دعوة للرحيل…

الى كل من سولت له نفسه بالرحيل يودع تراب هذا الوطن الغالي تاركا وراءه ذكريات هي في الصميم وتعلق باوهام من سراب اقدم قصيدتي هذه “دعوة للرحيل”

هلمي نغادر البلاد ..عبر سكة بلا رجوع ..

وندرك القطار قبل زحفه ..

فان فاتنا ..سنبقى على الرصيف ..

نشيع الفرصة لمثواها الأخير ..

وكمن “مات حتف انفه “..

نندب حلم ليالينا ..

ونندب قلة حيلتنا وجبننا…

نتشبث بخيط رفيع عساه يكون حبل النجاة …

وينقذنا…

هيا ..هناك نلقى أحبة نجدد الحياة …

ونجدد الأصحاب …

وننقش على الأوراق ذكريات بمداد …

ونسلو ساعات العذاب …

فعذرا أخي ..إن ابتغيت نقش ..

على الأوراق ستبلى …

ففي بلدك ..ذكرياتك تحكيه …

يحكيه درب سلكته لمدرستك ..للمسجد..

وان غادرت البلاد فتتشبث به ..

ذرات التراب…

هنا أنت على أرضك ملك …

وببلاد الغربة سادوا عليك ..

ولو كنت ملكا ..

وبقيت في أعينهم غريب أو مملوك..

وأضحت أحلامك في سراب ..

ففي الغربة تكون كمن فتح عينيه في الظلام…

أينما وقع بصره .. ظلام..

أخي ..في أي بلد ألقى أناس نشأت وإياهم ..

والتقيتهم بالصباح ..بالمساء ..تجمعنا الأحلام..

تمنيني بقصر بأي بلاد أشاء ..

لكن غير بلدي ..فاي كلام؟؟..

عذرا .ومستحيل ..ففي بلدي الأمان والسلام..

وعلى ارض أجدادي بخيمة ..

فراشها تراب ..وغطاؤها السماء…

ومن بقايا أثواب بالية حاكتها أمي …

وكانت للخيمة غطاء…

وللفراش والوسائد حشوة …

وما صلح كان زينة …

تحت ستار ..تراث عربي أصيل ..

تعلقها أمي على جدار خيمة أبية ..

تتحكم بوضعها الرياح …

ان شاءت ..أوقفتها..وان عصفت..

تهدهدها كما تشاء ..

خير من قصور الوهم ..في بلاد..

أنت عنه غريب..

ففي جذور الخيمة الأصل ..هي المهد ..

هي المأوى ..فيها الهناء…

وتبقى مرآة لتاريخ يعشق النضال ..

ويكره الجبناء ..

يأبى الرضوخ والسجود لغير الله..

قسما لنسحقن النذلاء …