاد العلمي والتحصيل الجيد، وبين التدريب الشاق والمهني.
وأوصي بشكل خاص جميع الطلاب بالتطوع في مجالات لها علاقة بالموسيقى، فمجالات التطوع هذه تكسب المرء خبرة كبيرة تساعده في تعليمه وحياته اليومية، وتساهم بشكل كبير في صقل شخصية الطالب وقدرته على التقدم وتطوير مستواه، خاصة من ينوي إكمال مشواره بالعالاج عن طريق الموسيقى.
ومن أهم الأشياء التي يجب على طالب الموسيقى فعلها الإكثار من الاستماع للموسيقى الكلاسيكية، فهي تثري الطالب وتساعده على فهم الدروس وانتاج موسيقى أفضل.
ومن أجل تطوير السمع بشكل أفضل، يجب أن يتعلم طالب الموسيقى أساسيات البيانو على الأقل، خاصة كل ما يتعلق بالسلالام والمساحات الموسيقية، وبعد التمرين سيلاحظ أن السمع يتحسن ببطء، لكن مع الوقت يصبح السمع أفضل ويساعد في انتاج موسيقى أفضل وأقرب لمثالية التي يبغيها كل موسيقي.
وعلى الطالب الجديد الذي يعزف على آلة معينة تكثيف تدريباته الشخصية على الآلة، فالتدريبات المكثفة ستساعده على فهم النظريات التي يدرسونه إياها، وتطبيقها سيسهل عليه الكثير من العقبات التي قد تواجه أي طالب لا يتدرب بشكل كاف. فكلما زادت كثافة التدريب ارتفع معها مستوى الطالب الموسيقي.
هذه التوصيات لطلاب الموسيقى بشكل عام، أما للطلاب المقبلين على دراسة الموسيقى في جامعة حيفا، فأنصحهم أن يبدأوا منذ اليوم الأول بالتعرف على زملائهم في الكلية وتشكيل مجموعات موسيقية، تتدرب وتعزف سويًا، فهذا يساعد على التطور وانتاج موسيقى أفضل، ويساعد على تقوية كل طالب على حدة باستفادته من خبرات وملاحظات أفراد المجموعة، فالعازف الذي لا يتلقى ملاحظات بناءة وينطوي على نفسه لن يتطور أبدًا.
كما أن التدريب في مجموعة يقوي حضور الطالب وثقته بنفسه، ويساعده على كسر الرهبة إذا ما عرض أمام جمهور، حيث يشكل اعتياد الفرقة وانسجامها أهم عوامل النجاح وحسن الأداء على المسرح، خاصة حينما تصل لمجموعة لمرحلة إعطاء الطاقات الإيجابية والحماس كل للآخر.
وتقوك كلية الموسيقى في جامعة حيفا كل فترة، بعرض كونسيرت لفرقة من خارج الجامعة وغلبيتهم لفرق محترفة وذات خبرة طويلة، وأنصح بشدة عدم تفويت أي كونسيرت منهن، لان كل عرض يكسب دارس الموسيقى درسًا جديدًا وإلهامًا آخر ومحفزًا أكبر للإبداع، كما يكسبه العرض أدوات تساعده في تطبيق أفكاره موسيقيًا.
كما وأنصح طلاب الموسيقى في جامعة حيفا بالتوجه لمحاضرين وسكرتاريا الكلية في حال حدوث أي مشكلة دون خجل، فوظيفتهم المساعدة ولا أظنهم يبخلون بها خاصة على الطلاب الجديين ومن يظهر رغبة في التطور.
كما ويجب التوجه للمحاضرين إذا ما استصعب الطالب شيئًا، او استعصى عليه فهم درس أو نظرية معينة، ويمكن التوجه لهم ولعميد كلية الموسيقى لاقتراح أي نشاط أو فعالية قد تلائم الطلاب وتساعدهم مثل تنظيم عرض موسيقي من إبداعات الطلاب أو كونسيرت من خارج الجامعة يرى صاحب الفكرة انها قد تساعد الطلاب.
وختامًا، أنصح جميع الطلاب من السنة الاولى حتى التخرج، بالتواجد في جميع العروض والنشاطات التي تعنى بالموسيقى، ومدينة حيفا مليئة بها، والاشتراك بما أمكن منها، فيكتسبون الخبرة خارج أسوار الجامعة، ويتعرفون على شخصيات في هذا المجال، يمكن أن تمنحهم نصائح وتشاركم تجارب لن تحصل عليها من الأكاديمية. فلتجربة الحياة طعم آخر غير الذي يتذوقه الطالب في الاكاديمية.