ذكريات فتاة حزينة

صديقة موقع بقجة الدائمة، شهد محمود مصري، ابنة هذا البلد الطيب كفرقرع، بعثت الينا كلماتها هذه: “إن هذه قصة من نسج الخيال… تروي قصة فتاة تعاني من الزمان فترك بصماته على ذكرياتها…”

ما معنى الأحلام والأماني ؟؟ أهي أيام سعادة أم أيام الحزن …. وما معنى الحياة ؟؟ أهي معنى لزقزقة العصافير أم خرير النهر أم هناك لها معنى أخر؟؟! هل معنى السراب خداع العيون؟ هنالك أسئلة كثيرة تدور في مخيلتي . لا اعرف ما إذا كنت املك الإجابات المناسبة لتلك التساؤلات !

إن الحياة أشبه بسراب يسيطر على كل كائن حي يتحكم به متى شاء ، تخدع عيون جميع الكائنات الحية برؤية جمال مزيف تنمي الآمال في القلوب الطيبة وتنمي الشر في القلوب الناقمة. وانتهت سنوات المحبة بين الناس والشر ينمو في القلوب كالبذور التي زرعت في الحقل ومع الوقت تنمو وتتكاثر وتتحول إلى نباتات كبيرة. لقد أبادت الحياة جميع القلوب الطيبة التي تملؤهم الآمال والأحلام… بإطلاق الرصاص عليها وتجعلها تنزف دماء تودع العالم وهي محطمة. وأسرت جميع الأرواح التي تملؤها الأمل. قيدتها وأجبرتها على أن تخضع لأوامرها وتمنعهم أن يعبروا عن ما يجري في قلوبهم. لقد آذتني هذه الحياة فقط خداع من قبل السراب خدعتني وآذتني وجوه مقنعة لا يملأ قلوبها غير الحقد والكراهية لقد أراني هذا السراب وجوه وكأنها حقيقية وجوه كان مصدرها خداعي ولقد كانت نهاية هذا السراب هو التحطم واليأس. لقد شوهتني بالجراح الذي جرحتني إياه وطعنتني الأيام عديد من الطعنات آلمتني كثيرا. لقد تعرضت لخيانة من قبل الزمان لقد ترك الزمان أثار كبيرة عن ذكرياتي وجعلتني أعاني منها كثيرا .. فأصبحت وحيدة ليس هناك من ساعدني على معالجة جروحي. لا يوجد من يشجعني على تحدي جميع الحروب أصبحت ابكي دماءً من هذه الحياة بعد ان نفذت دموعي وجفت عيوني مستسلمة للقدر الاسم المستعار للسراب. حاولت التصدي لهذه المشاكل لكن هناك شيء أوقفني وبدأت أفكر لأجد حلول أخرى ووجدت انه علي أن أصبح كما هي حال جميع الناس متكبرة وشريرة وذات أوجه متعددة.

وبعد أشهر وعندما كنت نائمة واجهت كابوس الذي أزاد إلي كل ألامي لأنني تحولت من طيبة إلى شريرة وأنا غير راضية عن هذا التغيير . ضميري بدأ يؤنبني على هذا التحول!!. أنا حائرة من هذا الأمر من ذوي الوجوه المقنعة … أن عقلي يكاد ينفجر من جميع ما أفكر فيه . أعصابي تكاد تتقطع من البكاء والغضب حتى لم اعد استطيع التعبير عن مشاعري . وعندما أكون حزينة ابتسم، وعندما أكون حزينة ابكي لم اعد اعرف ما هو طعم النوم من كثرة التفكير في آلامي. والتفكير في معاناة أيامي . أيامي أصبحت تشكو من ذكرياتي لأنها مليئة بالمشاكل… ودموعي تشكو من عيوني وأعصابي لأنها تذرفها بدون توقف. أليس هناك أي إنسان غيري تتحكم به الحياة والقدر . وليس هناك أي شخص أخر يخدعه السراب … دمائي بدأت بالثوران كالبركان من كل ما فعلت بي هذه الأيام . لم اعد استطيع أن أحقق أحلامي … وهكذا تمر السنين ويبقى الناس غريبي الأطوار.