نقطة ضوء(2)
تاريخ النشر: 20/06/12 | 5:55في هذه السلسلة الموسومة بـ”نقطة ضوء”؛ أحاول أن ألملم نسائج الأمل ومنابع النور في مجتمعنا العربيّ. بدأت هذه السلسلة بحلقة أولى حول مجمع القاسميّ للغة العربية؛ وبيّنت فيها أهمية الفعاليات التي يقوم بها؛ وفي هذه الحلقة أود التحدّث عن جمعية وضعت نصب عينيها دعم قضايا التربية والتعليم في الداخل الفلسطيني ومتابعتها، وساندت الطلاب الجامعيين العرب في تخطّي العقبات التي يواجهونها خلال مسيرتهم التعليميّة؛ هذه الجمعية هي جمعية “اقرأ”.
تبثّ جمعية اقرأ نشاطاتها وفعالياتها؛ في المحاضن التعليمية:المدارس ومعاهد التعليم العالي؛ في مختلف مناطق البلاد، لإبراز مكانة العلم في أعماق الطلاب العرب، وتسعى لبناء جيل متميّز ذي شخصية متوازنة متكاملة، وتوظيفها لخدمة المجتمع.
يقوم على إدارة الجمعية نخبة من الأكاديميّين العرب من مختلف مناطق البلاد؛ إذ يُشرفون على فعاليات كتل اقرأ الطلابية، وعلى معهد اقرأ للبسيخومتري ومشروع اقرأ للتوجيه الدراسي ومشروع خدمات البحث العلميّ؛ بالاضافة إلى توزيع مئات المنح سنويًا على الطلاب المستحقين والعديد من النشاطات الأخرى.
ولعلّي في هذه الحلقة أكتفي بذكر مشروع واحد من المشاريع الضخمة التي تقوم بها جمعية “اقرأ”؛ وقس عليه ما يشرح الصدر من منابع نورها الأصيل؛ هذا المشروع هو “مشاعل النور”؛ تقول الجمعية ذاتها عن هذا المشروع:
“انبثق من مشروع المنح التعليميّة والذي تتبناه جمعية اقرأ في كلّ عام والذي تطوّر ليرتقي بأهدافه الماديّة والاجتماعيّة والعلميّة التي تعود بمنافعها المتعدّدة إلى الطالب الجامعيّ؛ إذ تمنحه منحة دراسيّة تعينه عونًا ماديًا في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.
وقد وصل هذا المشروع إلى مدارسنا بمراحلها المختلفة: الابتدائية، والإعداديّة، والثانويّة في أنحاء البلاد من النقب جنوبًا إلى أقصى الشمال؛ حاملاً من عبق أثيره: الدعم الإنساني، والتربوي والماديّ لطلابنا؛ خاصة في ظلّ النقص السائد في مدارسنا العربيّة والذي يدفع ضريبته طلابنا.
إنّ مشروع “مشاعل النور” يحمل هدفًا ساميًا يعلو على الأهداف جميعها ألا وهو الصدق والأمانة، ويحمل سنابك الرقي الإيماني مع بشائر العلم المشرق ومناهل العمل الصادق؛ الأمر الذي يصبغه بصبغة التميّز الأمثل؛ ليرتقي إلى ذؤابة الفلاح وقمة النجاح، ويجعل من هذا الجيل القائد والمربي؛ يزرع فيه إشعاعات القيادة الصحيحة…وكأنّي بقول الشاعر:
إنّ القيادة حكمة وأمانة
ويُرى بها رأي الرجال سديدا
يسري نسيم الحقّ في أرجائها
ويعيد ذكرى الفاتحين نشيدا
صنع القيادة أن تُقَدِّمَ دائمـًا
في كلّ يوم للحياة مزيــــدا
صنع القيادة أن تؤثر لا بأن
تبقى بها متأثرًا رعــــــديدا
أ.محمد عدنان بركات
كتب بهذا السياق : نقطة ضوء 1