الشيخ صرصور يشارك بندوة حول "الخدمة المدنية "

تاريخ النشر: 01/07/12 | 7:15

شارك الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، السبت 30.6.2012 ، في ندوة خاصة حول مشروع ” الخدمة المدنية ” ، عُقدت في المركز الثقافي في مدينة طمرة برعاية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ، تزامنا مع قرب إعلان ” لجنة بلاسنر ” عن توصياتها بخصوص فرض الخدمة المدنية الإجبارية على كل من لا يُدعى للخدمة العسكرية أو يُعفى منها …

شارك في الندوة كذلك كل من عادل أبو الهيجاء رئيس بلدية طمرة ، واصل طه رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ، رجا اغبارية أمين عام أبناء البلد ، محمد حسن كنعان رئيس الحزب القومي العربي ، أيمن عودة سكرتير عام الجبهة الديمقراطية ، وصالح لطفي مدير مركز الدراسات المعاصرة .. عرف الندوة نايف زيداني سكرتير لجنة المتابعة .

في مداخلته أثناء الندوة قال الشيخ صرصور : ” هنالك من يعتقد أن إسرائيل تعيش منذ سنين في فترة ما بعد الصهيونية ، ويعنون بذلك أنها بعد أن حققت أهدافها الإستراتيجية في السيطرة على كل فلسطين وفي قلبها القدس ، فقد حققت بذلك كل الأهداف التي وضعتها الحركة الصهيونية ، وما عليها الآن إلا أن تعزز قبضتها على ما حازته عبر أكثر من ستة عقود ، من خلال مزيد من الانكفاء على الذات والاتجاه نحو التقوقع والانعزال ، وتعميق الشعور بالبيئة المعادية والمحتفظة على منجزات الاحتلال … إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما ، فإسرائيل حققت أهدافا جزئية فقط ، وهذه الانجازات الجزئية مهددة بالإجهاض . إسرائيل تعي هذه الحقائق ، ولذلك تسعى إلى استحداث ما يلزم من السياسات بهدف تحقيق الحد الأقصى من أهداف الصهيونية ، ومنها ضرب الهوية والانتماء إلى الوطن والثوابت الدينية والوطنية والقومية … اعتقد أن مشروع الخدمة المدنية/الوطنية يأتي في هذا الإطار الهادف إلى تمييع الهوية الذاتية لمليون ومائتين ألف فلسطيني ،يشار إلى ذلك بوضوح في الأهداف المعلنة للمشروع ، ومن أخطرها العمل على تقوية انتماء الشباب للدولة !!!!!!!! ونسأل أي دولة ؟ إسرائيل .. وما إسرائيل ؟؟ الدولة التي أقامت كيانها على أنقاض شعبنا ، وما زالت ترى فينا نحن الفلسطينيين الخطر الاستراتيجي ، ومنذ قيامها دأبت وبمنهجية محترفه على ممارسة التمييز العنصري والقهر القومي ضدنا في كل المجالات ..إسرائيل بهذا المشروع تريد إدراك ما لم تدركه في الماضي ، وأنا أؤكد أنها لن تدركه ، لأن الشعب الفلسطيني اليوم أكثر وعيا وتمسكا بثوابته ، وأكثر إصرارا على تحقيق حقوقه والنضال في سبيل حريته وكرامته .. ” ..

وأضاف : ” ما من شك في انه لا توجد لإسرائيل أية نية لاعتبارنا جزءا من النسيج البنيوي للدولة ، فنحن خارج خططها القومية في كل المجالات ، في الأرض ومناطق النفوذ والأوقاف الإسلامية ، وفي الخدمات وفي الميزانيات .. الخ … والأهم من ذلك أن إسرائيل تمارس فعلا ضد جماهيرنا سياسات تهدف إلى حرماننا من حقوقنا الجماعية كأقلية قومية لها أشواقها الروحية والوطنية ، وأننا جزء من شعب فلسطيني كان سيدا لهذه البلاد حتى العام 1948 ، جزء أيضا من الأمة العربية والإسلامية … فنحن بهذا المعنى ليسنا أيتاما ليس لنا تاريخ ، ولا حاضر ولا مستقبل … القبول بهذا المشروع فوق ما يشكله من خطر على الهوية العربية الإسلامية ، فإنه سيعتبر اعترافا من طرفنا بأن حقوقنا السياسية مرتبطة ومشروطة ، فمن يخدم بالصورة التي تريدها إسرائيل يمكنه أن يأخذ حقوقا !!!! ، والذي لا يخدم ، لا يأخذ الحقوق … وهذه ثنائية مرفوضة شكلا وموضوعا ، إما شكلا فلأنها متناقضة مع كل المواثيق التي تعارفت عليها أمم الأرض ، وأما موضوعا ، لأن أمامنا الدروز مثلا الذي ارتبطوا بأمن إسرائيل بميثاق دم من خلال الخدمة العسكرية ، فهل حصل الدروز على حقوقهم ؟ الجواب : لا … ولا كبيرة … فالدروز يعانون أكثر مما نعاني ، فهم عرب أمام السياسة الإسرائيلية وان قدموا دماءهم .. كل ذلك يزيدنا قناعة أن مشروع الخدمة المدنية ما جاء إلا خادما للمشروع الصهيوني ، دون أن تكون له أية مردودات حقيقية على أوضاعنا كأقلية قومية في إسرائيل . ” ..

وأكد الشيخ صرصور : ” إسرائيل ما زالت تتعامل مع مواطنيها العرب من خلال “الهاجس الأمني” ، ومشروع الخدمة المدنية لا يدل على تغيير في العقلية الأمنية لإسرائيل ، ولهذا جاء المشروع أمنيا بامتياز . إسرائيل من خلال مشروعها للخدمة المدنية/الوطنية تهدف إلى تشديد ما يمكن تسميته بسياسة ” التحكم والسيطرة ” ، والسبب هو قلقها الدائم غير المبرر ، والهاجس الأمني الذي حرمها على مدى أكثر من ستة عقود من مد الجسور مع الداخل ( المواطنين العرب ) والخارج ( الدول العربية والإسلامية ) وحتى مع العالم الذي يتعاملون معه بفوقية مستغلين أحداث الكارثة في العهد النازي لابتزازه ماديا وسياسيا . ” …

وخلص إلى أن : ” الهدف المهم في هذه المرحلة هو إسقاط مشروع القانون الجديد الذي يجعل الخدمة المدنية إجبارية ، فإن نجحنا كانت المعركة بعدها توعوية لإبعاد شبابنا وشاباتنا عن الوقوع في براثن الخدمة المدنية وإن كانت طوعية اختيارية . عموما نحن كمجتمع عربي قادرون على إطلاق مشروع للعمل التطوعي ينسجم مع ثوابتنا الدينية والقومية والوطنية ، بعيدا عما يحاك لنا في دهاليز الحكومة وأجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة . ” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة