أمسية أدبية في دارة الثّقافة والفنون بالناصرة
تاريخ النشر: 25/10/14 | 12:22نظّمت “دارة الثّقافة والفنون- بيت الكاتب” في الناصرة، يوم الخميس الماضي، أمسية أدبيّة احتفاء بصدور ديوان “نزيف الظلال” للشاعر مفلح طبعوني، وقد أتت هذه الأمسية في إطار “صالون الدّارة الأدبيّ” الذي يعقد بين الحين والآخر ندوات تتمحور حول الأدب والفكر والفن.
عُقدت الأمسية في قاعة الدّارة المضيفة التي غصّت على آخرها بجمهور واسع، حضر من الناصرة ومن خارجها للمشاركة في هذا الاحتفاء الثّقافيّ، الحضاريّ، برز من بينهم العديد من محبّي الثّقافة والأدب، ومن أصدقاء الشّاعر وقرّاء شعره، ولفيف من ذوي الشخصيّات الاجتماعيّة، السياسيّة والأدبيّة الّذين خصّص لهم الشّاعر ركنًا من ديوانه، إضافة إلى ما ضمّه الديوان من قصائد أخرى، ضمّنها “الطّبعوني” ما يعتمل في داخله من عواطف وجدانيّة جيّاشة وهموم وطنيّة، انسانيّة، اتّسمت بثوريّة شاملة.
افتتحت الأمسية، الكاتبة نائلة عزّام- لِبّس، متحدّثة باسم “الدّارة” التي احتضنت هذه الأمسية، عن برامج هذا الصّرح الثّقافيّ، مرحبّة بالضّيوف، متوقّفة عند النّشاطات الثّقافيّة التي تساهم فيها هذه “الدّارة”، بهدف إثراء الحياة الأدبيّة والفنيّة في النّاصرة، داعية أصحاب المواهب للالتحاق بالدّورة الفنيّة التي ستقام قريبًا، للإنشاد البيزنطي، متمنّية للحضور قضاء وقت ممتع في هذه الأمسية التي نستضيف فيها شاعرنا، مفلح طبعوني، بمناسبة صدور ديوانه الجديد.
ثمّ تحدّثت عن “الدارة” أيضًا الشّاعرة راوية عاقلة- أبو حنّا، مثنية على ديوان الشاعر الضّيف الذي قرأت منه قصيدة، عبّرت عن أجوائه الشعريّة، لتتوقّف بعد ذلك عند قراءة مقدّمة الديوان التي كتبها الشاعر الفلسطيني المعروف، عبد الناصر صالح.
أما الاحتفاء بالدّيوان، فقد توزّع على مداخلتين، “انطباعيّة فنيّة” و”نقديّة تحليليّة”. قدّم المداخلة الأولى، الأديب والصّحفي عودة بشارات، مبيّنًا الجوانب الثوريّة في قصائد الديوان التي لا يمكن فصلها بأي حال عن رؤية صاحبها إلى الحياة بشكل عام وإلى هموم شعبه وجراح وطنه بشكل خاص، متوقّفًا عند بعض القصائد التي ينطلق منها الشاعر نحو هذه العوالم، كاشفًا عري الحكّام الّذين هانت عليهم شعوبهم وأوطانهم وتغنّوا بفلسطين من باب المتاجرة والتأمر على قضيتها العادلة وقال: “شاعرنا رغم إيمانه المطلق بقيام الدّولة الفلسطينيّة، إلاَ أنه عندما يتحقق ذلك، أراه يظلّ أمينًا لطبعه الثّوريّ، لا يُجيد الصّمت عن حكّامها إذا ظلموا.
المداخلة الثّانية، قدّمها النّاقد محمد هيبي الذي تناول الديوان بالتحليل والغوص في بواطن قصائده، موضّحًا “أن الشاعر مفلح طبعوني في ديوانه الثالث، “نزيف الظلال”، يُؤكّد في قصائده انتماءه الوطني والإنساني، ويعكس قلقه من استمرار المعاناة الإنسانية ونزيف شعبه. وحسنًا فعل أنّه لم يختر للديوان عنوانًا من عناوين القصائد، وإنّما من الجوّ العام المهيمن عليها، من الواقع المشوّه ومن الحلم الجميل الذي تُجسّده، فالعنوان يعكس الواقع والحلم. الواقع، هو نزيف الفروع الأصيلة. والحلم، تجسّده القصائد، باستمرار انتصاب تلك الفروع على الجذوع الأصيلة، لتبني عالمها الجميل، الذي لا تخرج فيه الظلال عن كونها ظلالا، حيث سيكون نزيف الظلال هو النزيف الأخير، لأنّ الطبعوني يقوّض الواقع الذي تتحكّم فيه الظلال الهزيلة وتطغى. الفروع الأصيلة هي الشعب الأصيل بثورته وتضحياته ونزيفه، والظلال هم أعداؤه، الطغاة الذين يُسببون له النزيف الذي سيرتدّ عليهم حتما. في كل قصائد الديوان لا يكفّ الشاعر عن التأكيد على حتمية البعث والتغيير”.
في نهاية اللقاء، شكر الشّاعر المحتفى بديوانه جميع من ساهم وشارك في إنجاح هذه الأمسية، ثمّ قرأ باقة من قصائده، نذكر منها قصيدة “بعث أكيد” وقصيدة الغائب الحاضر التي أهداها إلى رفيق دربه، طيّب الذّكر، الشاعر توفيق زيّاد.