"رفيف الروح" للكاتبة حنان جبيلي عابد
تاريخ النشر: 26/06/12 | 8:32لا يستطيع القارئ لمجموعة “رفيف الروح” للكاتبة والشاعرة النصراوية المبدعة حنان جبيلي عابد,الا ان يعترف أنه امام نصوص مبتكرة حديثة من حيث الشكل والمضمون، بما فيه من سلاسة ووضوح وجمالية تجعلنا نحلق عاليًا، وندخل جميع العوالم سواء الأرضية أم السماوية . طوبى لمن يستطع أن يغازل حروفه، ويحولها لخواطر ذات بعد وعمق إنساني، تلامس شفاف القلب والروح، ويصفق لها الذهن.لأنه لم يبذل مجهودًا خارقًا في فك الطلاسم، التي عادة ما يلجئ اليها الكتاب والشعراء.
أن نزف حنان جبيلي أو إعترافاتها، تؤكد لنا أنها تدخل الحداثة من أوسع أبوابها، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أنها تملك كافة مقومات اللغة والبلاغة، التي لا يمتلكها إلا العدد القليل من مبدعينا. وهنا لا بد من الاشارة إلى أن كل من الشاعرة السورية نسرين الخوري، والشاعرة اللبنانية عناية جابر، والشاعرة الفلسطينية سوزان دبيني كن من أوائل اللواتي أبدعن بهذا اللون ألادبي، وطورن النص بصورة مدهشة، وسكبنًّ جمالا مقدسَا لم نعهده إلا حديثَا.
في خاطرة “لا أحب الكسور” الواقعة في صفحة 30 تقول حنان جبيلي:
“أرادني جزء
أنا لا أُحب الكسور
ولا الأرباع
إن أردتني هكذا
فلك أنا ..”
هنا نلمس عزة النفس وجمال الروح عند حنان، إذ تؤكد دون لف أو دوران، أن الحب الحقيقي يرفض القيود والشروط، وهو غير محدد أو محدود، إذ تؤكد لحبيبها- أي زوجها- “إن أحببتني فتحبني بكل كلي، وإن لا فحبك يكون منقوصَا”..
وفي خاطرة “فوضى الواقعة” صفحة 43 تقول حنان :
ل”ا بُدّ أن اعود الى رحم امي من جديد لأحمل داخلي الضوضاء والفوضى.”
نلمس هنا مدى إشتياق حنان لحياة جديدة متدفقة صاخبة وهذا حلم كل شاعرة عربية .
وأخيرا نقول للمبدعة و للشاعرة حنان جبيلي عابد أنها تفوق تنويع وتلوين خواطرها، ونتمنى لها المزيد من الإبداع والتحليق في فضاء الحداثة والإبداع.
وأعترف أني تعمدت أن لا انشر سوى خاطرتين من مجموعة “رفيف الروح” الذي يحتوي على 103 خاطرة. لأني مع تشجيع إقتناء كتب مبدعينا، ودعوتهم لندوات، ففي البدء كانت الكلمة.
الكاتبة حنان جبيلي