مقالة لكاتب إسرائيلي يدعم موقف الطيبي الرافض تسمية مركز فضاء الطيبة على اسم إيلان رامون
تاريخ النشر: 27/06/12 | 8:31نشر موقع هآرتس الالكتروني مقالة للكاتب الإسرائيلي التقدمي روني شوكن بعنوان ” رؤية إيلان رامون بعيون فلسطينية ” حول رفض النائب احمد الطيبي، القائمة الموحدة والعربية للتغيير، تسمية مركز الفضاء الذي أقيم مؤخراً في مدينة الطيبة على اسم الطيار الحربي إيلان رامون والذي شارك في العمليات الجوية التي قصفت مخيمات لاجئين فلسطينيين في جنوب لبنان.
ويقول شوكن في مقاله : نجح عضو الكنيست احمد الطيبي هذه المرة في ان يُغضب “اليسار” ايضا. فقد تجرأ الطيبي على التوجه الى وزير العلوم دانيئيل هرشكوفيتس مطالباً إياه بعدم تسمية مركز الفضاء في الطيبة على اسم رجل الفضاء ورجل سلاح الجو الاسرائيلي ايلان رامون الذي قتل في حادثة المكوك الفضائي كولومبيا عام 2003. ولقد فعل الطيبي ذلك برسائل داخلية بدون هدف النشر. الطيبي الذي ألقى خطابا في ذكرى المحرقة واعتبره رئيس الكنيست روبي ريفلين افضل خطاب برلماني، هو أكثر قائد عربي يجيد العبرية ويعرف اليهود، يعرف بالضبط من هو ايلان رامون بالنسبة لليهود كشخص وكرمز، الطيار الذي شارك في قصف المفاعل النووي في العراق واول رائد فضاء اسرائيلي، وأي قسم من سيرته الذاتية لا يدركه الجمهور : مشاركته كطيار سلاح الجو في حرب لبنان الأولى. الطيبي يطرح تحدياً للإجماع الصهيوني.
ويضيف شوكن في مقاله : الطيبي كتب لهرشكوفيتس بسرية لكي لا يفرض على الجمهور اليهودي تحدياً للحساسية بشأن رامون. ولكن هرشكوفيتس منشغل حاليا بأمور اهم من سيرة رامون : تنافسه امام زفولون اورليف ونفتالي بينت على رئاسة حزب ” البيت اليهودي “. وبما ان احدى الاستراتيجيات السائدة لدى اعضاء الحكومة الحالية هي حصد النقاط السياسية بواسطة التعرض للأقليات والمجتمعات الضعيفة الأخرى، فإن توجه الطيبي نُشر للجمهور.
ويتابع شوكن في تحليله لموقف د. الطيبي: قُتل في حرب لبنان آلاف المواطنين اللبنانيين والفلسطينين، بما في ذلك نتيجة قصف صواريخ من قبل سلاح الجو الاسرائيلي.
ويقتبس شوكن ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش في كتابه ” ذاكرة للنسيان ” : تصاعدت هستيريا الطائرات . لقد جُنّت السماء. جُنّت تماماً. يُنذر هذا الفجر بأن هذا اليوم هو آخر أيام الخليقة. فأين يضربون؟ أين لا يضربون ؟
وعلى هذه الخلفية لا يمكن ان نُبطل ادعاء الطيبي أن تسمية مركز الفضاء باسم طيار شارك مشاركة فعالة في حرب لبنان قد “تمس بمشاعر سكان المكان والوسط العربي بعامته “.
يمكن ان نعارض توجه الطيبي. فأولا، والشيء الأساسي أنه ليس واضحا ماذا كان نصيب رامون نفسه في الحرب وبأي هجمات شارك وبأيها لم يشارك. ويعلو سؤال ما هو السمين وما هو الغث – أحقيقة افتتاح المركز في الطيبة أم تسمية المركز باسم رامون (يحسن ان نعلم في هذا السياق ان الحديث عن “مركز” في داخل مبنى قائم بكلفة منخفضة تبلغ بضع مئات من آلاف الشواقل فقط – وليست هي بالضبط نشرا ونقلا لمركز فضاء كندي الى الطيبة – ستتحمل جزءا كبيرا منها البلدية). لكن هذا النقاش لا يطرح سؤال : لماذا الإصرار على ان يُفرض الاجماع الاسرائيلي اليهودي على الجمهور العربي مع التجاهل الظاهر المتعالي للمعاني الرمزية المختلفة التي ينسبها اليهود والعرب لنفس الحوادث والناس..
ان زعامة الطيبي وسببها خاصة أنه يعرف الجمهور اليهودي جيدا لا يجب ان تُمتحن فقط بقدرته على الاشارة الى فجوات بين الرواية اليهودية والرواية الفلسطينية، وان يعمل على ألا تُمحى الثانية. بل عليه ايضا ان يعثر على مباديء وأشخاص يمكن ان تنشأ حولهم قضية إسرائيلية مشتركة. لكن التحدي المهم هو هو امام الجمهور اليهودي ، فهذا الجمهورعليه ان يسعى ليعرف أكثر تاريخ الأقلية العربية وحضارتها. ولا يقل عن ذلك أهمية ، لا ينبغي عليه ان يهب في كل مرة يتحدى فيها اشخاص مثل الطيبي روايته المجمع عليها..