إلا أنا

إلا أنا

أتنفسُ القلقَ المسافرَ في مفاصلِ كلِّ عامْ

أتوسدُ الآهاتِ تَتْرى

حينَ يدركُني الظَّلامْ

وأحسُّ في أنْفي غبارَ الدَّهرِ

يسري

كلّما ضحِك القَتامْ

وأنا هنا

أمشي ويقذفُني الصَّباحُ

من الخِيامِ إلى الخِيامْ

وأَلوكُ وَحْدي خَيْبةَ

الأملِ المُرواغِ

رغُْمَ أني لم أدَفِّنْ

في الرِّمالِ – العُمْرَ-

رأسي

كيفما فَعَلَ النَّعَامْ

وأنا هنا

وتَلوكُ جسمي

هجمةُ الأغرابِ والأحبابِ

والدمعُ المباغتُ والغَمَامْ

وأنا هنا

لا أهلَ وُدِّي أنصَفوا

كلَّا

ولم يتنافسوا ليكَفْكِفوا

دَمِيَ المُبَعْثَرَ

في أخاديدِ السَّلامْ

وأنا هنا

أتناولُ الموتَ

المُعَادَ

على صَفيحِ الحُزْنِ

وحدي

كلّما نطَق الحُسامْ

وأمدُّ كفِّي للحياةِ

مُلَوِّحَا:

إني أنا القُدْسُ الشَّريفُ

وقد مَلَلْتُ

فَهَيِّئي

جسمي المُصَفدَ للرَّدى

إني مللتُ

هنا المُقامْ

بقلم يوسف أحمد ابو ريدة , الظاهرية