الطيبي يحاضر أمام طلاب ثانوية هريئالي بحيفا
تاريخ النشر: 06/11/14 | 6:31قدم النائب أحمد الطيبي، رئيس كتلة الموحدة والعربية للتغيير، محاضرة أمام طلاب ثانوية ” هريئالي ” في حيفا، حيث حضر مئات طلاب صفوف الثواني عشر، تلي ذلك حوار مفتوح وطرح أسئلة ونقاشات حادة. والتقى في البداية طاقم إدارة المدرسة ولجنة الطلاب واطلع على نشاطات المدرسة ووجود بعض الطلاب والمعلمين العرب فيها.
وتطرق في مستهل حديثة الى معارضة ما يقارب ثلث الطلاب لدعوة نائب عربي للقاء الطلاب فقال : احد أسباب استمرار الصراع هو انعدام الإصغاء وشبه قطيعة كاملة بين الطرفين. 20% من المواطنين هم عرب لا يحظون بالمساواة في أي واحد من مجالات الحياة. دولة إسرائيل تعرف نفسها أنها دولة يهودية وديمقراطية وهذا فيه تناقض لأن الديمقراطية لا تنسجم مع منح أفضليات لفئات على خلفية عرقية اثنية، التعريف اليهودي يمنح اوتوماتيكياً أفضلية لليهود على غيرهم ، بينما المساواة يجب ان تكون بناء على المواطنة وليس بناء على القومية.
كما تطرق الى استيعاب العرب في القطاع العام والذين تبلغ نسبتهم نحو 8% مع العلم بأنه يوجد أكاديميون عرب في مختلف التخصصات.
عندئذ علق أحد الطلاب اليهود قائلاً : يوجد ” الكثير ! ” من الأطباء العرب في مستشفى الكرمل ( بصيغة ان عددهم أكثر من اللازم )
فرد عليه الطيبي قائلاً : أسلوب كلامك هذا يعكس عنصرية وجهل بمفاهيم الديمقراطية. لا يوجد تمييز مصحح للعرب في مجال الطب ، الأطباء العرب هم الأفضل ويستوعبونهم في المستشفيات ليس لأنهم ” عرب ” وإنما بالرغم من كونهم ” عرب “. كما يوجد محاضرون عرب في الجامعات ليس لأنهم عرب وإنما بالرغم من أنهم عرب.
وتابع الطيبي قائلاً : يجب وضع مرآة أمام الوجه القبيح للعنصرية في المجتمع الإسرائيلي، توجد فجوة 30 عاماً بين البلدات العربية واليهودية. لا يوجد شخص في العالم يقبل بألا يكون متساوياً، وسأستمر في نضالي للحصول على المساواة الكاملة.
وعندما استعرض د. الطيبي بعض الأحداث المتعلقة بالمواطنين العرب، ومنها استشهاد 13 مواطناُ في احداث هبة الأقصى، ثم مجزرة كفر قاسم وأن الجيش أطلق النار وقتل أطفالاً ونساء وشيوخاً كلهم أبرياء، قام أحد الطلاب وقال : أكيد يوجد سبب لماذا اطلقوا النار عليهم، وأكيد العرب الذين قُتلوا كانوا يريدون مهاجمة جنودنا ”
فرد عليه الطيبي : أنت بلا إحساس ؟ هؤلاء نساء وأطفال ذُبحوا ! أنتم تطالبون بالتعاطف مع ضحاياكم وتقولون هذا الكلام. اخجلوا ! كل اعتداء على اليهود في أي بقعة في العالم تسمونه ” لاسامية ” بينما كل اعتداء ضد العرب تحاولون إيجاد تفسير وتبرير له. انظروا الى قباحة قرار بلدية القدس التي تفرض على عائلة الشهيد أبو خضير بأن يزيل صورة ابنه من واجهة البيت بحجة أنه يثير الناس وفرضوا عليه غرامة مالية. يريدون مصادرة حق العائلة في التعبير عن ألمها على فقدان ابنها. هل يمكن ان يفرضوا شيئا شبيهاً على عائلة يهودية؟
وفي رد على سؤال حول أقوال الطيبي بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب أجاب : جيش يطلق صاروخاً على بيت فيه أطفال ونساء نعم هذه جريمة حرب.
وعن تعريف العرب في إسرائيل لأنفسهم بأنهم فلسطينيون أجاب الطيبي : نعم ، قوميتنا فلسطينية، نحن هنا جيلاً وراء جيل، نحن سكان الأرض الأصليون.
ثم وقف احد الطلاب الذين يدرسون في المدرسة، وهو شاب درزي من دالية الكرمل ، وقال : نحن الدروز نخدم في الجيش، ومعروف ان النائب احمد الطيبي يعارض الخدمة العسكرية، وانا أسمعه يدافع عنا باستمرار لأننا لا نحظى بالمساواة في الحقوق ، انظروا الى الفرق بين قريتي وبين أي بلدة يهودية مجاورة. انا أشكرك على ذلك وأقدر مواقفك .
فرد الطيبي : ذريعة الخدمة العسكرية من أجل الحصول على المساواة هي حجة كاذبة، واصدق مثال على ذلك وضع الدروز الذين لديهم مقابر عسكرية وليس لديهم مناطق صناعية في بلداتهم.
ثم شرح الطيبي جوانب أخرى من انعدام المساواة في توزيع الأراضي، البناء، البنية التحتية، خدمات صحية، مستشفى حكومي، جامعة عربية ، صعوبات امتحان البسيخومتري .. فصاح أحد الطلاب : ما دام الوضع سيئاً وعنصرياً لهذه الدرجة.. لماذا تبقى هنا إذن؟
فرد الطيبي بغضب : لأننا ملح هذه الأرض وأصحابها، ولا أحد يستطيع طردنا من هنا. نحن لا نترك وطننا ، ليس بسبب سعر علبة مُحلى الميلكي – كما يفعل اليهود الذين يختارون العيش في برلين. نحن هنا باقون حتى عندما يقمعوننا بسبب اللبنة. لم نهاجر الى هنا ولم نأتي على ظهر سفينة او طائرة …. مفهوم ؟
وعندما خرج الطيبي في المحاضرة اتضح ان عدداً من الطلاب رسموا على سيارته نجمة داود وكلمة ” أي دي إف ” أي الجيش الإسرائيلي. ثم قرروا تقديم شكوى للكنيست ضد الطيبي على أنه أهانهم في محاضرته.