لقاء الاطباء في رومانيا بعد فراق عشرين عام

الدكتور سيف الدين العلي من بلدة الرقة في سوريا والدكتور جهاد مصاروة من كفرقرع من منطقة وادي عارة في فلسطين, درسوا طب الأسنان في جامعة بتمشواره في رومانيا سنة 1984, وتخرجوا منها كأطباء أسنان عام 1990 ومنذ ذلك اليوم افترقا الى حياتهم الخاصة الدكتور مصاروة عاد للوطن لمسقط رأسه أما الدكتور سيف فبقي في رومانيا واستقر بها.
بعد عشرون عام , التقى الأصدقاء الاطباء في رحلة ذكريات حيث عادا الى الجامعة التي درسوا بها بمدينة تمشوارة ليكون لمراسل موقع بقجة معهما هذا اللقاء في مشوار الذكريات من خلال سرد الحكايات والاحداث ايام الدراسة الجميلة وحياة الطلاب والظروف التي مروا بها آنذاك.
وفي حديث مع الدكتور سيف:
– ما هو شعورك في لقاء اليوم مع اعز اصدقاءك الدكتور جهاد بعد هذه السنوات من الفراق وانهاء الدراسة؟
– هذا اليوم من اجمل الايام في حياتي بالنسبة لي الدكتور جهاد هو اخ وصديق لي وانا اشعر بانني التقيت مع اخي العزيز والغالي وهو بمثابة فرد من عائلتي التي تعيش في الرقة بسوريا.
– اين انت اليوم؟
– اعيش مع اسرتي المكونة من الابن الكبير جميل يدرس طب الاسنان السنة الرابعة والبنت امينة في صف السادس ابتدائي والحمد لله زوجتي ايضاً طبيبة اسنان تداوم في العيادة الخاصة لنا في مركز مدينة تمشوارة في رومانيا، بالمناسبة سميت ابنتي باسم ابنة اخي جهاد امينة وهذا تعبير لمحبتي الاخوية مع صديقي جهاد.
– كيف تتعايش مع العادات والتقاليد في رومانيا كونك طبيب من سوريا ؟
– كان عمري 18 سنة عندما وصلت الى رومانيا وانا اليوم بعد 30 عاما اشعر باستقرار وطمأنينة والحقيقة انني تأقلمت هنا وتغلبت على جميع الصعوبات واصبحت حياتي عادية وعلاقاتي مع الاصحاب الرومانيين تترجم بعلاقة احترام متبادل وعمل حيث نتبادل الحديث حول العمل والامور الحياتية. ومن ناحية الوضع الاقتصادي احمد الله واشكره اليوم املك عيادة خاصة وبيت في مركز المدينة وبيت في عزبة تتواجد على مسطح من الارض 5 دونم ونصف في طرف المدينة مع مسبح وبركة سمك واشجار مثمرة عديدة وفي العزبة أربي بعض المواشي والدواجن.
– هل تفكر بالعودة للأهل ولسوريا؟
– الحقيقة انا مشتاق لرؤية الوالدين والأخوة وجميع الاهل في القرية لكن لا افكر بالعودة الى سوريا . كلي امل ان تنتهي الحرب باسرع وقت لأتمكن من  زيارتهم ، علماً انني أمتلك الجنسية الرومانية ولي حقوق مواطنة كاملة.
– كيف انت من الناحية المهنية وما توصياتك للطلاب العرب الذين يدرسون الطب في جامعات رومانيا؟
– احاول دائماً التواصل مع كل شيء جديد في مجال طب الاسنان واشارك في مؤتمرات إثراء دولية لتبادل المعلومات من اجل الرقي والتوافق مع المستجدات. بالنسبة للطلاب العرب الملتحقين للدراسة في جامعات رومانية عليكم بالاجتهاد والمثابرة لان ذلك هو مفتاح النجاح وتحقيق الذات.

وتحدث مراسلنا مع الدكتور جهاد الذي قال: اتواجد اليوم في الجامعة التي درست بها موضوع طب الاسنان بمتشوارة وتغمرني السعادة بلقائي مع اخي الغالي الدكتور سيف فهو من اعز أصدقائي.
– هل لك ان تحدثنا عن ايام الدراسة والزمالة؟
– بالرغم من الظروف الصعبة ومتاعب الغربة والاشتياق للأهل لم نشعر بالوحدة اَنذاك لان المجموعة كانت تتعاون بشكل اخوي صادق وكان بيننا تعاون كامل وبأجواء عائلية مثالية مما سهل علينا عناء الدراسة.
– حدثنا عن نفسك اين انت اليوم؟
اعيش في قرية كفرقرع بوادي عارة بفلسطين ولي اسرة مكونة من ابنتي الكبيرة امينة وتدرس موضوع الطب سنة ثالثة في جامعة القدس والابن امين انهى التوجيهي بنجاح وهو يستعد لامتحان بسيخومتري ويرغب في دراسة موضوع الطب وزوجتي تعمل طبيبة في مستشفى هلل يافة بالخضيرة وانا اعمل في عيادتي الخاصة في بلدتي كفرقرع، واملك بيت متواضع  واعتني بزراعة اشجار الزيتون والخوخ.
– لماذا لم تفكر بالعيش في رومانيا كزميلك سيف؟
عدت الى بلدي وذلك لعدة اسباب اولا لضغوط الاهل كوني من فلسطين , حيث اراد والدي ان اعود للبلدة خوفا من التهجير وترك الهوية. السبب الثاني هو انني عدت من اجل ان اخدم مجتمعي كوني أؤمن ان على كل انسان واجب العطاء وذلك من اجل الانتماء وبناء مجتمع يصبو للعلى.
– دكتور جهاد كلمة اخيرة تقولها
عليكم بتعليم الابناء لان التعليم هو كنز ثمين وسلاح الفكر لبناء مجتمع متحضر وراق وللالتحاق مع المركب الحصاري والعصري.

تقرير  وتصوير عبد الرؤوف ابو فنه

صور من بيت الدكتور سيف الدين العلي