تزامن عروض مسرحية "وبعدين معكوا" مع تنفيذ سلسلة اعتداءات على معلمينا
تاريخ النشر: 20/06/12 | 6:35تزامنت عروض مسرحية “وبعدين معكوا” الأخيرة في كلية القاسمي ، شفاعمرو وكيبوتس كابري لمسرح الأفق ،مع تنفيذ سلسلة اعتداءات معيبة ومخزية وبعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ، كان ضحيتها من كرّسوا حياتهم لخدمة مجتمعهم من خلال تنشئة الأجيال القادمة ، فبدلاً من أن نكرمهم ونحتفل بهم ونرفع من شأنهم ، نقوم بالاعتداء عليهم ونكيل لهم الشتائم والاهانات . وهذا ما تطرحه المسرحية بكل جرأة وحدة ، وبعيداً عن الرتوش وعمليات التجميل ، فهي بمثابة صرخة مدوية تطلقها المسرحية ، كفى للعنف.
المسرحية تطرح الموضوع بأسلوب كوميدي ساخر من خلال برامج محطة إذاعية ،حيث يتحول جمهور المسرحية في لحظات الى جزء فعلي مشارك في أحداث المسرحية . وخلال هذه العروض تألق الممثلون في ادائهم وشعروا بالنشوة وهم في قمة حيويتهم ، فاستطاعوا أن يحولوا كل عرض مسرحي الى لقاء فني مفعم بالحيوية وأجواء الكوميدية والمتعة الفنية . فالمسرحية تعالج بأسلوب كوميدي ساخر ظواهر العنف المنتشرة في مجتمعنا ومدارسنا من خلال محطة إذاعية تقوم ببث برامجها من ذات المدرسة التي تقوم بزيارتها فرقة المسرح، ويتم اللقاء مع الطلاب والمعلمين ليصبحوا جزءاً هاماً ومشاركاً في المسرحية.
يقول عفيف شليوط (مؤلف ومخرج المسرحية وأحد أبطالها): اعتقد أن المسرحية نجحت بأن تفاجىء الجمهور والهيئات التدريسية والمراكز الجماهيرية في الوسط العربي من حيث المضمون ومستواها الفني فقد تم إعداد المسرحية بشكل يؤهلها لتعرض في كل مكان وتتيح المجال لجمهور الطلاب والمعلمين أن يتدخلوا في أحداث المسرحية ، ويعبروا عن آرائهم في موضوع انتشار ظواهر العنف وكيفية معالجتها.
وعن تزامن عروض المسرحية الأخيرة مع حدوث سلسلة اعتداءات على المعلمين في الوسط العربي ، تساءل الفنان عفيف شليوط :”كيف لم ترتعد اليد التي هوت على الهامات التي تَعلّمنا أن ننحني لها إجلالا واحتراما ، لتعلن سقوط آخر قلاع الكرامة والعزة والكبرياء ، فأمة تهين خيرة أبنائها حتماً ستتعرض للإهانة من قبل أسوأ أبنائها. يمكنك أن تتصور كل أشكال المهانة والإهانة ، أما أن ترى رمزك وقدوتك ومثالك تدوسه وتذله أقدام الجاهلين ، فهذه هي المهانة بعينها ، حينئذ يسقط الرمز والأيقونة وتسقط معه كل القيم التي آمنت بها وعشت من أجل تحقيقها ، عندها تتحجر الدمعة في مآقيك وتفقد الحياة معناها”.
أما الفنان نعمة خازم والذي يؤدي أحد الأدوار الرئيسية في المسرحية فعبّر عن سعادته للمشاركة في هذه المسرحية التي منحته مساحة للإبداع والتألق ، حيث أنه أدى دور مذيع رئيسي في المحطة الإذاعية التي تقوم بزيارة المدرسة لتطرح عليهم قضية العنف في المجتمع والمدرسة.
وأعربت ادارة مؤسسة الأفق للثقافة والفنون عن سعادتها للنجاح منقطع النظير لسلسة العروض الأخيرة لمسرحية “وبعدين معكوا” ، معلنة عزمها على تقديم دفعة جديدة أخرى لهذه المسرحية في الموسم المسرحي القادم، الانتاج المسرحي الوحيد لمسرح مؤسسة الأفق المخصص للشبيبة وطلاب المدارس الاعدادية ، ولطرحها موضوع العنف في مجتمعنا ومدارسنا، حيث تطلق مؤسسة الأفق من خلال هذه المسرحية صرخة مدوّية للحد من هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا وعاداتنا ومعتقداتنا.