هل “إنتفاضة القدس” ستشعل إنتفاضة ثالثة ..؟
تاريخ النشر: 06/11/14 | 14:37قال المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس” العبرية “عاموس هرئيل”: “إن الاشتباكات التي تدور في القدس منذ عدة شهور، وما نجمع عنها من أعمال “عنف” كان آخرها عملية الدهس التي وقعت يوم أمس، يمكن اعتبارها انتفاضة محلية ستؤدي إلى إشعال فتيل انتفاضة شاملة في مختلف المناطق الفلسطينية”.
وتحت عنواني “المعركة على القدس” و”المعركة على السيادة”، كتب المحلل أليكس فيشمان، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الصادرة صباح اليوم الخميس، أنه مهما أطلقت من أسماء على ما يحصل من القدس، انتفاضة أو هبة شعبية، فإن الحقيقة هي أن ما يحصل هو معركة قاسية على السيادة على القدس.
وبحسبه فإن كافة الفصائل الفلسطينية شكلت جبهة تهدف إلى التخلص من الحكم الإسرائيلي، في حين أن إسرائيل تستطيع أن “تثبت أن العنف غير مجد بإحدى طريقتين؛ إما العودة إلى المفاوضات السياسية أو تفعيل المزيد من القوة العسكرية وحشد المزيد من قوات الشرطة”.
وكتب أن حركة حماس معنية بالمواجهات في القدس لتحسين مكانتها وإزالة حالة الشلل على طول حدود قطاع غزة، بينما ترى السلطة الفلسطينية “العنف” في القدس على أنه أداة سياسية مركزية في الانتفاضة الدبلوماسية التي تقودها ضد إسرائيل في الساحة الدولية.
وكتب أن صور المواجهات في القدس التي تشد الاهتمام العالمي هي “صور كلاسيكية للاحتلال”، باعتبار أن الرئيس الفلسطيني يسعى إلى عرض فلسطين في صورة “دولة تحت الاحتلال” وليس كسلطة أو كيان.
ويضيف أنه “عندما تشتعل القدس فإن أبو مازن يوضح لإسرائيل أن الأخيرة غير قادرة على السيطرة الفلسطينيين في المواقع التي لا تخضع للسلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن إسرائيل تتورط في “أحداث العنف”، وأنه في اللحظة التي يتوقف فيها التنسيق الأمني فإن إسرائيل ستتورط في داخل الضفة الغربية أيضا.
وبحسبه فإنه عندما أعلن أبو مازن قبل عدة أسابيع أنه ينوي خفض العلاقات مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، و”تسليم نتانياهو المفاتيح”، فإنه لم يقصد تفكيك السلطة الفلسطينية، وإنما أن “السلطة ستتوقف عن كونها أداة بيد نتانياهو للسيطرة على السكان في الضفة الغربية”.
ويدعي الكاتب أن هناك في إسرائيل من تصرف بغباء سياسي، وقرر إغلاق الحرم المقدسي، الأمر الذي لعب لصالح أبو مازن، حيث أنه “سيثير الخلافات مع الأردن، ويغضب العرب في الداخل الفلسطيني، ويشعل العالم الإسلامي”.
ويشير في هذا السياق إلى قرار الأردن استدعاء سفيرها في إسرائيل، رغم أن نتانياهو تعهد للملك الأردني عبد الله الثاني بتهدئة الأوضاع في القدس. ولكن بعد ساعات من هذا التعهد بادر أعضاء في الائتلاف الحكومي إلى إطلاق تصريحات استفزازية بشأن كسر الوضع الراهن في الحرم المقدسي والتوجه إلى الحرم بشكل تظاهري، الأمر الذي أدى إلى إغلاقه.
ويخلص الكاتب إلى نتيجة أن تهدئة الوضع في القدس يجب على إسرائيل أن تعمل على جعل السلطة الفلسطينية تدرك أن “العنف في القدس لن يكون في صالحها”، وأنه يمكن تحقيق ذلك بإحدى طريقتين، إما العودة إلى المفاوضات، وهو أمر مستبعد في الظروف السياسية الحالية. أما الطريقة الثانية فهي تفعيل المزيد من القوة، وهو أمر تتقنه إسرائيل جيدا، بحسبه، ويعني نشر المزيد من الحواجز في القدس، ووقف التنقل بين إسرائيل والضفة الغربية، وشن حملات اعتقالات وتفتيش، وقرارات تمس بالاقتصاد الفلسطيني، وفرض الإغلاق على مناطق معينة، ونشر المزيد من قوات الاحتلال وعناصر الشرطة والشاباك.