خلق الرحمة..
تاريخ النشر: 15/01/11 | 0:29بقلم عاشقة الرسول – ام محمد
هذا الرسول يا محب .. يا من تدمع عينك كلما ذكر …وهذا الرسول يتألق في أسمى الأخلاق وأحلاها ..يطل علينا اليوم بخلق جديد …لكنه قد فارقنا منذ زمن ..انه خلق الرحمة …
ولعلني سأكون قاسية اليوم لحزن وغصة في قلبي لما يحدث هذه الأيام ..حيث انتزعت من بيننا الرحمة فأصبحنا كالذئاب ينهش بعضنا بعضا …بالله عليكم ..كيف تنام أعينكم يا من بحوزتكم السلاح ترفعونه على أبناء جلدتكم …بربكم كيف تهدا نفوسكم يا من تخونون قضيتكم ..امن الأجل المال رخصتم أنفسكم ..امن اجل الرفعة والمكانة بعتم قضيتكم وأصبحت دماء المسلمين عندكم رخيصة ..وأي عزة وأي مكانة تلك التي تنشدونها بغير الله …بالله عليكم كيف طابت أنفسكم وانتم تروعون الأطفال والنساء والشيوخ بأصوات سلاحكم الغدار الذي يوما ما كما وجهتموه على أبناء بلدكم ووطنكم سوف تتحول فوهته إليكم لتصيبكم تلك الرصاصة التي يوما ما كانت سلاحكم أمام الغير ..
أين الرحمة في قلوبكم للأطفال ,للنساء ,للشيوخ ..الم تجربوا معنى الأبوة او الأخوة ..الم يتحرك بكم وازع المحبة اتجاه أبناء دينكم ..
لم ؟؟؟بالله عليكم أجيبوني …ما الذي جعلك تحمل السلاح وتوجهه على ابن بلدتك تفرغ فيه رصاصات الغدر من بين يديك ؟؟؟ما الداعي لكل هذا الحقد والحسد والضغينة ؟؟ ان كنت تريد مني شيئا تعال وحاورني …إن كان في نفسك أمر توجه الي وواجهني به لماذا تأتي كخفافيش الليل تريد لنفسك الانتقام ولم كل هذا ؟؟؟..أما علمت ؟أو سمعت عن أناس كانوا يعدون السلاح لغيرهم فانفلتت رصاصات هذا السلاح بهم او بأهلهم وأحبائهم ؟؟ كم ضحية راحت لأتفه الأسباب ؟؟كم طفل تيتم ؟حرم من كلمة بابا لأسخف الأمور وربما كان ضحية ليس له ولا عليه ؟؟؟أما يكفينا يا إخوتي يا من تتاجرون بالسلاح او تتعاملون معه او المخدرات او أي آفة تلوثون بها مجتمعكم أما يكفينا أعداءنا الحقيقيون وهل ينقص أعداء للمسلمين في العالم حتى تضيفوا على القائمة ؟؟أخي ..ابن بلدتي الحبيبة …وابن ديني العظيم ..اما علمت أخي أن الأيام دول ..يوم لك ويوم عليك…اما علمت انه كما تدين تدان ..وان الديان لا يموت …أخي أرجوك قبل ان تصوب سلاحك الغادر علي ..اسمعني ..بل أصغ إلي ..فاني والله لا أكن لك إلا المحبة والتسامح والدعاء بالخير لك ولجميع اهل بلدتي الطيبة …وقبل ان تحمل ذلك السلاح البغيض ,تشتريه ,او تتاجر به ..تذكر أخي انك كنت هدفا لعدوك بشرائك هذا السلاح ..فشراؤك هذا السلاح هو تحقيقا لهدف عدوك بك ..أما علمت أخي ان نصرنا وانتصارنا لا يتحقق الا بنصرة نبينا ونصرة نبينا لا تتحقق الا بالاستنان بسنته والاقتداء به عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..لذا اخي فاني سأحدثك عن خلقه العظيم ” خلق الرحمة ” طامعة منك ان تصغي إلي وبعد ان تصغي تعلن توبتك أمام الله ان تترك هذا السلاح اللعين بكل أنواعه وتعاهد الله ان تكون عونا للحق لا للباطل وتكون جنديا من جند الله لا من جند الشيطان ..هدانا الله الى الحق جميعا وارانا إياه وجنبنا الباطل …
والرحمة في اللغة :الرقة والعطف
اصطلاحا :فضيلة تدل على قوة صاحبها ونبله لانه لا يحتكر الخير لنفسه ولا يهمل التفكير في سواه وقد يعبر عنها خفض الجناح .قال تعالى “واخفض لهما جناح الذل من الرحمة “الإسراء 24
ولقد حثنا الله أن نتحلى بفضيلة الرحمة مع الوالدين وبين الزوج والزوجة ومع المؤمنين ..قال تعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”
ولقد بين الله خلق الرحمة في البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم “فالرحمن تفيد الرحمة الشاملة للناس والرحيم تشمل المؤمنين فقط ويقال رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
فهذا الرسول يا إخوتي ..
وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء
فمن سمات الكمال التي تحلى بها الرسول خلق الرحمة والرأفة بالغير كيف لا وهو المبعوث رحمة للعالمين ..
فقد وهبه الله قلبا رحيما يرق للضعيف ويحن على المسكين ويعطف على الخلق أجمعين حتى صارت الرحمة له سجية
فشملت الصغير والكبير والقريب والبعيد والمؤمن والكافر فنال بذلك رحمة الله تعالى فالراحمون يرحمهم الرحمن وقد تجلت رحمته في عدد من المظاهر والمواقف ومن تلك المواقف :
رحمته بالاطفال :
كان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرق لهم حتى كانوا كالوالد لهم يقبلهم ويضمهم ويلاعبهم ويحنكهم بالتمر كما فعل بعبد الله بن الزبير عند ولادته .
جاء أعرابي فراه يقبل الحسن بن علي رضي الله عنه فتعجب الاعرابي وقال “تقبلون صبيانكم ؟”فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم “أو املك أن الله نزع من قلبك الرحمة ؟ ”
رحمته بالنساء :
لقد تجلت رحمته بالنساء لعلمه بطبيعتهن من الضعف وقلة التحمل فحث على رعاية البنات والاحسان اليهن وقد ضرب رسول الله أروع الأمثلة في التلطف مع أهل بيته حتى انه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير.
وكان إذا أتته ابنته فاطمة قام إليها وقبلها بين عينيها …
رحمته بالضعفاء :
فكان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول في شان الخدم “هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم (ما لا يطيقون) فان كلفتموهم فأعينوهم ”
رحمته بالبهائم:
شملت رحمته البهائم التي لا تعقل فكان يحث الناس على الرفق بها وعدم تحميلها ما لا تطيق فقال “ان الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة واذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته ”
رحمته بالجمادات
ولعل حادثة حنين الجذع ما يثبت على ذلك فان رسول الله كان اذا خطب بالناس استند إلى جذع اذ شق عليه صلى الله عليه وسلم طول القيام ..ثم ما لبث أن صنع له منبر فتحول إليه وترك ذلك الجذع فحن الجذع الى النبي فاحتضنه حتى سكت ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم “لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة”رواه احمد
رحمته بالأعداء:
وكثيرة هي مواقفه بالرحمة مع الأعداء وتذكروا أعظم موقف يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى له حينها قال لمشركي مكة :”ما تظنون اني فاعل بكم “فقالوا :اخ كريم وابن اخ كريم .فقال عليه الصلاة والسلام :”اذهبوا فانتم الطلقاء”
وأعلنها صلى الله عليه وسلم حينها صريحة واضحة :”اليوم يوم المرحمة “وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدخر وسعا في إلحاق الأذى بالمسلمين فقابل الإساءة بالإحسان والأذية بحسن المعاملة .
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :”من لا يرحم الناس لا يرحمه الله “رواه البخاري
لقد كانت حيلته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة فهو رحمة وشريعته رحمة وسيرته رحمة وسنته رحمة وصدق الله إذ يقول “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “الأنبياء 107
وأخيرا إخوتي في الله يا من في قول الحق من المؤكد تؤيدونني ويا آباءنا وأمهاتنا بالله عليكم انتبهوا لأبنائكم فتجار السلاح هم في النهاية أبناء لنا وتجار المخدرات وغيرها من الرذائل جميعهم تخرجوا من اسرنا رجاء احتووا أبناءكم أحيطوهم بهالة من الحب والتوجيه والدعاء والرضا عليهم ..ويا شباب ورجال بلدتي يا من بحوزتكم السلاح على كل أشكاله وأنواعه ارحمونا ارحموا صغارنا ارحموا نساءنا ارحموا شيوخنا ارحموا الضعيف منا وارحموا أنفسكم فان الدائرة في النهاية تدور عليكم …
سلمت يداك اختي العزيزة لقد طرحت امرا مهما وهيجت القلب الحزين الذي ما زال ينزف دما فلقد كوينا بنار السلاح فقتل ابي وقتل صاحب زوجي وغيرهم دون ذنب اقترفوه.
عل ما طرحته يوقظ القلوب التي تلفها روح العنجهية والتكبر والجهل ليغيروا طريقهم ويرجعوا الى الصواب
تختلف معي حاورني ولا تقتلني –تريد مالا اصبر علي ولا تقتلني فلي ابناء وزوجة وام ينتحبون لفراقي
ليه الثمن ؟ليه القوي دايم يدوس ..؟
كل شئْ صاير بالثمن ؟
حتى الزمن ..
ياخذ ثمن .. (عمرك ثمن) !
ياخذ ولا عمره اكتفى………!!!!!!!!!!! ليه المصالح في الصديق!!!!!!!!!!
ليه السعاده أختفت ..؟
مقالة هادفة….العنف وباء خبيث.وعلى الجميع العمل على اجتثاثه من الجذور.
مشاكل العنف ليست محصورة بالسلاح…السلاح يقوي حامله على الجريمة.
العنف موجود في كل مكان وعند كل الاجيال…عنف في العائلة، في الشارع، في
المدارس….
لقد قال المثل…درهم وقاية خير من قنطار علاج..
لكي نحارب العنف بصورة فعالة …علينا ان ننمي الوعي..ننمي القدرات العقلية
ننمي السلوكيات الايجابية عند جميع افراد المجتمع…وهذا الامر يتم بالثقافة العامة.
للدين..واحكامه فضل كبير للمعاملة الحميدة والسلوكيات الايجابية.
شكرا جزيلا للكاتبة..جزاها الله كل خير.