قصيدتي في حفل تأبين الشاعر فتحي العنزاوي في جنين
تاريخ النشر: 05/11/14 | 11:34تقصّرُ عن معانيك المَعاني = وتَخجَلُ مِن مَثانيك المثاني
أليفَ الحرفِ قدسيَّ النّوايا = تُعَمَّدُ في مغانيكَ المَغاني
رسمتَ بفنِّكَ الرّاقي جِنانا = فطِب يا صاحِ عيشًا في الجِنان
وعشتَ تُعلِّمُ الناسَ التّعالي = عنِ الأرزاءِ والخُلُقِ الجَبانِ
فطِب يا شاعِري للمجدِ جارًا = وقد أورَثتَ للنّشءِ الأماني
رأيتُكَ إذ رأيتُ النّورَ يسري = لينهَلَ من وَقارِكَ عُنفُواني
فما عانيتَ إذ جاهّدتَ صبرًا = عدُوُّكَ والمخالِفُ مَن يُعاني
وهبتَ الفنَّ حرفًا ثمّ لونًا = فخلّدتَ الخرائِدَ للزّمانِ
كما دُنياكَ كانت في شُموخٍ = كذا أخراكَ للنّعمى تَدانِ
نصيبُك أن تكونَ رفيقَ فَن = وَعِلمٍ خيرُهُ ما عشتَ جانِ
نثَرتَ المكرماتِ جنى فؤادٍ = تسربَلَ للعلا ثوبَ التّفاني
وعشتَ تبُثُّ دنيانا سماحًا = كفاني من مزاياكم كفاني
أبٌ ومعلّمٌ وجّهتَ جيلاً = بقلبٍ روحُهُ دفءُ الحَنانِ
بشعرِكَ كم صَدَحتَ بنا أصيلا = تعملَقَ في معاريج البَيانِ
وحظّكَ من خيالٍ من جَمالٍ = لراقي الفَنِّ طابَ بلا توانِ
عذيرُكَ يا أخا الأمجادِ أنّي = وسَمتُ متاعَ دنيانا بفانِ
ألا ما كانَ للأرواحِ زادًا = كفنّكَ والمكارِمِ يخلدانِ
أعزّي النَّفسَ صاحِبُ أنّ فينا = شموخَكَ والمآثِرَ يشهدانِ
بأنّا لم نزَل نحياكَ روحًا = تمِدُّ كياننا نبضَ الكَيانِ
تعلّمُنا بأنّ الحرَّ يسمو = وتأبى روحُهُ قُربَ الهَوانِ
وأنّ الدّهرَ دائرَةٌ تُوافي = جهودَ المخلصينَ بكُلِّ آنِ
كفاحًا واجتهادًا وانتِصابًا = بوجهِ العادياتِ وكلِّ جانِ
كذا يا دهرُ أقسمنا سنحيا = بروح العزمِ نطرُقُ كلَّ شانِ
شقاني أن ترجّلَ صنوُ مجدٍ = تقدّمَ والسّنا يتعاضدان
عزائي أنّ فَنّكَ والمغاني = على الأيامِ فينا باقيان
فنم يا صاحِ في روضِ المعالي = فمثلكَ والعلا يتصاحَبانِ
……………. صالح أحمد (كناعنه) ……………