يافا: الشراكة العربية اليهودية ممكنة لكنها مليئة بالعقبات والشروط
تاريخ النشر: 05/11/14 | 23:16تنوعت الآراء واختلفت الطروحات المشاركة في النقاش الذي أقامه التجمع الوطني الديمقراطي- فرع يافا أمس الأحد في مسرح السرايا العربي في يافا. وكان النقاش- وهو الثالث من نوعه في غضون شهورٍ قليلة- قد خاض في موضوع احتمالات، أسس وتحديات الشراكة العربية اليهودية في النّضال.
افتتحت النقاش الناشطة الشابّة سيلان دلال والتي عرّفت نفسها على أنّها: ” ناشطة مع التجمع” موضحةً أن هذا اللقاء يعد الثالث من سلسلة لقاءات ينظمها التجمّع في إطار مشروع صفحته في اللغة العبرية على الفيسبوك “بمات بلد” حيث خاض أولها في حدود حريّة التعبير فيما يسمّى “الديمقراطية الإسرائيلية” بمشاركة النائبة حنين زعبي والمحامية سمادار بن ناتان، وثانيها خاض بإمكانية انطلاق انتفاضة ثالثة بمشاركة النائب د. جمال زحالقة، د. عنات مطر والسيد سامي أبو شحادة. أما المتحدثين في النقاش الثالث فكانوا كل من السيدة عدي معوز- ناشطة سياسية ومربية، مديرة سابقة شريكة لمؤسسة صداقة- رعوت. د.خيراردو ليفنر- أحد مؤسسي حركة ترابط، د.ثابت أبو راس : مدير شريك لصندوق إبراهيم، ود.باسل غطاس النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي.
د. باسل غطاس: على أي شراكة في النضال بين العرب واليهود أن تكون مؤسسة على الاعتراف بالغبن التاريخي الذي حصل بحق الفلسطينيين.
أوضح النائب عن التجمّع الوطني الديمقراطي د. باسل غطّاس في مشاركته أن الشراكة في النضال بين العرب واليهود كما يراها ليست أمراً مفهوماً ضمناً إذ لا يمكن الحديث عن شراكة حقيقية لأنها مشروطة بقيمة المساواة وهي معدومة بين العرب واليهود.
بحسب غطاس يمكن الحديث عن مشاركة أو تعاون لا عن شراكة، والتعاون الوحيد الممكن بين العرب واليهود هو الذي ينمو من كلا النماذج الفكرية ويخلق توجهاً جديد. يشترط غطاس في مشاركته أن تكون أي شراكة مؤسسة على الاعتراف بالغبن التاريخي الذي حصل بحق الفلسطينيين من تهجير واقتلاع وتدمير، بحسبه فإن المرحلة التي تلي هذا الاعتراف هي العمل على إصلاح الغبن والظلم المستمر إلى يومنا هذا بحق العرب الفلسطينيين. غطّاس يوضّح كذلك أنه لا بدّ أن تعترف هذه الشراكة بأن وجود اليهود على أرض فلسطين هو جزء من الغبن التاريخي الذي قام بحق الفلسطينيين.
كما أضاف د.غطاس أن الحل الوحيد على المدى البعيد من وجهة نظره لا يمكن أن يكون إلا في إطار حلّ الدولة الديمقراطية الواحدة دولةً لجميع مواطنيها فيها الحق في تقرير المصير لليهود وللفلسطينيين بما يشمل هذا الحق من حقوقٍ مشتقةً عنه.
د. خيراردو ليفنر: لا يمكن الحديث عن شراكة في كل شيء إنما فقط في إطار النضال ومن خلاله فقط.
أما د.ليفنر فقد وضّح في مشاركته أن الشراكة في النضال بين العرب واليهود مهمة جداً وأن هناك دور مركزي وأساسي لها لكنّ شكل هذه الشراكة ووجودها يجب أن يكون نابعاً من قرار الفلسطيني أولاً لأنه هو القابع تحت القمع.
وأوضح ليفنر أنه لا يمكن الحديث عن شراكة في كل شيء إنما فقط في إطار النضال ومن خلاله فقط. بحسبه فإن هذا النضال عليه أن يتركز في الصراع ضد الكولونيالية ولا أهمية به للخطوط والحدود الفاصلة بين الضفة غزة والداخل. بحسب ليفنر فإن الجهاز الكولونيالي واحد في كل بقاع البلاد وهو يقوم باضطهاد مجموعات عدّة منها الفلسطينيين ولكن هنالك مجموعات أخرى تقع تحت القمع.
بحسب ليفنر فإن شكل الحل النهائي للصراع ليس مهما لأنه لا يقع تحت سيطرة الشعوب أنفسها إنما هو قابع لإملاءات الدول الكبرى في أغلب الأحيان. ليفنر يعتقد أن المطلوب فعله الآن هو الاستمرار في إنشاء شراكات جديدة ضد الكولونيالية.
د. ثابت ابو راس: تعالوا لا نتحدث في هذا الوقت عن الغبن التاريخي بل عن ربط البدو في المياه والكهرباء.
أما د. ثابت أبو راس فادَعى أن العرب واليهود في هذه الأرض هم ضحايا السرد التاريخي الذي يتمسكون به “هولوكوست مقابل نكبة” كما يعرّفه. بحسب أبو راس فإن هذا التمسك بالتاريخ يمنع اليسار ككل من أن يفكر في كيفية “غزو قلوب العرب واليهود سويةً”.
إن ما انتبه إليه اليمين كما يقول أبو راس هو أن العرب أصبحوا قوة سياسية لا يمكن تجاهلها ولذلك فهم يعملون على إلغاءها وهذه هي الأسباب من وراء القوانين العنصرية والتحريض. ولام أبو راس اليهود والعرب على فشلهم في إنشاء شراكة حقيقة وحزب واحد يقيم شراكة عربية يهودية ناجحة حتى اليوم.
يعتقد أبو راس أن النضال يجب أن يتوجه نحو الحقوق المدنية للعرب في “إسرائيل”وعلى رأسها المساواة وكذلك التمسك بحل الدولتين. بحسب أبو راس فإنه من الخطأ الدخول إلى دوامة حلول القضية بين دولة واحدة أو دولتين.
يلخّص أبو راس رؤيته بأنه على العرب واليهود أن يقللوا من تعاملهم مع الماضي اليهودي والفلسطيني وأن ينظروا نحو المستقبل، يقول: “تعالوا لا نتحدث في هذا الوقت عن الغبن التاريخي بل عن ربط البدو في المياه والكهرباء”.
السيدة عدي معوز: أومن بالشراكة في النضال بين العرب واليهود لا بمجرد التعاون.
تقول السيدة عدي معوز بعد أن قرأت أمام جمهور الحضور مقطع من قصة المجنون لجبران خليل جبران أنها تؤمن بالشراكة في النضال بين العرب واليهود وليس بمجرد التعاون. وتعتقد معوز أن هذه الشراكة تلزم اليهود بنوع من الاعتراف بالغبن التاريخي الذي حصل في البلاد.
وتعدد معوز شروطاً للشراكة في النضال بين العرب واليهود أولها أن يتاح لكل مجموعة الحفاظ على هويتها وأن تكون مخلصةً لبعضها في وقفتها النضالية الواحدة، ذلك بالإضافة إلى أهمية إنشاء حوار سياسي مشترك ومستمر بين المجموعتين العربية واليهودية، بحسب معوز فإن هناك أسئلة يجب أن تطرح بشكل مستمر خصوصاً حول أهمية الشراكة نفسها، وإن شرطاً آخر بحسب معوز هو أن من يقود النضال يجب أن يكون المتضرر بنفسه. كما تعتقد معوز أن الشراكة يجب أن تعطي مساحة لكل مجموعة لتمكنها من العمل المنفصل خارج هذه الشراكة على أن تحافظ كل المجموعات على المبادئ العامة والمشتركة.
واختتم النقاش بأسئلة من الحضور الذين شاركوا بالعشرات في الأمسية حيث شهدت القاعة الخارجية لمسرح السرايا العربي حضوراَ كبيراً من قبل الجمهور، وأعلمت الناشطة سيلان دلال التي أدارت النقاش الحضور عن التحضيرات لنقاش آخر في ذكرى قرار التقسيم حول تقسيم فلسطين وحل الدولة أو الدولتين.
تقرير: محمود أبو عريشة