المدونة العاشرة… البديل من العبريـــة
تاريخ النشر: 29/06/12 | 22:50كتبت لي قارئة: شكرًا لجهودك، وبارك الله فيك على هذه اللفته الرائعة حقًا، وحتى الآن فأنا متابعة لمدوناتك الثماني. آمل أن تجد كلمه مستقاة من العربية لكلمة עובְדָה، لأن أغلب الناس حولي يستخدمون هذه اللفظة العبرية في كلامهم.
شكرًا لك، وننتظر جديدك!
وطن أبو مخ – 26/06/2012
– هذه اللفظة بالذات سأل عنها أحد المعقبين، واستفسر كذلك عن ترجمة דווקא?
עובְדָה = واقع
– في رأيي أن עובדה أفضل ترجمة لها (أمر واقع)، وبلفظة واحدة (واقع) أو (حقيقة)، واللفظة أصلاً هي آرامية، وتعني عملاً قد عمل، فعلاً، حدثًا قد حدث، وقد تذكر اللفظة لإثبات ما تناقش فيه، وكأنك تقول له (مفروغ منه).
דווקא = بالذات
לוא דווקא = ليس بالضرورة
أما لفظة דווקא التي تتكرر وتتكرر فأقرب ترجمة لها كما ترد في حديثنا وفي كتابتنا: بالذات، فترجمها بالذات ! (قد ترد بمعنى تمامًا- لمن يتحفظ من المعنى اللغوي للذات).
أما التعبير לוא דווקא فأترجمه ليس بالضرورة (ليس تمامًا، وبالعامية “مش بالزبط”).
فبدلاً من أن تقول: דווקא הוא
قل: هو بالذات!
وبدلاً من تقول: לוא דווקא
قل : ليس بالضرورة! (وبالعامية مش بالضرورة، مش حتم، وأنا أذكر العامية أحيانًا، لأنني لا أتوقع استخدام (ليس) في الحديث الدارج، ولا ينسَ المحتج أن أصل (مش) هو: ما شيء، وقد جرى نحتٌ هنا كذلك.)
من التعليقات:
1- وقاف التي اقترحتها للفظة עמידון في المدونة السابقة تذكّر بوصف لعمر بن الخطاب بأنه كان وقافاً عند حدود الله أي كثير الوقوف، والترجمة برأيي لها إيحاءات بعيدة عن (العميدون)، فربما “مُساند” أو “ساند” أو “داعم” تكون أوفى! مجرد اقتراح أو مقترح، وشكرًا!
أبو عبيدة 28/06/2012
2- أقترح كلمة مُوقِف
مُوقف بضم الميم وكسر القاف.
محمد 28/06/2012
– أعزائي: شكرًا للاهتمام!
قلت في مدونة سابقة إن الكلمة العبرية تقوى وتبقى إذا كنا نعطي أكثر من بديل، فوقّاف صيغة مبالغة تدل على اسم آلة، وهي الملائمة – في رأيي- بعدما درست كل الخيارات المذكورة وغيرها. وإذا كانت (وقّاف) واردة في حديث عمر إيجابيًا فهنا مكانها بالذات، لأن الوقّاف يساعد على الوقوف، والثبات، والحفاظ على الجسم، وقد بحثت تمامًا عن معنى (עמידון) العبرية، ورأيت في الشبكة صور هذا الجهاز المختلفة، فازددت اقتناعًا بالوقاف (على غرار: جرار، سحاب، خلاط، حفار…)، ونحن قد لاحظنا (وقّاف) في الشعر العربي، واللفظة ليست قصرًا على ما وصف به الخليفة، فهي ترد بمعنى الثابت، كقول شوقي:
لو عاش قدوتهم ورب لوائهم نكس اللواء لثابت وقّافِ
ثم لا ننس أن هناك كلمات مشتركة المعنى، فمساند لها عدد من المعاني، والساند قد يكون في أمور مالية، أو في غيرها، والمُوقِـف تختلط بالقراءة مع المَوْقف، وفي المعنى بالذي يوقف أمواله للخير.
لاحظ أننا لا نستعمل لفظة (وقّاف) لأي معنى آخر بلغتنا اليومية والحديثة، فلنقصرها على الجهاز!
إلى البروفيسور المحترم حارس اللغة:
لا يروق لي أن نترجم אפילפסיה epilepsy داء الصَّرْع – كما هو في قوجمان والبعلبكي وسغيب، ونحن نلفظه (الصَرَع)، هذا الداء الذي يؤدي إلى سقوط المريض به فاقد الرشد، وبحالة تشنج عصبية معينة، فما رأيك بترجمة ليست قاسية نستخدمها في حديثنا بلغة عربية سليمة؟
ممرضة في هيلل يافه
אפילפסיה = الوُقــاع
هذه الترجمة اخترتها على وزن فُعال، وهو يطرد في الأمراض (سُعال، زُكام، صُداع…)، فالفعل (وقع) حيادي بدون دلالات سلبية.
أنت أيتها الأخت على حق، فإن اللفظ (الصرْع)- بتسكين الراء(وذلك أخف وقعًا من الصَّـرَع) يوحي بدلالة سلبية.
جدير بالذكر أن مجمع اللغة العبرية ترجم epilepsy إلى כִּפְיון ،وهي لدى البعض מחלת הנְפִילה-.
إذن لنقل أصيب بالوُقاع، وهو وقْعان، ولا تقل كما تقترح المعاجم: أصيب بالصرع، وهو مصروع ؟؟؟. ومهما قلنا فأنا وأنتم ندعو له بالشفاء، وليتنا لا نحتاج اللفظ!