مما يهدم البيوت
تاريخ النشر: 31/10/14 | 12:00إن من سعادة المرء في هذه الدنيا أن يرزق زوجة تؤانسه وتحادثه ، تكون سكنًا له ويكون سكنًا لها ، يجري بينهما من المودة والمحبة ما يؤمل كل منهما أن تكون الجنة دار الخلد والاجتماع .
وفي صلاح الزوجة والزوج قرار للنفس وسعادة للقلب وانشراح للصدر ، وفي ذلك أداء للتكاليف الشرعية والأعمال الدنيوية باستقرار وعدم تشويش للذهن . مع حسن تربية لأبناء يخدمون الدين ويقومون به .
أيتها الزوجة : اتق الله عز وجل في زوجك فإنما هو جنتك ونارك ، كما قال صلى الله عليه وسلم لإحدى نساء الصحابة رضي الله عنهم : ” أذات بعل ؟ ” قالت : نعم ، قال : ” كيف أنت له ” ، قالت : لا آلوه أي : لا أقصر في طاعته ، إلا ما عجزت عنه ، قال: ” فانظري أين أنت منه ، فإنه هو جنتك ونارك ” [رواه الترمذي] .
المرأة بطبعها هينة لينة سهلة الانقياد لكن يتسلط عليها شياطين الإنس والجن فيغيرون تلك الصفات ويفسدون صفاء القلوب ويهدمون البيوت ومن أولئك الشياطين :
أولاً : وسائل الإعلام التي ما دأبت تحرض على الإفساد بين الزوج وزوجته ، وتصور الرجل أنه ظالم مستبد فأفسدت الود وقطعت علائق المحبة .
ثم هي في الجانب الآخر تأتي بالحبيب والصديق والعشيق لتزين العلاقة المحرمة ، وتجمل حديثه وتلطف عباراته ، وتهون العلاقة بين الرجل الأجنبي والمرأة فتشعر الزوجة بنقص زوجها وعدم إشباعه لحاجاتها ، فتصبح وقد تقلب قلبها وكرهت زوجها .
ثانيًا : تهدم البيوت من جلسات الفارغات من بعض الصديقات والزميلات في حصص الفراغ ، أو الجيران في جلسات الضحى والعصر، فالحديث استهزاء بالأزواج وتحريض عليهم وتمرد على عش الزوجية .
وكل امرأة تدعي أن زوجي فعل بي وقال لي ، وأحضر لي ، حتى تكون الزوجة المسكينة أذنًا تسمع فيقع في قلبها كره زوجها البخيل وزوجها المشغول وزوجها الكسول .
ثالثًا : مما يعين على هدم البيوت : عدم القرار في المنزل . فالزوجة في الخارج ، لا يقر لها قرار .. أسواق وحفلات .. زيارات ، قائمة لا تنتهي وقد أشغلت قلبها وضيعت وقتها وفرطت في رعيتها .
رابعًا : المعاصي والذنوب شؤم على البيوت فهي تجلب الهموم والغموم وتنزع السعادة نزعًا .
قال بعض السلف : إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق امرأتي ودابتي .
وقال ابن القيم : وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله .
والمعاصي في أوساط النساء كثيرة جدًا ، منها تأخير الصلاة والغيبة والنميمة والخروج إلى الأسواق متبرجة متعطرة وغيرها كثير .
خامسًا : مما يهدم البيوت ويفرق الأسر الكبر من قبل الزوجة وبواعث الكبر والعجب كثيرة : الجاه والمال والشهادة والجمال وغيرها مع قلة عقل وقصر نظر .
سادسًا : مما يهدم البيوت استبداد الزوجة وتسلطها في ظل شخصية رجل ضعيفة متسامحة ، فيقودها ذلك إلى التعنت والقفز على قوامة الرجل فتفسد نفسها وأسرتها .
سابعًا : تهدم البيوت من عدم مراعاة حق الزوج في التزين والتجمل له ، فلربما كانت النتيجة أن يقل نصيب الزوجة من ود زوجها ، أو لربما قادته إلى طرق محرمة فتخرب الدور وتهدم الأسر .
ثامنًا : المرأة العاقلة تنزل من أكرمها وجاورها في الفراش والمنزل منزلة عظيمة ، فلا تتسخط عليه ولا تذم عشرته ، فإن مثل هذه المرأة الناكرة للمعروف المضيعة للعشرة حري أن يسلب الله عز وجل نعمتها ، وإن كان في الرجل خلة من النقص ففيه خلال من الخير كثيرة .
ولتتذكر الزوجة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” ولا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه ” [رواه النسائي] .
تاسعًا : تهدم المرأة بيتها وتبدد سعادتها إذا سلكت طريقًا وعرًا ذا شوك ، ها هي تطالب زوجها بالسفر وثانية بالقنوات الفضائية ، وما علمت المسكينة أن المعاصي والذنوب تجلب النقم وتبعد النعم ، وكم من امرأة سعيدة هانئة تحولت نعمتها إلى شقاء بسبب معصية الله سبحانه وتعالى .
عاشرًا : المرأة الذكية الفطنة تراعي أحوال الزوج ومتطلباته ، فهي تعلم موعد نومه وغذائه ، وماذا يحب وماذا يكره ، تسارع إليه حتى يسارع هو بقلبه إليها .
بقلم : محمود عبد السلام ياسين
بارك الله بك يا اخي على هذه النصائح والتوعيه فانا اوافقك بكل ما ذكرت وتطرقت اليه ، ولكن سؤالي اليك هل هذا فقط كل ما يهدم البيوت ؟ اليس للرجال نصيب في بعض الاحيان، هل كل خراب للبيوت ودمار يقع فقط على عاتق المرأه، الا يوجد رجال تقصر في رعيتها واهل بيتها كتركها البيت لساعات طويلة دون حجة مقنعه؟
اختي امنه تحية طيبه وبعد : بالنسبة للسؤال الاول لا ليست هذه الاسباب فقط من تهدم البيوت بل هناك اسباب كثيرة لا تعد ولا تحصى . اما بالنسبة للسؤال الثاني فما تقولينه صحيح 100 % ولكني احببت ان اركز على المرأة لأنها اساس هذه الحياة واساس هذا المجتمع وكما يقال المرأة نصف المجتمع وهي من تنجب النصف الاخر ( أي انها كل المجتمع ) فان كان النصف الاول فاسد فمن المؤكد ان النصف الاخر سيكون فاسد ايضًا .
مع فائق الاحترام
محمود عبد السلام ياسين