إرشاد مهني ودورة في التنمية الإقتصادية
تاريخ النشر: 29/10/14 | 16:51بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد في الجامعات والكليات، نقدم لكم مجموعة قيمة من المواد والمقالات والمعطيات حول التعليم العالي ، الارشاد المهني ودوره في التنمية الاقتصادية.
إن ثمة مشكلة وظاهرة يعاني منها مجتمعنا، وهي عدم وجود تناسق بين المجالات والتخصصات التي يتم تعلمها، وبين احتياجات ومتطلبات المجتمع لينهض اقتصاديا، بعبارة أخرى أن هناك من يتعلم مجالا لا يحتاجه المجتمع، ربما بسبب كثرة المتخصصين في هذا المجال، والازدحام فيه، في مقابل أن السوق والمرافق الاقتصادية والمجتمع يحتاج إلى تخصصات ومجالات غير متوفرة، فينتج عن ذلك ضرر مزدوج، أي انتشار البطالة، وعدم الانخراط في سوق العمل، في صفوف من تعلموا وتوجهوا لدراسة تخصصات وخوض مجالات لا توفر لهم فرص عمل، إما بسبب طبيعة التخصص أو بسبب الازدحام وشدة الإقبال على هذا التخصص. وكذلك ينتج عن ذلك ضرر لسوق العمل، أو للمجتمع ككل، إذ يحتاج لمتخصصين في مجالات معينة وإلى قوى عاملة مهنية، إلا أنها غير متوفرة.
التوجيه الدراسي والمهني ودعم المبادرين ورواد الأعمال
إن التنمية الاقتصادية تحتاج إلى شريحة من المبادرين والمبدعين، وهؤلاء هم الذين يقودون الاقتصاد والتنمية في العالم اليوم، وبالتالي هم الذين يخلقون فرص عمل جديدة في سوق العمل.
والمقصود بالمبادرين ورواد الأعمال هو وجود شريحة من الشباب تتمتع بإعداد علمي واجتماعي وثقافي، وقدرات إبداع وخيال تمكنها من إدراك الواقع مهما كان وتحليله، وتخيل مشروعات عمل واستثمار وتستطيع تنفيذها عملياً، وهي بذلك تخلق فرص عمل لنفسها ولغيرها من الشباب في المجتمع.
وسائل وآليات تدعيم المبادرين ورواد الأعمال
لقد أكد التاريخ المعاصر بأن التحديث والتغير دائماً هو فعل الأفراد والمبادرين والمبدعين، ومن المؤكد بأنه ما لم يتوفر مبادرون ومبدعون في بلادنا فإن التنمية والتطوير الاقتصادي سيدور في حلقة مفرغة أو يسير في طريق مسدود.
معطيات حول الاكاديميون العرب وسوق العمل تحليل إحصائي أساسي لمعطيات تستند على «الاستطلاع الاجتماعي لعام 2009»، الصادر عن دائرة الإحصاء المركزية.
توجيه التوجيه
المورد البشري أو قل الثروة البشرية -إن كنتَ ممّن يهتمون بإيحاءات المصطلحات- هي الأساس الحقيقي للنهوض الاقتصادي بخلاف الثروات الأخرى، كالثروة الطبيعية مثلا، فالتاريخ والواقع يثبت بأن دولا لا تملك ثروات طبيعية هي دول متقدمة اقتصادية بفضل ثروتها البشرية الكفوءة، واليابان خير مثال على ذلك. في المقابل، هنالك دول غنية بثروات طبيعية إلا أنها متخلفة اقتصادية بتخلفها في استثمار ثروتها البشرية، والدول الإسلامية عموما مثال جيد على ذلك؛ وعليه لا بدّ لأي خطة تنموية كانت، أن تجعل الثروة البشرية أهم اهتماماتها.
الآثار الاقتصادية لغياب التوجيه الدراسي والمهني
مما لا شك فيه أن لموضوع التوجيه الدراسي والمهني بالغ الأهمية وعظيم الأثر على دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وأن ضعف الوعي في مجتمعنا الفلسطيني حول موضوع التوجيه الدراسي والمهني له العديد من الأضرار الاقتصادية على صعيد الفرد، وعلى صعيد المجتمع، وأننا إذا أردنا أن نسهم في تحقيق نهضة اقتصادية شاملة، فمن الأمور التي تمس الحاجة إليها هو العمل على إيجاد توجيه دراسي ومهني متخصص يسهم في الكشف عن احتياجات المجتمع واحتياجات سوق العمل
استضافت “إعمار” من خلال تقريرها الأستاذ ابراهيم خطيب، المحاضر في جامعة حيفا والباحث في مركز الدراسات المعاصرة، بالإضافة الى الأستاذ باسل إغبارية مركّز مشروع التوجيه الدراسي في جمعية اقرأ لدعم التعليم في المجتمع العربي.