في ظلال آية قُرآنية
تاريخ النشر: 08/11/14 | 13:32قول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)
قال الله تعالى في محكم تنزيله مُذكّرًا عباده بأهميّة الدعاء وفضله حيث قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ)(سورة البقرة : 186) وفي سورة غافر قال المولى جلّ في علاه : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)(سورة غافر : 60)
من خلال هذه الآيات الكريمة يتضح عِظم عبادة الدعاء والتي لها مكانة عظيمة في ديننا يستقي من خلالها المسلم الخير له ولأهله وبيته ، فلا ينبغي لبيت مسلم أن يغفلَ عن هذه العبادة والتي هي من أجلّ العبادات وأعظم الطاعات فقد روى الإمام الترمذي في حديث النعمان بن بشير أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الدّعاء هو العبادة”.
لذا فمركز حراء الذي يُحافظ مندوبه ومربيه وطلابه على أدعية المناسبات يجد متاعه في التربية الإسلامية على ذلك موقنًا أنّ في هذه الأدعية تربية وتعليمًا للطلاب والأبناء وتذكيرًا بممارستها للمربين وحصنًا منيعًا للبيت والأسرة بأكملها ، ومن ذلك أن ترى المربي يعلّم طلابه على المحافظة على أذكار الصباح والمساء, وعلى قول: “تبارك الله” و “ما شاء الله” عند رؤية ما يعجبه ويعلّمه الاستخارة والتي هي دعاء حين يختار أيّ شأنٍ من شؤونه فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُعلّم الاستخارة كما يعلّم سُور القرآن ، وعند كفارة المجلس يعلّم طلابه الدعاء الوارد بذلك وهو “سبحانكَ اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك”, وعند زيارة المريض يقول له داعيًا له بالشّفاء “لا بأس عليك طهور إن شاء الله” ، ومن ذلك أيضًا ما يدعوه المربي ويعلّمه للطالب عند سماعه صياح الديك أن يسأل الله من فضله والتعوّذ به عند سماع نباح الكلب أو نهيق الحمار ففي الحديث الذي اتفق عليه الشيخان أنّ النبي -صلوات ربي عليه- قال : “إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا باللّه مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطاناً؛ وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكاً” ، وبالشتاء وعند هطول المطر كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يُكثر من قوله: “مُطرنا بفضل الله ورحمته” وقوله ” اللهم صيبًا نافعًا” وعند سماع صوت الرعد كان النبي يترك الحديث ويقول: “سبحان الذي يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته”.
وكلّ ذلك وأكثر فالمناسبات كثيرة وعديدة والأدعية لها عظيمة وسديدة ، والحرصُ عليها من شيم المربين في حفاظهم على ألسنة طلابهم لتكون رطبةً بذكر الله تعالى من خلال هذه الأدعية .