“قلائِدُ على السُّطُور” بقلم عبد الحي اغباريه
تاريخ النشر: 06/11/14 | 17:03نَحَونَا سَبِيلَ النَّحوِ واللهُ شاهِدُ.. وَصَرَّفَنَا فِي الصَّرفِ جَدٌّ وَوالِدُ
وَقَادَ خُطَانَا مَنهَجٌ مُتكَامِلٌ.. علَى وَضعِهِ ظَلَّ الخَلِيلُ يُكَابِدُ
وَسَهَّلَ سِيبَاوَيهِ وَعرَ دُرُوبِهِ.. وَذَلَّلَـهُ الفَرَّاءُ وَهوَ يُجَاهِدُ
فأصبَحَ فِي يُسرٍ مِنَ الأمرِ فَهمُهُ.. فَلا هُوَ ذُو عُسرٍ وَلَا هُوَ جَامِدُ
وَصَارَ فَرِيدًا فِي الُّلغَاتِ كَلَامُنَا.. يُؤَيِّدُنَا قَاضٍ عَلَيهِ وَشَاهِدُ
وَيَشكُرُنَا فِيهِ صَدِيقٌ مُنَاصِرٌ.. وَيُنكِرُهُ فِينَا عَذُولٌ وَحَاسِدُ
إذَا غَاضَ مَاءُ الأرضِ تَحتَ أدِيمِهَا.. تَفَجَّرُ مِن بَينِ المُتُونِ الرَّوَافِدُ
فَنَنهَلُ مِنهَا مَا يُرَوِّي عِطَاشَنَا.. وَقَد نَضَبَت عِندَ الشُّعُوبِ المَوَارِدُ
مَلَكنَا زِمَامَ القَولِ حِينَ تَلَاحَمَت.. حُرُوفٌ تُؤاخِي بَعضَهَا وَتُسَانِدُ
وَحِينَ عَلَى مَتنِ السُّطُورِ تَنَاثَرَت.. سَلَاسِلُ لَفظٍ تَدَّنِي وَتُحَايِدُ
وَحِينَ كَأنَّ الصَّائِتَاتِ تَعَلَّقَت.. علَى جانِبَيهَا فِي الجَمَالِ قَلائِدُ
وَرِثنَا فُنُونَ النَّحوِ عَن مُتَفَقِّهٍ.. تُمَدُّ لَهُ بَينَ الشُّيُوخِ وَسَائِدُ
وَعَلَّمَنَا أنَّ الأصَالَةَ مُهرَةٌ .. يُرَوِّضُهَا شِبلٌ هُنَاكَ وَقَائِدُ
فَلَا يَلجِمُ الأفراسَ إلَّا لِجَامُهَا.. وَلا يَضبِطُ الألفَاظَ إلَّا القَوَاعِدُ
شعر: عبد الحي اغباريه – جت المثلث
__________________________________________
الخليل بن احمد الفراهيدي احد ائمّة اللغة واستاذ سيبويه .
سيبويه هو إمام النُّحاة وأول من بَسَّطَ علمَ النَّحو.
الفرّاء احد علماء النحو في الكوفه لُقِّبَ بالفَرَّاء لأنَّه كان يَفرِي الكلام أي يُصلِحُهُ .
غاضَ الماء أي قَلَّ وَذَهَبَ في الأرض.
تَفَجَّرُ : أي تتفجَّرُ.
متن اللغة : أصولُهَا ومفرداتُها وألفاظُهَا.
الصَّائِتَات أو الصَوائِت وهي الحَركات وعلامات الإعراب .