23% من أطفال الوسط العربي ضمن فئة "أولاد في خطر"

عُقد يوم الأربعاء الماضي  لقاء قطري حول الطاولة المستديرة في مدينة الناصرة بعنوان “الطفولة المبكرة في المجتمع العربي شراكة وتحديات ” نظمته منظمة “جوينت أشاليم” قسم الطفولة المبكرة وائتلاف “مشاركة” لتطوير الطفولة المبكرة في المجتمع العربي حيث شارك فيه العشرات من المختصين الرياديين في المجتمع العربي والطفولة المبكرة عامة في البلاد بمجال تقديم الخدمات لهذه الشريحة، مفتشين من وزارة التربية والتعليم، وزارة الصحة، وزارة الرفاه الاجتماعي، ممثلين عن الجمعيات، ممثلين عن المؤسسات الأكاديمية ،ممثلين عن معاهد أبحاث والبرنامج القطري للأولاد في خطر بالبلاد.

يرمي هذا اللقاء إلى تعزيز الشركات وتنمية الحوار بغية تحديد الصعوبات والتحديات في تقديم الخدمات بمجال الطفولة المبكرة بأكثر من منظار، ومن خلال الاستماع وتشخيص الاحتياجات من الأخصائيين الذين يعملون في الحقل مباشرة بحوار مع متخذي القرارات.

من خلال هذا اللقاء تم التطرق الى بناء نظم عمل مشتركة تمحورت حول 4 دوائر أساسية تعمل على تشخيص مواطن الضعف من جهة والقوى من جهة أخرى، بالعمل في هذا المجال وطرح المعوّقات والفرص لبناء تصوّر عمل مشترك للعمل على تحسين الخدمات وتأطيرها ضمن مسار أفضل للشريحة المستهدفة.

استهل المؤتمر بكلمات ترحيبية افتتحها مركز المسح السيد عماد مفيد جبارين، حيث عرض أهداف هذا اللقاء الذي يُعد نتاج جهود عمل فردية تكاتف فيها الجميع نحو المشاركة بهذا اليوم لطرح قضايا تخص التحديات والصعوبات التي يواجهها متخذي القرارات في المؤسسات والوزارات المختلفة، حيث أكد ان هذا اليوم يُعتبر انطلاقة نحو بناء تصور عملي ومهني لجميع المشاركين الذين نعتهم بالشركاء في بناء هذا التصور.

هذا وعرضت السيدة ريتا فرّو نصر الدين رئيسة قسم الطفولة المبكرة في “جوينت اشيليم” سيرورة العمل في مجال الطفولة المبكرة مشيرة الى التغيير الإيجابي الذي حدث في السنوات الأخيرة في بناء منظومة عمل وبناء بنية تحتية تنظيمية قطرية للشراكات بين جميع الأطر والمؤسسات في مجال الطفولة المبكرة بما فيها المكاتب الحكومية، الجمعيات الخيرية والأكاديمية من اجل تفضيل الخدمات المقدمة لهذه الشريحة.

مؤكدة ان المجتمع العربي يعاني من المشاكل الكثيرة والمختلفة في هذا المجال الأمر الذي يتطلب وضع خطة استراتيجية شاملة تهدف الى بناء سلّم أفضليات وبرامج عمل مستقبلية تحت سقف جميع المؤسسات والوزارات التي تقدم خدمات لهذا الجيل .

تلاها السيد فتحي مرشود منسق ائتلاف “مشاركة ” الذي تحدث عن دور الائتلاف في رفع احتياجات الطفولة المبكرة بالمجتمع العربي على طاولة متخذي القرارات وذلك من خلال إقامة اتحاد جمعيات (اجيك، دار الطفل العربي عكا، عرعرة ومركز الطفولة في الناصرة ترعى وتقدم الخدمات لهذه الفئة في جميع أنحاء المجتمع العربي. كما وأكد أن هذا اللقاء هو بمثابة اعطاء فرصة لجميع المشتركين لطرح أفكارهم واحتياجاتهم من خلال الطاولة المستديرة.

وتخلل اللقاء محاضرة مهنية قدّمها الدكتور أرنون ليفيتان المختص في علم النفس الإنساني بعنوان ” الطفل بالمركز”، حيث أكد على أهمية توحيد جميع جهود المشاركين نحو تقديم خدمات أفضل للطفولة المبكرة في المجتمع العربي مشيرا الى ان الطفل لا يمكنه تقديم وبناء الخطط الاستراتيجية بنفسه ، الأمر الذي يلزمنا أن نضعه في مركز خدماتنا .

وقامت الدكتورة راحيل سابو من معهد “بروكديل” بطرح معطيات أبحاث أجريت في المجتمع العربي حول احتياجات وميزات الطفولة مشيرة الى وجود لا يقل عن 23% من الأطفال العرب ضمن فئة الأولاد في خطر بحيث أن الخطورة تزداد كلما كان جيلهم أقل ( 0 – 6 سنوات )،حيث يعانون من عنف عائلي ، مجتمعي ، وأن 75% معرّضون لخطر جسماني، و 55% من مشاكل صحية وتطورية 38% يواجهون صعوبة في التعليم والمهارات.

وفي أجواء هذه المعطيات، تم تقسيم الحضور الى 4 مجموعات عمل في المجالات التالية : المجتمع والبنى التحتية ، العائلية والوالدية الأولاد والأخصائيين، حيث قامت كل مجموعة بطرح القضايا والصعوبات، وذلك بمرافقة مستشار تنظيمي قاموا معيّة بتأطير القضايا ضمن معايير مهنية تتطرق الى جميع الجوانب المختلفة في مجال الخدمات المقدمة في الطفولة المبكرة بالمجتمع العربي، وطرح البدائل نحو تفضيل هذه القضايا بغية عرضها كنتاج عمل مشترك للخطط والبرامج الاستراتيجية المقدمة في الفترة القادمة.

يشار الى أنه تم طرح العديد من القضايا التي تواجه المختصين والمؤسسات في هذا المجال من خلال الاصغاء والمشاركة بين جميع المشتركين من متخذي القرار كل في مجال اختصاصه والتوصل الى قضية مشتركة الأمر الذي لم يكن لينفذ دون اقامة هذا اللقاء.

كما وعبّر العديد من المشاركين عن مدى رضاهم واكتفائهم المهني بجعل هذا اليوم انطلاقة للاستمرارية في هذا العمل وذلك من خلال إقامة مجموعات عمل مصغرة تتبنى طرح القضايا والصعوبات وإيجاد الحلول المستقبلية والمشتركة لجميع المشاركين.