مني سأبدأ
تاريخ النشر: 29/06/12 | 9:08من أين نبدأُ
والطريقُ المِلْحُ تصفر
في خواءْ
والريحُ تعوي
والليالي السودُ
تضحكُ بانتشاءْ
من أينَ والفلواتُ تجري
والجبالُ تموجُ
بالوجعِ المبينِ
وسوطُ رعبٍ يجلدُ
الأملَ المسافرَ
في الفضاءْ
من أين نبدأُ
والمآقي لا تجفّ
على المدى
ودمي المقدّسُ
ها هنالك
ريشةٌ
حيرى يطوّحها البلاءْ
من أين نبدأ
والهواءُ الحرُّ
يقبعُ
في زنازين الهوى
والعينُ تسبحُ
في بحيراتِ
البكاءْ
أنّى التفتَّ فَثَمَّ
جوعٌ محدقٌ
وفمٌ كسيرٌ
ثَمّ شيخٌ مطرقٌ
ودمٌ يئزّ
وثَمّ موتٌ
يُلْقِمُ الطفلَ العَناءْ
من أين؟ لا صدق يفوح من الكلامِ
ولا الوفاءُ يلوحُ من لغة الغرامِ
ولا الحبيبةُ تخلعُ الوجعَ المقيمَ
إذا التقت بحبيبها من بعد شوق
لا يخالطُه جفاءْ
من أين والآلاتُ حِكمةُ عصرِنا
والنفطُ سيّدُ أمرِنا
والروحُ والأخلاقُ
والفكرُ الصَّدوقُ
وكلُّ آفاقِ الرؤى
في عرفنا مَحْضُ افتراءْ
من أين نبدأ يا أنا
وأنا هنا
أسعى إليّ وكلُّ ما
حولي يباعدُ خُطوتي
عنّي
لكي يمتدَّ في الكونِ الشقاءْ
-من أين أبدأ ؟
-سوف أبدأ من
أنايَ
فكلُّ صيفٍ
في شراييني شتاءْ
وأنا هنا
-لو يعلمون-
بدايةُ الأملِ الجميلِ
ومُصحفي
رئةُ الزمانِ
ودولةُ العدلِ المقيمِ
وفي دمي نهجُ الرسولِ
وفي شعابِ الروحِ
يستعلي على الدنيا
” حراء”
مني سأبدأ
كي أعيدَ لثغرِ طفل بسمَةً
ولكفّ شيخ لُقمَةً
ولكلّ شيء في الوجود
جمالَه ومآلَه
ولكل نفسٍ في الورى
معنى التحرر والإباء
حيّ أنا فلتفتخر
هذي الحياةُ بأنني
فيها
ولدتُ
وأنني أعطيتُها
سمةَ الحياةِ
فأشرقتْ
وبأنني
معنى الخلودِ
ومن يدي
فيها تدفّق سائغا
نهرُ البقاءْ
بقلم الشاعر يوسف أحمد أبو ريدة , الظاهرية- 10-6-2012
قصيدة جميلة وزخمة.
لا فضَّ فوك.