ندوة أدبيّة عن طه محمّد علي بالناصرة
تاريخ النشر: 02/11/14 | 15:24بمناسبة ثلاث سنوات على غياب الأديب والشاعر طه محمد علي (1931-2011) الذي هُجِرَ في الـ48 من صفّورية …. وأقام في الناصرة، أقيمت مساء الأربعاء الأخير في قاعة مكتبة أبو “سلمى ” ندوة أدبيّة ثقافيّة، دعت إليها بلديّة الناصرة، دائرة المراكز الجماهيريّة ومركز محمود درويش الثّقافي . حضرها جمهورٌ من المثقّفات والمثقّفين، المهتماّت والمهتمّين بالأدب وإبداعاته وعدد من الأدباءّ وبمشاركة أهل الشاعر المحتفى بإحياء ذكراه.
افتتح الّندوة الشاعر مفلح طبعوني ومما قاله :” قد أكد النقد الأدبيّ العربيّ والعالميّ بأنَّ ليس كل ما نُظم هو شعراً . وقد فصلَ النّقد أيضاً بأنَّ للنثر طاقاتٍ شعريَّةٍ هائلة خصوصًا عندما تمزجُ بصورٍ ابداعيَّة خلاقةٍ.
لقد جزم البعض بأن بحور الشعر ضيّقة على الابداع الحقيقيّ، المتحرّر من القيود التقليديّة خصوصًا بعد انحصاره في تفاعيل المتدارك ومن ثم الكامل “.
ثم قدّم الطبعوني المشارك الرئيسي في الندوة، النّاقد الدكتور رياض كامل، ومما قاله النّاقد: “إن طه محمد علي شاعر ثوري، تحدّى كل مفاهيم القصيدة الكلاسيكيّة شكلاً ومضمونًا، واختار القصيدة غير الموزونة التي لا تتقيّد بعمود الشعر، واختار أيضًا مضامين ليست تقليديّة، لأنه فنّان الفكرة، يزينها بالتّشبيهات والاستعارات والصّفات المبتكرة غير المألوفة، فيفاجئك ويدهشك. وهو صاحب رؤيا وفلسفة حياتيّة فيها من البساطة قسط ومن العمق قسط أكبر. أما في السّخرية فله فيها أسلوب خاص، إذ أنه يصرخ بهدوء بعيدًا عن الصّخب والضّجيج والخطابيّة مما يؤهله من اختراق الآخر حتى لو كان خصمًا. وهو إلى جانب ذلك، كاتب قصة مميّز، يبني الحبكة وينسج الشّخصيّات من واقع قريته صفورية، وهي برأيه الشّخصية المركزيّة في معظم كتاباته لأنها جنّته الضّائعة بحث عنها، فوجدها في طيّات قصصه وقصائده فعاش بها ومعها، فتعرفنا على ناسها، عاداتها وتقاليدها، ومأكولاتها، كما في قصّتيه الشّهيرتين “جاي يا غلمان” و”سمفونيّة الولد الحافي-ما يكون” التي يراها النّاقد كامل قصة “الشّقاء” الفلسطيني، كما هي “الشّقاء” للكاتب الرّوسي تشيخوف.
في نهاية النّدوة، تناقش بعض الحاضرين بشكل حضاري مما أضاف للندوة ثراء على ثراء.
في الختام، وزّعت عائلة المبدع الرّاحل مشكورة على الحضور أعماله الكاملة بطباعةٍ أنيقة مع الكتاب الدراسي توهّج الكلمة عن الأديب المحتفى به، كتبه د. رياض كامل، وكذلك كتاب ظواهر فولكلوريّة فلسطينيّة في شعره، لسلمى مصاروة، كما وُزّع أيضأ CD”” لمسرحية الباشق لعلاء حليحل.